بحيرات مصر| البرلس على قمة إنتاج الأسماك

بحيرة البرلس محمية طبيعية منذ عام 1998، يوجد بها 28 جزيرة وهى ثانى أكبر البحيرات وتمتد على مساحة 108 آلاف فدان أقصى شمال محافظة كفر الشيخ، بعد تناقص 50% من مساحتها الأصلية نظراً للتعديات عليها، وترتبط بالبحر المتوسط من خلال بوغاز البرلس، عانت لسنوات عديدة من كافة أنواع المخالفات والتعديات، مما أدى إلى انتشار الحشائش والبوص والغاب على مساحات كبيرة، وتراجع مخزونها السمكى واختفت انواع عديدة من الأسماك خاصة الاسماك البحرية «الجمبرى والقاروص والدنيس واللوت» وغيرها من الاسماك ذات العائد الاقتصادى المرتفع، وتسبب ذلك فى تدنى مستوى دخل الاف الصيادين البسطاء الذين يعتمدون على البحيرة كمصدر رزق لهم ولأسرهم، وفقد الجميع الأمل فى عودة بحيرة البرلس لسابق عهدها، الا أن الأمل عاد مجددا مع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة لتنمية البحيرات المصرية ومن بينها بحيرة البرلس.
«أخبار اليوم» قامت بجولة لرصد كل أنواع التطوير التى شهدتها البرلس، ملامح البحيرة تغيرت بعد توجيهات الرئيس السيسى بسرعة الانتهاء من التطوير ، وظهرت المسطحات المائية التى غابت عن الأنظار لسنوات طوال، بعد تعميق وتطهير وازالة التعديات، وفى ظل العمل طوال ال24 ساعة على مدار ثلاث ورديات يوميا، البحيرة بدأت تدب فيها الروح مرة اخرى ، وعادت لسابق عهدها، وبدأت تستقبل الطيور البرية المهاجرة بعد طول غياب.
أكد الصيادون خلال الجولة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وعد بتطوير البحيرة واوفى بوعده، وأشاروا الى ان بحيرة البرلس تشهد اهتماما كبيراً من القيادة السياسية، وأعمال تطوير تسير بخطى متسارعة حتى عادت البحيرة لمكانتها الطبيعية، فأصبح يرد للبحيرة أنواع مختلفة من اسماك البحر التى اختفت خلال السنوات الماضية عبر البوغاز، وأكدوا أنه لولا أعمال التطهير والتكريك والتوسعة بالإضافة للمزارع السمكية لوصل سعر كيلو الأسماك البلطى أو البورى مثل سعر كيلو اللحوم.
وقال عيد بسيونى فهيم رئيس الإدارة المركزية للثروة السمكية بمنطقة وسط الدلتا أن المرحلة الأولى للتطوير على مساحة 1808 أفدنة بتكلفة حوالى 90 مليون جنيه، لإزالة الهيش والبوص وأعمال التكريك، والمرحلة الثانية على مساحة 1500 فدان بتكلفة 352 مليون جنيه، وتم كشف مسطح مائى وتكريك مساحته 1500 فدان، وتطهير مجرى بوغاز البرلس، وتكسية وتدبيش جانبى البوغاز، بالإضافة لشق ثلاث قنوات شعاعية من القناة الرئيسية للبوغاز داخل البحيرة بأطوال 1200 إلى 1500 متر، وبعرض 100 متر وعمق 5٫5 متر.. كما أنه جار العمل فى المرحلة الثالثة بمساحة 3026 فدانا، وتهدف هذه المرحلة لكشف المسطح المائى من إزالة نموات نباتية، والهيش وتكريك مساحة 3026 فدانا، وفتح 5 أبواب بالبحيرة وهى «الشاروش، الزنقة، المتفذ، القطوعات، سنجار» وتكريك أحواض أمام المصارف «مصبات»، وإنشاء2 مرسى نموذجى من بين 6 مراسى سيتم إنشاؤها، وتطوير منطقة القزاقات، وإنشاء القناة الإشعاعية الرابعة، بالإضافة إلى تطهير قناة برنمبال بطول 11 كيلو مترا، وتعديل السحارة أسفل ترعة الراشدية، وتهدف عملية التنمية التى تشهدها البحيرة إلى القضاء على المخالفات التى انتشرت فيها سواء الصيد المخالف أو التعديات على مساحة البحيرة.
وقد تم فى ذلك الصدد إنشاء بحر فاصل بالجهة الشمالية للبحيرة بطول 70 كيلو مترا، لفصل البحيرة عن قرى بر بحرى، لضمان عدم التعديات، كما تم إزالة المخالفات، الى جانب انشاء كورنيش بطول 5 كيلو مترات بمواجهة قرى مركز بلطيم..وبالنسبة للصيد المخالف فإن رجال شرطة المسطحات المائية يبذلون جهودا كبيرة للتصدى لمافيا الزريعة والصيادين المخالفين.
وأكد مجدى مرعى رئيس الاتحاد العام للصيادين بكفر الشيخ أن بحيرة البرلس تشهد اهتماما كبيرا عقب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير وتنمية البحيرات المصرية وتعظيم الاستفادة منها كموارد طبيعية.
وأشار إلى أن أعمال التطوير التى تشهدها البحيرة على مدار السنوات القليلة الماضية أعادت لها الحياة بعد أن كانت وصلت لمرحلة «الشيخوخة» وبدأت كميات الاسماك بالبحيرة فى الازدياد إلى جانب عودة أسماك المياه المالحة بعد أن كانت اختفت لسنوات عديدة.
وأكد اللواء جمال نور الدين محافظ كفرالشيخ أن الرئيس السيسى اهتم بالبحيرات ومنها البرلس، ووجه بسرعة تنميتها وتطوير إنتاجها من الأسماك.
كما أكد المحافظ على وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ملايين الزريعة الصغيرة من الأسماك بها بصفة سنوية، ويتم إطلاق أكثر من 50 مليون وحدة زريعة صغيرة فى البحيرة ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة، مما يسهم فى تحسين دخل الصيادين والحفاظ على أسعار الأسماك فى متناول الجميع.
وأضاف المحافظ أن محافظة كفر الشيخ تتربع على قمة المحافظات الاكثر إنتاجا للاسماك، حيث تنتج تقريبا 50% من إجمالى انتاج الاسماك على مستوى الجمهورية، وأكد أنه جار تنمية وتطوير قطاعات كبيرة من البحيرة ابتداء من تطوير وتعميق وتكسية بوغاز البرلس الذى يعتبر الشريان الرئيسى للبحيرة، مما أدى إلى دخول المياه المالحة للبحيرة محملة بأنواع كثيرة من الأسماك والزريعة وزيادة المخزون السمكى بالبحيرة والقضاء على النباتات المائية «ورد النيل، النسيلة، البوص»، بأماكن كثيرة بالبحيرة.
وقال إن الحملات الأمنية مستمرة لإزالة التعديات ببحيرة البرلس بالتنسيق مع مديرية الأمن والثروة السمكية، مضيفا أنه سيتم التصدى لكافة أشكال الصيد الجائر ببوغاز البرلس، ويتم تطبيق القانون على الجميع للحد من هذه الممارسات الخاطئة ببحيرة البرلس، لحماية حقوق الصيادين، وفرض سيادة القانون، والقضاء على اللنشات المخالفة ببحيرة البرلس.