سائقو القطارات.. مهندسون

لزيادة معدلات السلامة والأمان

محمد مخلوف
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتركيز على الارتقاء بالعنصر البشرى فى الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وتأهيل وتدريب العاملين الحاليين، مع انتقاء أفضل الكوادر من مهندسين وفنيين من خريجى كليات الهندسة والتكنولوجيا للعمل بالسكة الحديد، وتدريبهم على أحدث النظم التكنولوجية فى هذا المجال بالخارج وكذلك بالمعاهد التعليمية للقوات المسلحة، وذلك خلال اجتماع عقده مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والفريق كامل الوزير، وزير النقل.
ويأتى ذلك فيما يقود وزير النقل استراتيجية جديدة لتحقيق الانضباط فى هيئة السكك الحديدية، حيث تتجه خطته لتطوير المرفق الحيوى إلى الاستعانة بالمهندسين للعمل سائقى قطارات، وذلك بهدف تحسين مستوى الخدمة وزيادة معدلات السلامة والأمان فى عملية تشغيل القطارات، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتحقيق أعلى معدلات السلامة فى هذا المرفق حفاظاً على حياة الركاب.. فى هذا التحقيق تكشف "آخرساعة" آلية اختيارهم وكيفية تأهيلهم للعمل فى هذه المهنة.
ويلفت الفريق مهندس كامل الوزير إلى أنه منذ أن شرفه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتولى حقيبة النقل، تعهّد أمامه وأمام الشعب بأن تصبح السكك الحديدية فى طليعة هيئات الوزارة بسواعد أبنائها، وتم وضع خطة شاملة للنهوض وتطوير هذا المرفق الحيوى الهام، ارتكزت على خمسة عناصر هى الوحدات المتحركة (العربات والجرارات)، والسكة (القضبان المحطات المزلقانات)، بالإضافة إلى تحديث نظم الإشارات لزيادة عوامل السلامة والأمان والتطوير الشامل للورش وإمدادها بكافة المعدات الحديثة، وتدريب وتثقيف العنصر البشري، مشيراً إلى أنه تم التعاون فى العناصر الأربعة الأولى مع كبريات الشركات والبنوك العالمية للنهوض بها مع مشاركة مهندسى الهيئة فى تنفيذ هذه المشروعات.
وفيما يخص العنصر البشرى المؤهل، أشار الوزير إلى أنه تم وضع خطة شاملة جارٍ تنفيذها ارتكزت على محورين، الأول يتمثل فى تدريب وتثقيف وتعليم العنصر البشرى الحالى من خلال الدورات التثقيفية والتعليمية والتدريبية ودورات رفع المستوى على المعدات الجديدة، وكذلك الدورات السلوكية والنفسية والتوعية للتعامل الجيد مع الركاب ومع أفراد فريق العمل، وأن يكون هناك معايير دقيقة لتقييم كافة المتدربين، والمحور الثانى تمثل فى تخريج دفعات جديدة من المتخصصين والتحاق دفعات جديدة من المهندسين الجُدد، لافتاً إلى أنه تم افتتاح المعهد الفنى لتكنولوجيا السكك الحديدية لتخريج فنيين يمتلكون عناصر الانضباط والكفاءة، وهذا المعهد مدرج بجداول تنسيق الثانوية العامة، لافتاً إلى أن كل ذلك يأتى ضمن الخطة الشاملة لوزارة النقل لتعيين ألف مهندس حديث التخرج من خريجى كليات الهندسة فى مختلف التخصصات بالسكة الحديد، وجارٍ أيضا عقد دورات تدريبية لمدة 6 أشهر للفنيين بمعهد ضباط الصف المعلمين بإجمالى ألف فنى بتخصصات مختلفة.
وتابع وزير النقل: التقيت الفترة الماضية 150 مهندساً من تخصصصات الكهرباء والميكانيكا والمدنى والاتصالات الإلكترونية، تم التحاقهم مؤخراً بهيئة السكك الحديدية، بعد اجتيازهم كافة الاختبارات التى أُجريت لهم فى الكلية الحربية، وتلقوا دورات تدريبية عالية المستوى فى معهد وردان المتخصص فى السكة الحديد، كما يتم اختيار المهندسين والفنيين الجدد بمعايير جديدة تماماً، وهذه المجموعة من المهندسين ال150 فى طليعتهم، حيث تم تدريبهم بالكلية الحربية، أما الفنيون فيتم تدريبهم فى معهد ضباط صف المعلمين على أعلى مستوى، كم يتم إعاده تأهيل وتدريب وتثقيف العناصر الحالية بمعهد وردان ومراكز التدريب المختلفة بجميع مناطق هيئة السكك الحديدية، كما يتضمن أى تعاقد جديد مع الشركات الأجنبية بنداً خاصاً بالتدريب يتم فيه تدريب المهندسين والفنيين على تكنولوجيا المُعِدة الجديدة، سواء كانت جرارات أو عربات.
وأضاف الوزير أن هؤلاء المهندسين تم وضع برنامج تأهيلى طويل المدى لهم يظل لمدة 10 سنوات، ليكونوا ضمن قيادات الهيئة بعد ذلك، وهذه الدورات تتمثل فى دورات رفع مستوى ودورات تأهيلية سواء فى معهد وردان أو فى الجامعات المصرية المتخصصة فى أحد التخصصات الهامة للسكك الحديدية، أو دروات تدريبية فى كبريات الشركات التى تنتج أو تقوم بعمل عمرات للمواتير أو ما يخص السكة الحديد، أو من خلال السفريات للخارج للتدريب على أحدث نظم التكنولوجيا. وأشار إلى أنه سيتم توزيعهم على قطاعات السكة الحديد للاستفادة المُثلى منهم ولعمل مزيج بين الخبرات الموجودة حاليا بهيئة السكة الحديد وهذه الأجيال الشابة من المهندسين.
وشهد الوزير الأسبوع الماضى حفل تخرج دفعة جديدة من مهندسى السكة الحديد (الدفعة السادسة) بواقع 30 مهندساً، ليصل إجمالى الذين تم تدريبهم بالكلية الحربية إلى 180 مهندساً من إجمالى 300 مهندس تم اختيارهم للانضمام لهيئة السكك الحديدية، الذين اجتازوا الاختبارات النفسية والطبية واللياقة وكشف الهيئة بالتنسيق مع هيئة التدريب بالقوات المسلحة، كما تلقوا دورة تدريبية بالكلية الحربية لمدة ثلاثة أشهر على كافة النواحى العلمية والتثقيفية والسلوكية والانضباطية، وسيتم استكمال التدريب الفنى لهم بمعهد تدريب وردان وورش الهيئة المختلفة.
وأضاف وزير النقل أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه بتدريب الأجيال الجديدة المنضمة لهيئة السكك الحديدية فى الكلية الحربية وتخريج أجيال جديدة مؤهلة للعمل بأحدث النظم التكنولوجية تتسابق فى خدمة المواطن المصري، مضيفا أن هؤلاء المهندسين الجدد قد تم اختيارهم بمعايير جديدة تماماً تشكل نقلة نوعية كبيرة فى مجال تدريب المهندسين.
وأشاد عضو مجلس النواب، النائب محمد عبدالله زين الدين، بجهود الفريق كامل الوزير وزير النقل، لتطوير كل هيئات الوزارة عموماً، وهيئة السكك الحديدية بصفة خاصة، مؤكداً أنه من أوائل من طالبوا بضرورة الاستعانة بخريجى كليات الهندسة للعمل سائقى قطارات، موجهاً الشكر لوزير النقل للاستجابة لهذا المطلب.
وأوضح النائب البرلمانى أنه يجب مع الاستعانة بخريجى كليات الهندسة، العمل على تأهيل العنصر البشرى الموجود حالياً فى السكك الحديدية، حيث لا يمكن الاستغناء عنه، مطالباً باستبعاد من لا يصلح للتأهيل، لأن السائقين مسئولون عن أرواح، مؤكداً أن البرلمان يدعم بشكل كامل خطة التطوير التى يقوم بها وزير النقل، لافتاً إلى أن هناك العديد من التحديات الجسيمة التى ورثها الفريق كامل الوزير، ويعمل الآن على اقتحامها، ونجح بشكل كبير فى تحقيق طفرة ملموسة منذ توليه المسئولية.
من جانبه، يقول رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة السكك الحديدية، عبدالفتاح فكري: ارتكزت خطة تطوير هيئة السكك الحديدية على محورين، الأول يتمثل فى تدريب وتثقيف وتعليم العنصر البشرى الحالى من خلال الدورات التثقيفية والتعليمية والتدريبية ودورات رفع المستوى على المعدات الجديدة وكذلك الدورات السلوكية والنفسية والتوعية للتعامل الجيد مع الركاب ومع أفراد فريق العمل وأن يكون هناك معايير دقيقة لتقييم كافة المتدربين. أما المحور الثانى فتمثل فى تخريج دفعات جديدة من المتخصصين والتحاق دفعات جديدة من المهندسين الجدد ليعملوا فى تخصصات مختلفة منها سائقو قطارات، مشيراً إلى أن هذا القرار هدفه وجود سائق أكثر احترافية وكفاءة حفاظاً على أرواح المواطنين.