رويترز: إيران ترفض التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل في ظل الهجوم عليها    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الاثنين 16 يونيو 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    محافظ قنا يقود دراجة عائدًا من مقر عمله (صور)    خبير اقتصادي: مصر تمتلك الغاز الكافي لسد احتياجاتها لكن البنية التحتية "ناقصة"    خبير اقتصادي يوضح أسباب تراجع الجنيه أمام الدولار بنهاية تعاملات اليوم    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    ترامب: لسنا منخرطين في التصعيد بين إسرائيل وإيران.. ومن الممكن أن نشارك    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    سمير غطاس: إيران على أعتاب قنبلة نووية ونتنياهو يسعى لتتويج إرثه بضربة لطهران    إعلام إيراني: إسقاط مسيرات إسرائيلية شمال البلاد    بعد 258 دقيقة.. البطاقة الحمراء تظهر لأول مرة في كأس العالم للأندية 2025    كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه    "ليس بغريب على بيتي".. إمام عاشور يشكر الخطيب والأهلي لسرعة التحرك بعد إصابته    كأس العالم للأندية.. انطلاق مباراة بالميراس وبورتو في مجموعة الأهلي    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    رياضة ½ الليل| الأهلي يفسخ عقد لاعبه.. غرامة تريزيجيه.. عودة إمام عاشور.. والاستعانة بخبير أجنبي    بسبب شاحن الهاتف، السيطرة على حريق داخل شقة بالحوامدية (صور)    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة.. فور ظهورها    «بشرى لمحبي الشتاء».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: «انخفاض مفاجئ»    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    وزير الثقافة يشيد ب"كارمن": معالجة جريئة ورؤية فنية راقية    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    يسرا: «فراق أمي قاطع فيّا لحد النهارده».. وزوجها يبكي صالح سليم (فيديو)    علاقة مهمة ستنشئ قريبًا.. توقعات برج العقرب اليوم 16 يونيو    «الأهلي محسود لازم نرقيه».. عمرو أديب ينتقد حسين الشحات والحكم (فيديو)    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    الهجوم الإيراني يفضح ديمقراطية إسرائيل.. الملاجئ فقط لكبار السياسيين.. فيديو    الرئيس الإماراتي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء بريطانيا التطورات في الشرق الأوسط    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    عرض «صورة الكوكب» و«الطينة» في الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مصدر: ارتفاع ضحايا حادث مصنع الصف ل4 وفيات ومصابين    إصابة رئيس مباحث أطفيح و6 آخرين أثناء ضبط هارب من حكم قضائي    القنوات الناقلة لمباراة السعودية وهايتي مباشر اليوم في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    عادل مصطفى: الأهلى قدم أفضل شوط له من 10 سنوات وفقدان التركيز سبب التراجع    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    أحمد موسى: «إسرائيل تحترق والقبة الحديدية تحولت إلى خردة»    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.‬مصطفى ‬سليم : فوزي فهمي .. ‬الرمز ‬المركزى ‬الخالد ‬فى ‬وجداننا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 10 - 2021


د.‬مصطفى ‬سليم
الكاتب ‬والقائد ‬والأستاذ ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬من ‬وجهة ‬نظرى ‬هو ‬البناء ‬العظيم ‬في ‬الثقافة ‬المصرية ‬عامة ‬والأكاديمية ‬خاصة، ‬باعتباره ‬قد ‬وضع ‬الأسس ‬العلمية ‬وأسس ‬الأبنية ‬التعليمية ‬التي ‬تسمح، ‬بالنهوض ‬بفنون ‬الأداء ‬والعرض ‬فى ‬مجالات ‬السينما ‬والمسرح ‬والباليه ‬والموسيقى ‬الغربية، ‬والموسيقى ‬العربية ‬بالاضافة ‬لدراسات ‬الفنون ‬الشعبية ‬وفنون ‬التأليف ‬المسرحى ‬وأصول ‬كتابة ‬السيناريو ‬ ‬وعلوم ‬النقد ‬الفنى ‬والأدبى.‬
فحين ‬تأسست ‬أكاديمية ‬الفنون ‬كانت ‬اللوائح ‬والبنية ‬التحتية ‬تقوم ‬على ‬نظم ‬وخبرات ‬الخبراء ‬الروس ‬وعام ‬‮1969‬ ‬عندما ‬تم ‬تعيين ‬أول ‬رئيس ‬لأكاديمية ‬الفنون .. ‬وكانت ‬معاهد ‬الأكاديمية ‬وفرقها ‬محدودة ‬نسبة ‬للطفرات ‬التي ‬حدثت ‬بعد ‬ذلك ‬وكانت ‬مساحة ‬الأكاديمية ‬محدودة ‬وفيها ‬مبنى ‬واحد ‬يجمع ‬معاهد ‬الموسيقى ‬العربية ‬والنقد ‬والتذوق ‬الفنى ‬والفنون ‬الشعبية ‬بجانب ‬مدرستى ‬الباليه ‬والكونسرفتوار ‬داخل ‬معهديهما ‬بالإضافة ‬لمبنى ‬معهد ‬الفنون ‬المسرحية ‬ومعهد ‬السينما ‬وقاعة ‬سيد ‬درويش ‬وهي ‬بذلك ‬لا ‬تقارن ‬بمساحتها ‬الآن ‬التى ‬أضيف ‬إليها ‬تسعة ‬عشر ‬فدانا، ‬ولم ‬يكن ‬للأكاديمية ‬أى ‬فروع ‬اللهم ‬إلا ‬مدرسة ‬للدراسات ‬الحرة ‬للباليه ‬والكونسير ‬فى ‬الإسكندرية ‬ولم ‬تكن ‬هناك ‬مراكز ‬أو ‬وحدات ‬ذات ‬طبيعة ‬خاصة، ‬وفي ‬عام ‬‮1989‬ ‬تولى ‬الرائد ‬الراحل ‬المعلم ‬القائد، ‬المبدع ‬المستنير ‬الأستاذ ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬رئاسة ‬الأكاديمية ‬فصار، ‬بحق ‬مؤسسا ‬جديدا ‬للأكاديمية ‬المتطورة، ‬فقد ‬أسس ‬بنية ‬جديدة ‬ومعاهد ‬جديدة، ‬وفرق ‬جديدة ‬ومهرجانات ‬جديدة ‬ووحدات ‬ومراكز ‬جديدة، ‬وخاض ‬معركة ‬عنيفة ‬مع ‬المجموعة ‬التى ‬استولت ‬على ‬الأراضى ‬التي ‬سعى ‬وزير ‬الثقافة ‬العملاق ‬د.‬ ‬ثروت ‬عكاشة ‬لتخصيصها ‬للأكاديمية ‬في ‬ستينات ‬القرن ‬الماضى ‬وبدعم، ‬معنوى ‬كبير ‬من ‬الدكتور ‬ثروت ‬عكاشة ‬استطاع ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬أن ‬يحصل ‬على ‬التسعة ‬عشر ‬فدانا ‬المخصصة ‬للأكاديمية ‬في ‬مطلع ‬العقد، ‬الأخير ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬وسعى ‬لإقامة ‬صروحا ‬جديدة ‬وفقا ‬لمعايير، ‬الجودة ‬العالمية ‬مستعينا ‬بخبرات ‬مصرية ‬وروسية ‬ولا ‬أنسى ‬حين ‬كنت ‬أصعد ‬لمكتبه ‬عام ‬‮1993‬ ‬بعد ‬تكليفى ‬بالعمل ‬معيدا ‬كيف ‬كان ‬يجلس، ‬أمام ‬الماكيت ‬المجسم ‬الضخم ‬لمشروعات ‬الصروح ‬التي ‬ستقام ‬فى ‬هذه ‬الأرض ‬ليشرحها ‬لى ‬ولزملائى، ‬وكله ‬فخر ‬وسعادة ‬فهنا ‬ستكون ‬قاعة ‬مؤتمرات ‬وهنا ‬مسرح ‬دائرى، ‬وهنا ‬مسرح ‬مكشوف ‬وهنا ‬مستشفى ‬وهنا ‬معهد ‬لفنون ‬الطفل ‬وإلى ‬هنا ‬سينتقل ‬معهد ‬فنون ‬شعبية ‬وإلى ‬هنا ‬سينتقل ‬معهد ‬النقد ‬الفنى ‬وهنا ‬سيكون ‬مجمع ‬المدارس ‬وهنا ‬ستكون ‬معاهد ‬جديدة ‬للترميم ... ‬وهنا ... ‬وهنا .. ‬كان ‬حلمه ‬ضخما ‬ومبهرا ‬ويهدف ‬لبنية ‬غير ‬مسبوقة ‬وخلاقة ‬لتعليم ‬مواد ‬الفنون ‬تنهض ‬بفنون ‬الأداء ‬والعرض ‬ومستقبلها ‬فى ‬مصر ‬فتم ‬وضع ‬تخطيط ‬غير ‬مسبوق ‬في ‬ضخامته ‬قياسا ‬بأكاديميات ‬الفنون ‬فى ‬أنحاء ‬العالم.‬
على ‬التوازى ‬مع ‬وضع ‬أساسات ‬الأبنية ‬التعليمية ‬الجديدة ‬أنشأ ‬الدكتور ‬فوزى ‬وحدة ‬إصدارات ‬لأول ‬مرة ‬فى ‬تاريخ ‬الأكاديمية ‬وكانت ‬تصدر ‬ترجمات ‬لعدد ‬كبير ‬من ‬الكتب ‬الهامة ‬في ‬مجالات ‬الفنون ‬من ‬اللغات ‬الأجنبية ‬إلى ‬العربية، ‬بواسطة ‬مجموعة ‬من ‬المترجمين ‬المتخصصين ‬الذين ‬عينهم ‬فى ‬مركز ‬جديد ‬أطلق ‬عليه ‬مركز ‬اللغات ‬والترجمة ‬وكان ‬يقدم ‬أكثر ‬من ‬ثلاثين ‬إصدارا ‬سنويا ‬بخلاف ‬مجلات ‬متخصصة ‬محكمة ‬مثل ‬مجلة ‬الفن ‬المعاصر ‬وقد ‬شرفنى ‬الأستاذ ‬حين ‬اختارنى ‬كأول ‬سكرتير ‬تحرير ‬لإصدارات ‬الأكاديمية ‬فور ‬تعيينى ‬معيدا ‬لخبرتى ‬السابقة ‬فى ‬مجال ‬الطباعة ‬والتحرير ‬الصحفى، ‬وكنا ‬نطبع ‬إصداراتنا ‬حينها ‬فى ‬مطبعة ‬هيئة ‬الآثار ‬بحى ‬الزمالك.‬
في ‬الوقت ‬نفسه ‬أسس ‬الأستاذ ‬الفرقة ‬الطليعية ‬لأكاديمية ‬الفنون ‬التى ‬أنتجت ‬عرض ‬كاليجولا ‬للكاتب ‬الفرنسى ‬ألبير ‬كامى، ‬وإخراج ‬الاستاذ ‬سعد ‬أردش ‬وبطولة ‬نور ‬الشريف ‬وإلهام ‬شاهين ‬وكمال ‬أبو ‬رية ‬وخليل ‬مرسى ‬ومجموعة ‬من ‬أساتذة ‬التمثيل ‬والخريجين ‬والطلاب ‬وسافرنا ‬لمهرجان ‬موتريل ‬بإسبانيا ‬وكنت ‬أحد ‬أعضاء ‬الفريق ‬الذي ‬شهد ‬نجاح ‬العرض ‬فى ‬مسارح ‬إسبانيا.‬
كما ‬قام ‬بتحديث ‬اللوائح ‬العلمية ‬للمعاهد ‬المختلفة ‬واستصدر ‬قرارات ‬بإنشاء ‬معاهد ‬جديدة ‬مثل ‬المعهد ‬العالي ‬لفنون ‬الطفل ‬الذى ‬لم ‬يفعل ‬إلا ‬فى ‬فنرة ‬رئاسة ‬الدكتور ‬أشرف ‬زكى ‬للأكاديمية، ‬ومن ‬ناحية ‬أخرى ‬استعان ‬بالخبراء ‬الروس ‬فى ‬الموسيقى ‬والباليه ‬أمثال ‬جيلوفانى ‬وتيمور ‬أباشيزى، ‬وأعاد ‬تهيئة ‬حرم ‬الأكاديمية ‬القديم ‬وتمهيد ‬الطرق ‬غير ‬الممهدة ‬وقام ‬بتحديث ‬البنيات ‬الأساسية ‬للمعاهد ‬القديمة ‬وأسس ‬مهرجان ‬المسرح ‬العربى (‬زكى ‬طليمات) ‬وقام ‬بدور ‬كبير ‬من ‬خلال ‬بنية ‬الأكاديمية ‬فى ‬استمرار ‬ونجاح ‬مهرجان ‬القاهرة ‬الدولى ‬للمسرح ‬التجريبى ‬الذى ‬كان ‬رئيسه ‬لعقدين ‬من ‬الزمان ‬منذ ‬الدورة ‬الثانية ‬عام ‬‮1989‬ ‬وحتى ‬تولى ‬الدكتور ‬سامح ‬مهران ‬إدارة ‬المهرجان ‬وبرفقته ‬الأستاذ ‬عصام ‬السيد ‬و ‬طوال ‬هذه ‬الفترة ‬تعلمت ‬منه ‬الكثير ‬من ‬الدروس ‬في ‬فن ‬الإدارة ‬فقد ‬كنت ‬لاعبا ‬أساسيا ‬في ‬محراب ‬إدارته.‬
ويجب ‬أن ‬أعترف ‬بأن ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬صارحنى ‬مؤخرا ‬حين ‬شهد ‬خطوات ‬الدكتور ‬أشرف ‬زكى ‬بأنه ‬سعيد ‬بتحويل ‬حلمه ‬لحقيقة ‬بعد ‬توقف ‬هذه ‬المشروعات ‬لسنوات ‬طويلة ‬عقب ‬تركه ‬لمنصب ‬رئيس ‬الأكاديمية ‬فى ‬مطلع ‬الألفية ‬الثالثة ‬وقد ‬أوصاني ‬بالعمل ‬مع ‬الدكتور ‬أشرف ‬بإخلاص ‬على ‬طريق ‬استكمال ‬الصروح ‬التي ‬وضع ‬أساسها.‬
ذكرياتى ‬كثيرة ‬كثيرة ‬مع ‬هذا ‬الرمز ‬المركزى ‬في ‬حياتنا ‬الأكاديمية ‬عامة ‬والمسرحية ‬خاصة ‬وسأذكر ‬منها ‬بعض ‬اللقطات ‬السريعة ‬واللقطة ‬الأولى ‬حين ‬تقدمت ‬للالتحاق ‬بقسم ‬الدراما ‬والنقد ‬المسرحى ‬عام ‬‮1988‬ ‬وكان ‬حينها ‬الأستاذ ‬نائبا ‬لرئيس ‬الأكاديمية ‬وكان ‬حينها ‬الشاعر ‬د. ‬عز ‬الدين ‬إسماعيل ‬هو ‬الرئيس ‬وكان ‬د. ‬فوزى ‬فى ‬طريقه ‬لرئاسة ‬الأكاديمية، ‬وأثناء ‬امتحاناتى ‬للقبول ‬بقسم ‬الدراما ‬والنقد ‬المسرحي ‬حدثه ‬بعض ‬الأحبة ‬عن ‬طالب ‬الثانوية ‬العامة ‬الشاعر ‬الذى ‬ظهر ‬من ‬خلال ‬مداخلاته ‬الشائعة ‬فى ‬ندوات ‬الدورة ‬الأولى ‬لمهرجان ‬القاهرة ‬الدولى ‬للمسرح ‬التجريبى ‬عام ‬‮1988‬ ‬وأصر ‬سيادته ‬على ‬حضور ‬امتحانات ‬القبول ‬لأنه ‬لم ‬يكن ‬يحب ‬الوساطة ‬ولكنه ‬أدرك ‬أن ‬الوسطاء ‬زملاء ‬وخارج ‬الدوائر ‬الشخصية ‬بالنسبة ‬لى ‬وليس ‬لى ‬دخل ‬مباشر ‬بوساطتهم، ‬وفى ‬امتحان ‬القبول ‬وجدنى ‬الأعلى ‬درجات ‬بين ‬المتقدمين ‬فشعر ‬بارتياح ‬مشوب ‬بالشك ‬في ‬احتمالية ‬تدخل ‬الآخرين ‬لصالحى، ‬وفى ‬المقابلة ‬الشخصية ‬أصر ‬رغم ‬انشغاله ‬على ‬أن ‬يحضر ‬ويسألنى ‬بنفسه ‬أسئلة ‬تختبر ‬الذكاء ‬وتكشف ‬مصادر ‬ثقافتى ‬وأخيرا ‬ابتسم ‬حين ‬أعجب ‬بردودى ‬وحين ‬حاولت ‬أن ‬ألقى ‬بعض ‬أشعارى ‬رد ‬قائلا (‬خلاص ‬يا ‬بنى ‬كفاية ‬اللى ‬قلته ‬مش ‬محتاجين ‬نسمعك ‬تانى ‬بعدين ‬هنسمعك ‬كتير) ‬وكان ‬هذا ‬بمثابة ‬إعلان ‬مبكر ‬لنجاحى ‬وقبولى ‬وخرج ‬ورائى ‬أستاذى ‬النبيل ‬محمد ‬عبد ‬الهادى ‬وقال ‬لى )‬كنت ‬رائع ‬يابنى ‬انت ‬أفضل ‬طالب ‬جالنا ‬فى ‬العشر ‬سنين ‬اللى ‬فاتو ‬انا ‬شايفك ‬معيد).‬
منذ ‬هذه ‬اللحظة ‬وكان ‬اهتمام ‬الأستاذ ‬بى ‬اهتماما ‬خاصا ‬وحين ‬تخرجت ‬عام ‬‮1992‬ ‬عينت ‬مباشرة ‬فى ‬مؤسسة ‬دار ‬التعاون ‬كما ‬عملت ‬مع ‬صاحبة ‬الفضل ‬الدكتورة ‬هدى ‬وصفى ‬وحين ‬علم ‬الأستاذ ‬أننى ‬فى ‬طريقى ‬لاستلام ‬العمل ‬بمؤسسة ‬دار ‬التعاون ‬أصدر ‬فورا ‬قرارا ‬بتكليفى ‬بالعمل ‬معيشدا ‬بالقسم ‬طبعا ‬بعد ‬موافقة ‬مجلس ‬القسم ‬بالإجماع.‬
ثم ‬أصدر ‬بعدها ‬قرارا ‬بتكليفى ‬بالعمل ‬سكرتير ‬تحرير ‬لاصدارات ‬الأكاديمية ‬ومنسقا ‬للجنة ‬الندوات ‬بالمهرجان ‬التجريبى ‬وكان ‬رئيس ‬اللجنة ‬الاستاذ ‬سعد ‬أردش.‬
كان ‬الأستاذ ‬كتابا ‬مفتوحا ‬على ‬كل ‬الثقافات ‬وكان ‬يعاملنى ‬كمعيد ‬منذ ‬كنت ‬طالبا ‬وكان ‬لا ‬يدخن ‬سوى ‬سيجارة ‬صباحا ‬يحصل ‬عليها ‬من ‬المعيد ‬الأستاذ ‬محمد ‬عبد ‬الهادى ‬الذى ‬ترك ‬المعهد ‬وبعدها ‬كنت ‬أنا ‬رفيق ‬سيجارة ‬الصباح.‬
كان ‬بالنسبة ‬لى ‬المعلم ‬والأب ‬والداعم ‬والنقطة ‬الفاعلة ‬التي ‬نلتقى ‬جميعا ‬أنا ‬وزملائى ‬عندها، ‬فحين ‬تزوج ‬أخى ‬وزميل ‬ثانوى ‬وقسم ‬الدراما ‬إسماعيل ‬مختار ‬رئيس ‬البيت ‬الفني ‬للمسرح ‬حاليا ‬من ‬زميلتى ‬بقسم ‬الديكور ‬راما ‬فاروق ‬كانت ‬أمنيتهما ‬أن ‬يمرا ‬بالركب ‬على ‬الأكاديمية ‬لالتقاط ‬الصور ‬التذكارية ‬مع ‬الأستاذ ‬فاستجاب ‬لهما ‬بتواضع ‬وخرج ‬لهما ‬خارج ‬حرم ‬الأكاديمية ‬بنبل ‬وتواضع ‬وكانت ‬سعادة ‬غمرتهما ‬وغمرتنا ‬جميعا.‬
إنه ‬المعلم ‬الذى ‬كان ‬مصدرا ‬للثقافة ‬الروسية ‬والآسيوية ‬بالأكاديمية ‬بوجه ‬خاص ‬والأوروبية ‬بوجه ‬عام .. ‬ ‬وعلى ‬مستوى ‬الإدارة ‬علمنا ‬أن ‬الإدارة ‬فن ‬وعلم ‬ولغة ‬واقتدار ..‬
لا ‬أنسى ‬مقولاته ‬الشهيرة ‬مثل: ‬
‮»‬أنتم ‬عقل ‬الأكاديمية ‬يا ‬أبناء ‬قسم ‬الدراما ‬والنقد‮«‬
‮»‬المدينة ‬المحاصرة ‬لا ‬تسقط ‬لكثرة ‬عدد ‬من ‬يحاصرونها ‬وإنما ‬تسقط ‬حينما ‬يشعر ‬حماتها ‬بلا ‬جدوى ‬حمايتها‮«‬
‮»‬سيأتي ‬يوم ‬ينتهي ‬فيه ‬العذاب ‬الأسود ‬ويصبح ‬الموت ‬عدلا .. ‬طوفان ‬بلا ‬فلك‮«‬
أستاذي ‬الجليل ‬وأبى ‬فوزي ‬فهمي ‬ألم ‬الفراق ‬ألم ‬بى ‬وبتلامذتك ‬فعجز ‬القلم ‬عن ‬كتابة ‬كل ‬شىء ‬ولكن ‬أعدك ‬بكتاب ‬يليق ‬بتاريخك ‬واسمك، ‬وفضلك .. ‬على ‬أمل ‬اللقاء ‬في ‬البرزخ.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.