أدى أئمة السودان الشقيق اليوم صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة، واستمعوا إلى تعريف بالمسجد ومكانته التاريخية والدينية لوجود واحدة من سيدات آل بيت النبي «صلى الله عليه وسلم» الأطهار،حيث أدى خطبة الجمعة د. هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الديني متحدثا عن «قيمة الاحترام». وأكد أن الله تبارك وتعالى خصنا بأقوم الشرائع شريعة وخلقا، ودعانا إلى التمسك بالقيم والأخلاق النبيلة التي تبنى بها الحضارات، ومن هذه القيم قيمة الاحترام والتي تعددت صورها وأهمها احترام الذات بأن يصون الإنسان نفسه عن الدنايا ويترفع عن النقائص قال صلى الله عليه وسلم: «فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ»، ومن صور الاحترام احترام الوالدين والإحسان إليهما قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرا». ومن أعظم صور الاحترام احترام الكبير سنا ومقاما واحترام ولي الأمر فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا» كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بالقيام لسيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه قائلا: «قوموا إلى سيدكم»، ومن أعظم صور الاحترام احترام المعلم قال تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». وذكر أنه أخذ سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنه بركاب سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه وقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فأخذ سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه يده وقبلها قائلا هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا. ومن أعظم صور الاحترام احترام المرأة ومكانتها قال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا»، موضحًا أن دور المرأة في صنع الحضارة والمستقبل لا يقل عن دور الرجال ، فقيمة الاحترام قيمة عظيمة يتمنى أي إنسان أن يتصف بها وأن ينتسب إليها، مضيفًا أن الاحترام قيمة سامية حث الدين الحنيف على احترام الإنسان كإنسان مهما اختلف دينه وعقيدته، كما أن الاحترام في الإسلام يتعدى إلى النبات والحيوان والجماد والزمان والطرق وإشارات المرور وعلم الدولة وسائر مؤسسات الدولة فهو سلوك للمجتمع كله في كل شئون الحياة. ومن جانبهم، قدم المتدربون السودانيون كامل الشكر والتقدير إلى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه البرامج الرائعة للدورة التدريبية المشتركة، سواء من الناحية العلمية أم من ناحيتها الثقافية. من جانبه، أعرب الشيخ وليد حسين محمود عن سعادته البالغة بزيارة مصر أم الدنيا، المحببة لقلب كل مواطن سوداني، موضحًا أن السعادة التي يشعر بها تعجز الألسنة عن وصفها لما نكنه من عشق لمصر الحبيبة وشعبها العظيم، مضيفًا أن سعادته عظمت بوجوده بين هذه الكوكبة النيرة من علماء السودان ومصر، مشيًرا إلى أن هذه الدورة التدريبية لا شك سيكون لها آثارها الإيجابية. ومن جانبه، أشاد الشيخ حمد حامد حمدت الله بهذه الزيارة موضحًا أن لها دورًا كبيرًا في تعزيز الشراكة بين الشعبين الشقيقين خاصة في مجال تجديد الخطاب الديني، وفقه المواطنة وأسس العيش المشترك، ومواجهة وتفكيك الفكر المتطرف لبناء وعي ثقافي وسطي مستنير، وغرس قيم المواطنة والانتماء للوطن. ومن جانبها، قدمت الواعظة أمل سر الختم أسمى آيات الشكر الجميل إلى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ووزير الشئون الدينية والأوقاف السودانية الشيخ نصرالدين مفرح على إتاحتهم الفرصة لهذا التعاون المشترك وإتاحة الفرصة للالتحاق بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين التي لها دور بارز في تنمية القدرات الفردية والجماعية وتطوير المهارات، لإعداد كوادر قادرة على مواجهة التطرف. ومن جانبها أعربت الواعظة نور عبد الرحيم إبراهيم عن سعادتها بزيارة مصر، والتحاقها بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين للاستفادة من تجاربهم المتميزة والمثمرة في مجال الدعوة وتصحيح المفاهيم الهدامة ، لنحمل إلى أوطاننا رسالة مفعمة بالسلام ونشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تقدمت بخالص الشكر والتقدير إلى د. محمد مختار جمعة الذي حمل على عاتقه أمانة توصيل الصورة الدعوية الحسنة للإسلام ونبذ كل صور العنف والتطرف التي يرفضها ديننا الحنيف فهو مجاهد لأجل دينه ووطنه لا يتوانى عن أداء رسالته ولا يثنيه عنها شئ، يحمل هم وطنه وأمته، فخالص أمنياتنا لمعاليه بدوام التوفيق والنجاح.