تعتبر المسلة علامة بارزة من علامات الحضارة المصرية القديمة، فإذا كان الهرم والمعبد على سبيل المثال يعتبر انجازاً هندسياُ ومعمارياً، فإن المسلة تعتبر هي الأخري إبداعاً متميزاً عندما نتذكر أنها قطعة واحدة من حجر الجرانيت الوردي أو غيره، وعندما نفكر في كيفية قطعها ونقلها وإقامتها، حيث لا يزال بعضها قائماً شامخا يواجه كل الطروف الطبيعية والبشرية. - توجيه الكرسي المتحرك باستخدام حركة العين.. مشروع تخرج طلاب حاسبات عين شمس عرفت المسلة في النصوص المصرية القديمة باسم "تخن"، وفي النصوص اليونانية باسم "Obelisk" واسماها الأوربيون "Needle" واسماها العرب "مسلة". والمسلة هى الأبرة الكبيرة التي تستخدم في حياكة القماش السميك (مثل قماش شراع المركب وغيره)، وهي عنصر معماري ذي أربعة أضلاع، تنتهي بقمة هرمية تقوم على قاعدة مستقلة قد يسجل عليها نص، وتزين بتماثيل القدرة التي تهلل لأشعة الشمس. وتنقش جوانب المسلة الأربعة بمناظر ونصوص تتعلق بالملك صاحبها، وبالمعبود الذي كرست له المسلة. ولقد أراد المصري القديم أن يحقق بالمسلة مجموعة من الأهداف، منها أنها عنصر معماري جمالي يقع على يمين ويسارمدخل المعبد، ويبدو سابحاً في الفضاء يربط بين السماء والأرض، ثم هي نصب تذاكاري يخلد ذكري صاحبه في علاقته بالمعبود الذي كرست له المسلة. غير أن المسلة لها دلالة دينية واضحة ايضاً، فهي أحد الرموز البدائية المقدسة، والتي ربما كانت تقام للمعبود "رع" في هيلوبوليس على شكل عمود بسيط يربطهم بينهم وبين هذا الإله. ثم تطور هذا الشكل ليتخذ شكل الجسم ذي الأضلاع الأربعة، والذي ينتهي بقمة هرمية هي التي تعرف بإسم "بن بن"، أما عن تاريخ استخدام المسلات في المعابد وغيرها، فيبدو أنه قد بدأ مع بداية تبلور الفكر الديني وبداية ظهور عقيدة الشمس، وإذا كنا لم نعثر علي مسلات قبل الأسرة الخامسة، فإن هذا لا يعني أنها للم تكن معروفة قبل هذا التاريخ. وشهدت منطقة أبوصير بناء مجموعة من معابد الشمس التى كرسها ملوك الأسرة الخامسة لعبادة إله الشمس، ومن أبرز أدلة الدور الديني للمسلة ذلك الطقس الذي كان يصاحب إقامة المسلة، والذي يعرف بطقس "إقامة مسلتين للإله"، وقد ظهر هذا الطقس منذ الدولة الحديثة، واستمر بعد ذلك حتى العصرين اليوناني الروماني. ولدينا بعض الأمثلة من الدولة الحديثة، أهمها ذلك المنظر المصور على جدران المقصورة الحمراء للمكلة حتشبسوت في الكرنك، والذي يصور مع النص المصاحب إقامة مسلتين من قبل هذه الملكة لأبيها الإله "إمون" في الكرنك، ولا تزال إحدى هاتين المسلتين باقية كاملة، في حين سقطت الثانية ولايزال يقوم جزء منها علي القاعدة، ثم هناك جزء من القمة عند البحيرة المقدسة. وتحتفظ آثار الأسريتن (19 ،20) والعصور المتأخرة بالعديد من هذه الطقوس، كذلك في العصرين اليوناني والروماني، وخصوصاً في دندرة وإدفو.