◄ضحايا «الطوب الطائش».. ضحايا وخسائر بالقطارات.. والجاني «دائما مجهول» ◄«نصف بلاطة» تتسبب في إصابة عميقة بالعين ل«محمد عبدالفتاح».. ويؤكد: غرقت في دمائي بسبب لهو الأطفال ◄«قائد قطار أبو قير»: تم تشريكي واستبعادي من قيادة القطار بسببها. ونطالب" السكة الحديد" بتركيب شبكة بلاستيكية أمام الزجاج لوقايتنا من "قذائف الطوب" ◄نقيب السكة الحديد: صرف معاش "إصابة عمل" للإصابة بنسبة 36%.. وتعويض "الدفعة الواحدة" للآخرين ◄استشاري نفسي: "اضطراب في التواصل" وراء صرب الأطفال القطارات.. والنتيجة "شخصية سيكوباتية" مستقبلا ◄خبير قانوني: جنحتان وجناية.. والعقوبة تصل ل " أشغال شاقة" ◄وخبير تربوي: مكافحة الطاهرة في "قصص الأطفال" و"حدوتة قبل النوم" "ضرورة" «يعملها الصغار ويقع فيها الكبار».. أصبحت وقائع قذف قطارات السكة الحديد بالحجارة، ظاهرة وعادة تتكرر يوميًا، فعادة ما يواجه قائدي القطارات سهامًا راشقة وطوبًا طائشًا يتسبب في إصابات جسيمة لهم، وقد تصل إلى الوفاة، ورغم ذلك يكون الجاني دائما مجهول. حملة توعوية كانت هيئة السكة الحديد، قد أطلقت في نوفمبر من العام الماضي، مبادرة توعوية تحت عنوان «سلوكنا.. مسئوليتنا»، لوقف ظاهرة رشق القطارات بالحجارة الذي تتسبب في إصابة جسيمة لقائدي القطارات وكذلك بعض الركاب، وتلفيات للقطارات أو الوحدات المتحركة. وأطلقت هيئة السكة الحديد مبادرة عدم الرشق بالحجارة، لتوعية الأهالي لأطفالهم بعدم «حدف الطوب» على القطارات، كسلوك إيجابي باعتبارها من الممتلكات العامة، وتستهدف المبادرة الحفاظ على القطارات من التخريب، وكذلك عدم التسبب في إصابة الركاب بإصابات قد تودي بحياتهم، حيث توفي قائد قطار خلال العام الماضي متأثرا بإصابته ب«رشق الطوب». اقرأ أيضا:«السوشيال ميديا» منصة غزو العقول السريع.. برلمان شعبي موازي ويتسبب رشق الحجارة في توقف القطارات في حالة إصابة قائد القطار، مما يؤدي أيضا إلى تعطيل مصالح المواطنين، كما تتكبد ميزانية الدولة أعباء جديدة، لتسبب الظاهرة في تخريب القطارات، التي تحتاج لصيانة واستبدال الأجزاء المنكسرة أو المتضررة من الظاهرة. الطوب الطائش وتناقش «بوابة أخبار اليوم» أبعاد ظاهرة الطوب الطائش، كما ترصد روايات لقائدي قطارات تضررون من قذف القطارات بالطوب، وكذلك كل ما يخص العقوبة القانونية لمركتب هذا الفعل في حال ضبطه، وتعويض المصابين، وطرق حماية قائدي القطارات منها، كما ننتناول الظاهرة من الناحية النفسية والاجتماعية، وفي النهاية نطرح سؤالًا «كيف يمكن مناهضة الظاهرة بالمدارس؟». بلاطة «قطار أبو قير» البداية من روايات قائدي قطارات متضررين من ظاهرة القذف بالطوب، فقال محمد عبدالفتاح، قائد قطارات بخط أبو قير، وأحد المتضررين من ظاهرة رشق الحجارة، إنه كان يجلس على كرسي قيادة قطار أبو قير في محافظة الإسكندرية، وتحديدًا في شهر نوفمبر 2014 أثناء سيره بالقطار بين محطة المعمورة وطوسون، فاجأته حجر كبير عبارة عن «نصف بلاطة» ألقاه أحد الأشخاص المجهولين- شاب 17 سنة-، في وجهه، وتسبب في إصابة عميقة له في عينه اليسرى، وانكسر زجاج نافذة الجرار عليه . وقال «عبدالفتاح» ل«بوابة أخبار اليوم»، إن الإصابة تسبب في كسر العظمة أسفل عينه اليسرى، أنه تم إجراء الجراحة بمستشفى السكة الحديد، مردفًا: «نظري نزل من من 6\ 6 الى 6\ 12، وتم تركيب شبكية لعيني»، لافتًا إلى أنه تم تشريكه بسبب هذه الإصابة، أي استبعاده من عمله كقائد قطار، وانتقل للعمل فني بمراقبة القباني في الإسكندرية. وأوضح قائد القطار المتضرر أنه لم يحصل على أي تعويض إثر الإصابة، لكنه أكد أنه يحصل على مستحقاته المادية ك«قائد قطار»، مردفًا: «الإصابة مازالت مؤثرة سلبا عليَ، مردفا: اتعرضت كذا مرة لحدف الطوب، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وهناك زميل كمساري أُصيب بالطوبة « 8سم» في رأسه للدرجة التي احتسبها الطبيب «طلقة» أو «رصاصة». اقرأ أيضا:مغامرة داخل العزل| رحلة إنقاذ حياة «سعيد» قبل وفاته بدقائق وعن الأسباب التي تقف وراء ظاهرة قذف القطارات بالطوب، قال: «هي سوء أخلاق»، موجهًا رسالة للأهالي، واختتم عبدالفتاح حديثه، قائلا: «اللى بيحدف شباب غير واعي وأطفال صغار، وعلى الأهالي توعية أبنائهم»، مطالبا السكة الحديد أيضًا بتركيب شبكة أمام زجاج الجرار معالج بالبلاستيك كأحد طرق الوقاية من هذه الظاهرة السلبية». طوبة «قطار القاهرة» أما علي عبدالرؤوف، قائد القطارات بالقاهرة، فأكد أن الصيف الماضي شهد مأساة له، حيث أصيب بطوبة في رأسه وآخرى في عينه، من قبل شباب "غير واعي"، متسائلا: "لهم غية يحدفوا طوب على القطارات بدون أسباب، موضحًا أنه أثناء رحلته من القاهرة إلى الإسكندرية منذ شهور، بقطار 915، وتحديدا بمحطة أبيب، قذف أحد الصبية طوبة أصابته أسفل عيني وتسببت في نزيف دماء، مردفًا: "عيني كانت هتتصفى، وزميلي أجرى لي إسعافات أولية، وبزجاجة ثلج أثلج الجرج، وبعدها جاءت الإسعاف لنقلي للمستشفى التي أجرت لي بعص الفحوصات الطبية، وتبين في الكشف الطبي حدوث تورم بوجهي وأصيبت في عيني الأمر الذي أجلسني في المنزل لمدة وأبعدتني عن عملي. ووجه «عبدالرؤوف» رسالة للمواطنين، قائلا: "نحن أرواح وهذا مال عام، أوقفوا هذه الظاهرة بتوجيه أبنائكم بخطورتها، لأن القطارات وسيلة مواصلات عامة تخدم الشعب المصري بأكمله، ونحن نغرق في دمائنا أثناء العمل بدون ذنب، ورغم ذلك الجميع يفلت من العقاب". اقرأ أيضا:مغامرة داخل العزل| استشاري تحاليل يكشف تأثير كورونا على المرضى معاش وتعويض وتعليقا على ذلك، قال عبدالفتاح فكري، رئيس النقابة العامة للعاملين بسكك حديد مصر، إن ظاهرة قذف القطارات على القطارات ظاهرة سلبية تتسبب في إصابات جسيمة للعاملين بالقطارات، كما تتسبب في إتلاف الممتلكات العامة. وأكد "فكري" ل"بوابة أخبار اليوم"، أن يتم تسجيل "إصابة عمل" ويحصل على حقوقه كاملة حسب حجم الإصابة، إضافة إلى تعويض طبقا لراتبه الشهري وكذلك نسبة العجز التي يقدرها القومسيون الطبي، مشيرا إلى أن الهيئة تسمح له ب "إجازة مرضية" لمدة أسبوعين قابلة للتجديد لحين إتمام شفائه. وأشار رئيس نقابة العاملين بالسكة الحديد إلى أنه إذا كانت نسبة العجز تزيد عن 35% فيحصل قائد القطار المتضرر من "قذف الطوب" على معاش "إصابة عمل" طبقا لمدة خدمته وراتبه، موضحا أنها تتراوح ما بين 500 إلى 600 جنيه، مردفا: أما في حالة كان العجز بنسبة أقل من 35% فيحصل المتضرر على ما يسمى ب "تعويض الدفعة الواحدة" ويحسب وفقا للراتب والحوافز. وناشد "فكري" المتسببين في هذه الظاهرة بضرورة إدراك خطورتها على العامل البشري من مشغلي منظومة السكة الحديد وكذلك على القطارات كممتلكات عامة. أبعاد نفسية.. وحول وجود أبعاد النفسية لهذه الظاهرة، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن البعض يقذف القطارات بالطوب بداعي "الهزار" أو "الشطارة" خاصة الأطفال والمراهقين، موضحا أن هناك أبعاد نفسية لذلك خاصة في ظل عدم توجيه الأهالي بخطورة هذا الأمر. وقال "فرويز" ل"بوابة أخبار اليوم"، إن هذا يندرج تحت بند "اضطراب في التواصل" خاصة بين الأطفال، موضحا أن ذلك يخلق مستقبلا شخصية سيكوباتية أو مريضة نفسيا، تعاني من مشكلات كثيرة. وأوضح أن على الأهالي محاسبة أطفالهم في حال ارتكابهم مثل هذا الفعل وخاصة قبل سن 15عاما، وعدم احتساب الأمر بمثابة "دعابة" أو "هزار" لأنه بتسبب في أضرار للناس. العقاب القانوني وعلى الصعيد القانوني، قال الدكتور خالد القوشي، المحامي بالنقض والخبير القانوني، إنه في حالة ضبط الشخص الذي يقذف القطارات بالطوب أو أحد ذويه، يعتبر القانون "متهما". وقال "القوشي" ل"بوابة أخبار اليوم"، إنه في هذه الحالة يوجه للمتهم، 3 تهم، أولها إتلاف مركبة عامة وهي "جنجة" عقوبتها الحبس من شهر إلى 3 سنوات، وثانيا تهمة ضرب أفضى إلى إصابة "بالخطأ" وعقوبتها الحبس من شهر إلى 3 سنوات، وثالثا يتم احتساب الأمر "جناية" في حالة الوفاة أو العاهة المستديمة. وأوضح الخبير القانوني أن العقوبة جنحتين وجناية، والعقوبة في الجناية تكون "أشغال شاقة" مشددة لأنها تندرج تحت بند "قتل عمد"، لذلك على كل شاب يقذف إداراك خطورة الأمر. وذكر أنه من الممكن أن يطالب أهل الشاب مرتكب هذا العمل بتعويض مدني للمتضرر بحسب ما تراه المحكمة. اقرأ أيضا:الإعلامية رانيا هاشم: فخورة باختيارى لعضوية «الأعلى للإعلام» |حوار التعليم بالقدوة أخيرا، ناقشنا الأمر مع الخبير التربوي الدكتور محمد عبدالعزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، الذي أكد أن التعليم يكون ب "القدوة"، حيث أن الأطفال والمراهقين يتلقون القيم من خلال القدوة وضرب الأمثلة، معتبرا أن الطاهرة منتشرة في الأماكن ذات المشكلات الاجتماعية. وقال "عبدالعزيز" ل "بوابة أخبار اليوم"، إن من المهم أن ينبه الكبار أطفالهم بخطورة هذه الظاهرة، وكذلك النصح والإرشاد بضرورة الحفاظ على القطارات كوسيلة نقل عامة تنقل الجميع إلى مقاصدهم وأشغالهم، ومهمة للجميع، مشيرا إلى أنه من المهم مراعاة ذلك للأطفال قبل سن العاشرة. وأوضح أن بعد سن العاشرة يجب اتباع سياسة "الثواب والعقاب" مع الأطفال وكذلك المراهقين، وعقابهم في حالة الخطأ والتي من بينها ارتكاب فعل قذف القطارات بالطوب، موضحا أن المسئولية الجماعية هي التي ستتحكم في إنهاء هذه الظاهرة المؤسفة. وشدد الخبير التربوي على أهمية النصح والإرشاد بشأن خطورة ظاهرة قذف القطارات بالطوب، مع اتباع الأسلوب القصصي ومحاكاة هذه الظاهرة في "قصص الأطفال" أو "حدوتة قبل النوم" وتوعيتهم بخطورتها من أجل وضع حد لها واختفاءها تدريجيا.