تواريخ «عيد» المنسية

منذ فترة مبكرة وقع الأديب الكبير محمد السيد عيد فى غرام التاريخ والدراما معاً، فقدم عشرات المسلسلات التاريخية عن أعلام المصريين والعرب والمسلمين، كما أرخ للقدس والحج درامياً، فى مسلسلين، وعندما دخل عالم الكتابة التلفزيونية دخله من باب التاريخ، فكان أول مسلسل كتبه هو «الزينى بركات» عن رواية الأديب الكبير جمال الغيطاني، ومنذ هذا الحين واصل تقديم المسلسلات التليفزيونية التاريخية، مثل: قاسم أمين، وعلى مبارك، ومشرفة (رجل من هذا الزمان)، والإمام الغزالي، وفى هذا الكتاب يواصل محمد السيد عيد حكاية التاريخ بصورة قصصية، مع مراعاة الدقة التامة فى المادة التاريخية، ويتمنى أن يكون هذا الشكل جاذباً للقارئ الذى يرغب فى معرفة تاريخ وطنه فى العصر الحديث، حيث قدم فى هذه اليوميات الكثير من الصفحات المضيئة فى تاريخنا، ووقف عند عدد من بناة مصر العظام: محمد على باشا «مؤسس مصر الحديثة»، إبراهيم باشا «أبو العسكرية المصرية»، الخديو إسماعيل «صاحب فكرة مصر أوروبا»، أحمد فؤاد «رئيس اللجنة المؤسسة للجامعة، وأول ملك دستورى لمصر الحديثة»، رفاعة الطهطاوى وقاسم أمين «رائدا تحرير المرأة»، طلعت حرب «مؤسس بنك مصر»، و«باني مسرحنا القومي، والمسئول عن أول نشيد وطنى مصري»،وجمال عبد الناصر «قائد ثورة 23 يوليو».
لكن وسط هذه الصفحات سنرى سعيد باشا الذى أعطى ديليسبس امتياز القناة دون دراسة أو استشارة، فكان مثالاً لما يمكن أن يفعله الفرد فى تاريخ الأمة، كما سنرى صورة أخرى للملك فاروق الذى كان سبباً فى إنهاء حكم أسرة محمد على بعد مائة وسبعة وأربعين عاماً على تأسيسها، وقد أضاف عيد إلى هذا الكتاب جزءا من شهادته عن حرب أكتوبر التى شارك فيها، وهو جزء لم يتطرق إليه الكثيرون، لأن الذين كتبوا عن حرب أكتوبر -غالباً- كانوا من القادة، أما حياة الجنود الذين بلغ عددهم فى هذه الحرب قرابة مليون فلم يهتم الكثيرون بتصويرها.