10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    وزير الصحة يلتقي الأطباء وأطقم التمريض المصريين العاملين في ليبيا    رئيس الوزراء: مصر ستبقى إلى جانب لبنان في مسيرتها نحو التعافي والاستقرار    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ووزيرة التنمية المحلية ومحافظ سوهاج يتفقدون ممشى كورنيش النيل    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    لافروف: نؤيد رؤية مصر بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا    الأردن يرحب بإلغاء عقوبات "قيصر" ويؤكد دعمه لجهود إعادة البناء في سوريا    الإصابة تبعد حسام عوار عن منتخب الجزائر في أمم أفريقيا وعبدلي يعوض غيابه    تحرير 1079 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    الداخلية توضح حقيقة السير عكس الاتجاه بطريق قنا - الأقصر الغربي    لقاء أدبي بفرع ثقافة الإسماعيلية حول أسس كتابة القصة القصيرة    وائل كفوري يمر بلحظات رعب بعد عطل مفاجى في طائرته    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر رجب.. في هذا الموعد    الصحة: تنفيذ برنامج تدريبي لرفع كفاءة فرق مكافحة العدوى بمستشفيات ومراكز الصحة النفسية    بوتين لزيلينسكي: ما دمت على عتبة الباب لماذا لا تدخل؟ الرئيس الروسي يسخر من نظيره الأوكراني    محمد رمضان: الجمهور مصدر طاقتي وسبب نجاحي بعد ربنا    انطلاق مبادرة لياقة بدنية في مراكز شباب دمياط    جامعة عين شمس تواصل دعم الصناعة الوطنية من خلال معرض الشركات المصرية    محافظ أسيوط يطلق مبادرة كوب لبن لكل طفل دعما للفئات الأولى بالرعاية    يبدأ رسميًا 21 ديسمبر.. الأرصاد تكشف ملامح شتاء 2025 في مصر    افتتاح مسجد نادي جامعة أسيوط بعد تجديد شامل    توصيات ندوة أكاديمية الشرطة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    عماد أبو غازي: «أرشيف الظل» ضرورة بحثية فرضتها قيود الوثائق الرسمية.. واستضافة الشيخ إمام في آداب القاهرة 1968 غيرت مساره الجماهيري    وزير الخارجية: العلاقات مع روسيا شهدت طفرة استراتيجية على جميع الأصعدة    حماس: محادثات ميامي لن تفضي لوقف خروقات إسرائيل للهدنة    أحمد شيبة ينتهي من تسجيل أغنية جديدة لطرحها في رأس السنة    ندوة تناقش 3 تجارب سينمائية ضمن مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    اطلاق بوستر الدورة ال16 من مهرجان المسرح العربي بالقاهرة    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    نيجيريا الأعلى وتونس وصيفًا.. القيمة التسويقية لمنتخبات المجموعة الثالثة بأمم إفريقيا 2025    عبد الغفار يبحث مع وزير الصحة الموريتاني نقل التجربة المصرية في التأمين الشامل    فضل قراءة سورة الكهف.....لا تتركها يوم الجمعه وستنعم بالبركات    نواف سلام: العلاقة بين مصر ولبنان أكثر من تبادل مصالح إنها تكامل في الرؤية وتفاعل في المسار وتاريخ مشترك    سلام: العلاقة بين مصر ولبنان تشمل تفاعلا في المسار واتفاقا في الرؤى    تنفيذ 27 حملة تفتيش وتحرير 156 محضرا فى حملة تموينية بالوادى الجديد    حملات أمنية مكبرة تضبط 340 قضية مخدرات وتنفذ قرابة 60 ألف حكم خلال 24 ساعة    وفاة 7 أشخاص وإصابة 5 آخرين في حريق سيارة سوزوكي على الطريق الإقليمي    ضبط 20 متهمًا أثاروا الشغب بعد إعلان نتيجة الانتخابات بالإسماعيلية    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد ختام مشروع منحة FEXTE الفرنسية    وفاة طبيب متأثراً بإصابته إثر طلق ناري أثناء مشاركته بقافلة طبية في قنا    وزير الزراعة يعلن خفض المفوضية الأوروبية فحوصات الموالح المصرية إلى 10% بدلا من 20%    "الوزراء": الحكومة تمنح تيسيرات لزيادة عدد الغرف الفندقية وتحويل بعض المنشآت السكنية    الزمالك في معسكر مغلق اليوم استعداداً للقاء حرس الحدود    اليوم.. الأهلي يواجه الجزيرة في دوري سيدات اليد    وزيرة التخطيط تختتم الحوار المجتمعي حول «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»    أطعمة تقوي المناعة.. كيف يساعد الغذاء الجسم على مواجهة الإنفلونزا؟    كأس عاصمة مصر.. الإسماعيلي يتحدى بتروجت بحثًا عن الفوز الأول    ارتفاع حصيلة البعثة المصرية بدورة الألعاب الإفريقية للشباب إلى 65 ميدالية    الدفاع الروسية: قواتنا سيطرت على 4 بلدات أوكرانية خلال الأيام الماضية    جامعة السوربون تكرم الدكتور الخشت بعد محاضرة تعيد فتح سؤال العقل والعلم    أستاذ لغويات: اللغة العربية تمثل جوهر الهوية الحضارية والثقافية للأمة    أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة    الداخلية تضبط 20 شخصا من أنصار مرشحين بسبب التشاجر فى الإسماعيلية    سنن وآداب يوم الجمعة – وصايا نبوية للحياة اليومية    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    تبلغ 32 مليون دولار والبطل يحصل على 7 ملايين.. كاف يعلن زيادة الجوائز المالية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    مستشار الرئيس للصحة: لا يوجد وباء والوضع لا يدعو للقلق.. والمصاب بالإنفلونزا يقعد في البيت 3 أو 4 أيام    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.‬مصطفى ‬سليم : فوزي فهمي .. ‬الرمز ‬المركزى ‬الخالد ‬فى ‬وجداننا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 10 - 2021


د.‬مصطفى ‬سليم
الكاتب ‬والقائد ‬والأستاذ ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬من ‬وجهة ‬نظرى ‬هو ‬البناء ‬العظيم ‬في ‬الثقافة ‬المصرية ‬عامة ‬والأكاديمية ‬خاصة، ‬باعتباره ‬قد ‬وضع ‬الأسس ‬العلمية ‬وأسس ‬الأبنية ‬التعليمية ‬التي ‬تسمح، ‬بالنهوض ‬بفنون ‬الأداء ‬والعرض ‬فى ‬مجالات ‬السينما ‬والمسرح ‬والباليه ‬والموسيقى ‬الغربية، ‬والموسيقى ‬العربية ‬بالاضافة ‬لدراسات ‬الفنون ‬الشعبية ‬وفنون ‬التأليف ‬المسرحى ‬وأصول ‬كتابة ‬السيناريو ‬ ‬وعلوم ‬النقد ‬الفنى ‬والأدبى.‬
فحين ‬تأسست ‬أكاديمية ‬الفنون ‬كانت ‬اللوائح ‬والبنية ‬التحتية ‬تقوم ‬على ‬نظم ‬وخبرات ‬الخبراء ‬الروس ‬وعام ‬‮1969‬ ‬عندما ‬تم ‬تعيين ‬أول ‬رئيس ‬لأكاديمية ‬الفنون .. ‬وكانت ‬معاهد ‬الأكاديمية ‬وفرقها ‬محدودة ‬نسبة ‬للطفرات ‬التي ‬حدثت ‬بعد ‬ذلك ‬وكانت ‬مساحة ‬الأكاديمية ‬محدودة ‬وفيها ‬مبنى ‬واحد ‬يجمع ‬معاهد ‬الموسيقى ‬العربية ‬والنقد ‬والتذوق ‬الفنى ‬والفنون ‬الشعبية ‬بجانب ‬مدرستى ‬الباليه ‬والكونسرفتوار ‬داخل ‬معهديهما ‬بالإضافة ‬لمبنى ‬معهد ‬الفنون ‬المسرحية ‬ومعهد ‬السينما ‬وقاعة ‬سيد ‬درويش ‬وهي ‬بذلك ‬لا ‬تقارن ‬بمساحتها ‬الآن ‬التى ‬أضيف ‬إليها ‬تسعة ‬عشر ‬فدانا، ‬ولم ‬يكن ‬للأكاديمية ‬أى ‬فروع ‬اللهم ‬إلا ‬مدرسة ‬للدراسات ‬الحرة ‬للباليه ‬والكونسير ‬فى ‬الإسكندرية ‬ولم ‬تكن ‬هناك ‬مراكز ‬أو ‬وحدات ‬ذات ‬طبيعة ‬خاصة، ‬وفي ‬عام ‬‮1989‬ ‬تولى ‬الرائد ‬الراحل ‬المعلم ‬القائد، ‬المبدع ‬المستنير ‬الأستاذ ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬رئاسة ‬الأكاديمية ‬فصار، ‬بحق ‬مؤسسا ‬جديدا ‬للأكاديمية ‬المتطورة، ‬فقد ‬أسس ‬بنية ‬جديدة ‬ومعاهد ‬جديدة، ‬وفرق ‬جديدة ‬ومهرجانات ‬جديدة ‬ووحدات ‬ومراكز ‬جديدة، ‬وخاض ‬معركة ‬عنيفة ‬مع ‬المجموعة ‬التى ‬استولت ‬على ‬الأراضى ‬التي ‬سعى ‬وزير ‬الثقافة ‬العملاق ‬د.‬ ‬ثروت ‬عكاشة ‬لتخصيصها ‬للأكاديمية ‬في ‬ستينات ‬القرن ‬الماضى ‬وبدعم، ‬معنوى ‬كبير ‬من ‬الدكتور ‬ثروت ‬عكاشة ‬استطاع ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬أن ‬يحصل ‬على ‬التسعة ‬عشر ‬فدانا ‬المخصصة ‬للأكاديمية ‬في ‬مطلع ‬العقد، ‬الأخير ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬وسعى ‬لإقامة ‬صروحا ‬جديدة ‬وفقا ‬لمعايير، ‬الجودة ‬العالمية ‬مستعينا ‬بخبرات ‬مصرية ‬وروسية ‬ولا ‬أنسى ‬حين ‬كنت ‬أصعد ‬لمكتبه ‬عام ‬‮1993‬ ‬بعد ‬تكليفى ‬بالعمل ‬معيدا ‬كيف ‬كان ‬يجلس، ‬أمام ‬الماكيت ‬المجسم ‬الضخم ‬لمشروعات ‬الصروح ‬التي ‬ستقام ‬فى ‬هذه ‬الأرض ‬ليشرحها ‬لى ‬ولزملائى، ‬وكله ‬فخر ‬وسعادة ‬فهنا ‬ستكون ‬قاعة ‬مؤتمرات ‬وهنا ‬مسرح ‬دائرى، ‬وهنا ‬مسرح ‬مكشوف ‬وهنا ‬مستشفى ‬وهنا ‬معهد ‬لفنون ‬الطفل ‬وإلى ‬هنا ‬سينتقل ‬معهد ‬فنون ‬شعبية ‬وإلى ‬هنا ‬سينتقل ‬معهد ‬النقد ‬الفنى ‬وهنا ‬سيكون ‬مجمع ‬المدارس ‬وهنا ‬ستكون ‬معاهد ‬جديدة ‬للترميم ... ‬وهنا ... ‬وهنا .. ‬كان ‬حلمه ‬ضخما ‬ومبهرا ‬ويهدف ‬لبنية ‬غير ‬مسبوقة ‬وخلاقة ‬لتعليم ‬مواد ‬الفنون ‬تنهض ‬بفنون ‬الأداء ‬والعرض ‬ومستقبلها ‬فى ‬مصر ‬فتم ‬وضع ‬تخطيط ‬غير ‬مسبوق ‬في ‬ضخامته ‬قياسا ‬بأكاديميات ‬الفنون ‬فى ‬أنحاء ‬العالم.‬
على ‬التوازى ‬مع ‬وضع ‬أساسات ‬الأبنية ‬التعليمية ‬الجديدة ‬أنشأ ‬الدكتور ‬فوزى ‬وحدة ‬إصدارات ‬لأول ‬مرة ‬فى ‬تاريخ ‬الأكاديمية ‬وكانت ‬تصدر ‬ترجمات ‬لعدد ‬كبير ‬من ‬الكتب ‬الهامة ‬في ‬مجالات ‬الفنون ‬من ‬اللغات ‬الأجنبية ‬إلى ‬العربية، ‬بواسطة ‬مجموعة ‬من ‬المترجمين ‬المتخصصين ‬الذين ‬عينهم ‬فى ‬مركز ‬جديد ‬أطلق ‬عليه ‬مركز ‬اللغات ‬والترجمة ‬وكان ‬يقدم ‬أكثر ‬من ‬ثلاثين ‬إصدارا ‬سنويا ‬بخلاف ‬مجلات ‬متخصصة ‬محكمة ‬مثل ‬مجلة ‬الفن ‬المعاصر ‬وقد ‬شرفنى ‬الأستاذ ‬حين ‬اختارنى ‬كأول ‬سكرتير ‬تحرير ‬لإصدارات ‬الأكاديمية ‬فور ‬تعيينى ‬معيدا ‬لخبرتى ‬السابقة ‬فى ‬مجال ‬الطباعة ‬والتحرير ‬الصحفى، ‬وكنا ‬نطبع ‬إصداراتنا ‬حينها ‬فى ‬مطبعة ‬هيئة ‬الآثار ‬بحى ‬الزمالك.‬
في ‬الوقت ‬نفسه ‬أسس ‬الأستاذ ‬الفرقة ‬الطليعية ‬لأكاديمية ‬الفنون ‬التى ‬أنتجت ‬عرض ‬كاليجولا ‬للكاتب ‬الفرنسى ‬ألبير ‬كامى، ‬وإخراج ‬الاستاذ ‬سعد ‬أردش ‬وبطولة ‬نور ‬الشريف ‬وإلهام ‬شاهين ‬وكمال ‬أبو ‬رية ‬وخليل ‬مرسى ‬ومجموعة ‬من ‬أساتذة ‬التمثيل ‬والخريجين ‬والطلاب ‬وسافرنا ‬لمهرجان ‬موتريل ‬بإسبانيا ‬وكنت ‬أحد ‬أعضاء ‬الفريق ‬الذي ‬شهد ‬نجاح ‬العرض ‬فى ‬مسارح ‬إسبانيا.‬
كما ‬قام ‬بتحديث ‬اللوائح ‬العلمية ‬للمعاهد ‬المختلفة ‬واستصدر ‬قرارات ‬بإنشاء ‬معاهد ‬جديدة ‬مثل ‬المعهد ‬العالي ‬لفنون ‬الطفل ‬الذى ‬لم ‬يفعل ‬إلا ‬فى ‬فنرة ‬رئاسة ‬الدكتور ‬أشرف ‬زكى ‬للأكاديمية، ‬ومن ‬ناحية ‬أخرى ‬استعان ‬بالخبراء ‬الروس ‬فى ‬الموسيقى ‬والباليه ‬أمثال ‬جيلوفانى ‬وتيمور ‬أباشيزى، ‬وأعاد ‬تهيئة ‬حرم ‬الأكاديمية ‬القديم ‬وتمهيد ‬الطرق ‬غير ‬الممهدة ‬وقام ‬بتحديث ‬البنيات ‬الأساسية ‬للمعاهد ‬القديمة ‬وأسس ‬مهرجان ‬المسرح ‬العربى (‬زكى ‬طليمات) ‬وقام ‬بدور ‬كبير ‬من ‬خلال ‬بنية ‬الأكاديمية ‬فى ‬استمرار ‬ونجاح ‬مهرجان ‬القاهرة ‬الدولى ‬للمسرح ‬التجريبى ‬الذى ‬كان ‬رئيسه ‬لعقدين ‬من ‬الزمان ‬منذ ‬الدورة ‬الثانية ‬عام ‬‮1989‬ ‬وحتى ‬تولى ‬الدكتور ‬سامح ‬مهران ‬إدارة ‬المهرجان ‬وبرفقته ‬الأستاذ ‬عصام ‬السيد ‬و ‬طوال ‬هذه ‬الفترة ‬تعلمت ‬منه ‬الكثير ‬من ‬الدروس ‬في ‬فن ‬الإدارة ‬فقد ‬كنت ‬لاعبا ‬أساسيا ‬في ‬محراب ‬إدارته.‬
ويجب ‬أن ‬أعترف ‬بأن ‬الدكتور ‬فوزى ‬فهمى ‬صارحنى ‬مؤخرا ‬حين ‬شهد ‬خطوات ‬الدكتور ‬أشرف ‬زكى ‬بأنه ‬سعيد ‬بتحويل ‬حلمه ‬لحقيقة ‬بعد ‬توقف ‬هذه ‬المشروعات ‬لسنوات ‬طويلة ‬عقب ‬تركه ‬لمنصب ‬رئيس ‬الأكاديمية ‬فى ‬مطلع ‬الألفية ‬الثالثة ‬وقد ‬أوصاني ‬بالعمل ‬مع ‬الدكتور ‬أشرف ‬بإخلاص ‬على ‬طريق ‬استكمال ‬الصروح ‬التي ‬وضع ‬أساسها.‬
ذكرياتى ‬كثيرة ‬كثيرة ‬مع ‬هذا ‬الرمز ‬المركزى ‬في ‬حياتنا ‬الأكاديمية ‬عامة ‬والمسرحية ‬خاصة ‬وسأذكر ‬منها ‬بعض ‬اللقطات ‬السريعة ‬واللقطة ‬الأولى ‬حين ‬تقدمت ‬للالتحاق ‬بقسم ‬الدراما ‬والنقد ‬المسرحى ‬عام ‬‮1988‬ ‬وكان ‬حينها ‬الأستاذ ‬نائبا ‬لرئيس ‬الأكاديمية ‬وكان ‬حينها ‬الشاعر ‬د. ‬عز ‬الدين ‬إسماعيل ‬هو ‬الرئيس ‬وكان ‬د. ‬فوزى ‬فى ‬طريقه ‬لرئاسة ‬الأكاديمية، ‬وأثناء ‬امتحاناتى ‬للقبول ‬بقسم ‬الدراما ‬والنقد ‬المسرحي ‬حدثه ‬بعض ‬الأحبة ‬عن ‬طالب ‬الثانوية ‬العامة ‬الشاعر ‬الذى ‬ظهر ‬من ‬خلال ‬مداخلاته ‬الشائعة ‬فى ‬ندوات ‬الدورة ‬الأولى ‬لمهرجان ‬القاهرة ‬الدولى ‬للمسرح ‬التجريبى ‬عام ‬‮1988‬ ‬وأصر ‬سيادته ‬على ‬حضور ‬امتحانات ‬القبول ‬لأنه ‬لم ‬يكن ‬يحب ‬الوساطة ‬ولكنه ‬أدرك ‬أن ‬الوسطاء ‬زملاء ‬وخارج ‬الدوائر ‬الشخصية ‬بالنسبة ‬لى ‬وليس ‬لى ‬دخل ‬مباشر ‬بوساطتهم، ‬وفى ‬امتحان ‬القبول ‬وجدنى ‬الأعلى ‬درجات ‬بين ‬المتقدمين ‬فشعر ‬بارتياح ‬مشوب ‬بالشك ‬في ‬احتمالية ‬تدخل ‬الآخرين ‬لصالحى، ‬وفى ‬المقابلة ‬الشخصية ‬أصر ‬رغم ‬انشغاله ‬على ‬أن ‬يحضر ‬ويسألنى ‬بنفسه ‬أسئلة ‬تختبر ‬الذكاء ‬وتكشف ‬مصادر ‬ثقافتى ‬وأخيرا ‬ابتسم ‬حين ‬أعجب ‬بردودى ‬وحين ‬حاولت ‬أن ‬ألقى ‬بعض ‬أشعارى ‬رد ‬قائلا (‬خلاص ‬يا ‬بنى ‬كفاية ‬اللى ‬قلته ‬مش ‬محتاجين ‬نسمعك ‬تانى ‬بعدين ‬هنسمعك ‬كتير) ‬وكان ‬هذا ‬بمثابة ‬إعلان ‬مبكر ‬لنجاحى ‬وقبولى ‬وخرج ‬ورائى ‬أستاذى ‬النبيل ‬محمد ‬عبد ‬الهادى ‬وقال ‬لى )‬كنت ‬رائع ‬يابنى ‬انت ‬أفضل ‬طالب ‬جالنا ‬فى ‬العشر ‬سنين ‬اللى ‬فاتو ‬انا ‬شايفك ‬معيد).‬
منذ ‬هذه ‬اللحظة ‬وكان ‬اهتمام ‬الأستاذ ‬بى ‬اهتماما ‬خاصا ‬وحين ‬تخرجت ‬عام ‬‮1992‬ ‬عينت ‬مباشرة ‬فى ‬مؤسسة ‬دار ‬التعاون ‬كما ‬عملت ‬مع ‬صاحبة ‬الفضل ‬الدكتورة ‬هدى ‬وصفى ‬وحين ‬علم ‬الأستاذ ‬أننى ‬فى ‬طريقى ‬لاستلام ‬العمل ‬بمؤسسة ‬دار ‬التعاون ‬أصدر ‬فورا ‬قرارا ‬بتكليفى ‬بالعمل ‬معيشدا ‬بالقسم ‬طبعا ‬بعد ‬موافقة ‬مجلس ‬القسم ‬بالإجماع.‬
ثم ‬أصدر ‬بعدها ‬قرارا ‬بتكليفى ‬بالعمل ‬سكرتير ‬تحرير ‬لاصدارات ‬الأكاديمية ‬ومنسقا ‬للجنة ‬الندوات ‬بالمهرجان ‬التجريبى ‬وكان ‬رئيس ‬اللجنة ‬الاستاذ ‬سعد ‬أردش.‬
كان ‬الأستاذ ‬كتابا ‬مفتوحا ‬على ‬كل ‬الثقافات ‬وكان ‬يعاملنى ‬كمعيد ‬منذ ‬كنت ‬طالبا ‬وكان ‬لا ‬يدخن ‬سوى ‬سيجارة ‬صباحا ‬يحصل ‬عليها ‬من ‬المعيد ‬الأستاذ ‬محمد ‬عبد ‬الهادى ‬الذى ‬ترك ‬المعهد ‬وبعدها ‬كنت ‬أنا ‬رفيق ‬سيجارة ‬الصباح.‬
كان ‬بالنسبة ‬لى ‬المعلم ‬والأب ‬والداعم ‬والنقطة ‬الفاعلة ‬التي ‬نلتقى ‬جميعا ‬أنا ‬وزملائى ‬عندها، ‬فحين ‬تزوج ‬أخى ‬وزميل ‬ثانوى ‬وقسم ‬الدراما ‬إسماعيل ‬مختار ‬رئيس ‬البيت ‬الفني ‬للمسرح ‬حاليا ‬من ‬زميلتى ‬بقسم ‬الديكور ‬راما ‬فاروق ‬كانت ‬أمنيتهما ‬أن ‬يمرا ‬بالركب ‬على ‬الأكاديمية ‬لالتقاط ‬الصور ‬التذكارية ‬مع ‬الأستاذ ‬فاستجاب ‬لهما ‬بتواضع ‬وخرج ‬لهما ‬خارج ‬حرم ‬الأكاديمية ‬بنبل ‬وتواضع ‬وكانت ‬سعادة ‬غمرتهما ‬وغمرتنا ‬جميعا.‬
إنه ‬المعلم ‬الذى ‬كان ‬مصدرا ‬للثقافة ‬الروسية ‬والآسيوية ‬بالأكاديمية ‬بوجه ‬خاص ‬والأوروبية ‬بوجه ‬عام .. ‬ ‬وعلى ‬مستوى ‬الإدارة ‬علمنا ‬أن ‬الإدارة ‬فن ‬وعلم ‬ولغة ‬واقتدار ..‬
لا ‬أنسى ‬مقولاته ‬الشهيرة ‬مثل: ‬
‮»‬أنتم ‬عقل ‬الأكاديمية ‬يا ‬أبناء ‬قسم ‬الدراما ‬والنقد‮«‬
‮»‬المدينة ‬المحاصرة ‬لا ‬تسقط ‬لكثرة ‬عدد ‬من ‬يحاصرونها ‬وإنما ‬تسقط ‬حينما ‬يشعر ‬حماتها ‬بلا ‬جدوى ‬حمايتها‮«‬
‮»‬سيأتي ‬يوم ‬ينتهي ‬فيه ‬العذاب ‬الأسود ‬ويصبح ‬الموت ‬عدلا .. ‬طوفان ‬بلا ‬فلك‮«‬
أستاذي ‬الجليل ‬وأبى ‬فوزي ‬فهمي ‬ألم ‬الفراق ‬ألم ‬بى ‬وبتلامذتك ‬فعجز ‬القلم ‬عن ‬كتابة ‬كل ‬شىء ‬ولكن ‬أعدك ‬بكتاب ‬يليق ‬بتاريخك ‬واسمك، ‬وفضلك .. ‬على ‬أمل ‬اللقاء ‬في ‬البرزخ.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.