أؤمن أن المال لا يجلب السعادة المطلقة، لكننى فى نفس الوقت أؤمن أن الفقر يولد الحرمان والقهر والعوزة وقلة الحيلة.. فتعاسة الشاب 20 عاما متواصلة لا تقاس بحزن وتعاسة من بلغ ال 70 عاما مثلى ولو حتى دقيقة واحدة.. أنا أب لابنة واحدة وجد لحفيدين لم أشاهدهما إلا دقائق معدودة.. مر عام وأنا فقط أتحسس صورهما، وأتلمس ملابسهما الصغيرة، وأبكى سرا حتى لا تشاهدنى ابنتى التى حرمت هى كذلك من ابنيها بسبب جبروت زوجها، وقهر الفقر. رسالتى إليك ليست توسلا، أو طلب المساعدة المالية، أنا فقط أبحث عن سعادة معنوية، عن فرحة أشعر بها وأنا أحتضن أحفادى قبل أن أغادر هذه الحياة.. عن ابتسامة تحتل وجه ابنتى، بعد أن تملكها الحزن، وتحولت إلى شبح يسكن حجرته. قد تكون قصتى فريدة، فليس هناك جد لأحفاد من ابنته يشتكى من عدم رؤيتهم، لأن القانون أعطى الحق للزوجة فى حضانة الأولاد بعد الانفصال عن زوجها، لكن الظروف جعلتنى ضحية، وحولت ابنتى إلى باحثة عن حق تنازلت عنه بقلة حيلة، وجبروت فقر. أنا لا أملك من حطام الدنيا سوى معاشى الذى لا يتجاوز ال 500 جنيه، وأعيش مع ابنتى فى شقة بالإيجار بحى البساتين بالقاهرة بعد أن توفيت زوجتى. ليس لنا دخل آخر.. ابنتى تعمل فى تنظيف السجاد مع جار لنا افتتح "مغسلة ملابس" منذ شهور ولم أكن أسمح لها بالعمل، بسبب نظرة الناس وطمعهم فى سيدة مطلقة، لذلك بحثت عن شغل، وعملت فى حراسة محلات الملابس فى منطقة المهندسين ليلا، لكن المرض دفعنى إلى المكوث فى المنزل بعد أن أصبحت قدمى لا تستطيع حملى. منذ عام، حدثت خلافات بين ابنتى وزوجها تاجر الملابس المشهور فى بنها، تعدى عليها وضربها، وعايرها بفقرها، وقلة حيلة والدها. تدخلت أكثر من مرة للإصلاح بينهما، إلا أن ابنتى استسلمت بسبب كثرة تعديه عليها وإهانته لها، وقررت أن تترك المنزل وتعود إلى بيتها فى البساتين للعيش معى، حتى نجد حلا لمشكلتها مع زوجها.. مرت 3 شهور وزوجها يتجاهلها، وأولادها صغار ليس هناك وسيلة لرؤيتهم، حتى فوجئنا بورقة طلاق.. بعدها قررت اصطحاب ابنتى إلى بيت زوجها لحل أمور ما بعد الانفصال وديا وكذلك أخذ الأولاد معنا. وافق زوجها على كل طلباتنا، نفقة ومتعة ومصاريف أخرى شهريا، لكنه اشترط أن يعيش الأولاد معه حتى يستطيع أن يدخلهم أفضل المدارس وينفق عليهم من ماله الوفير.. وافقت على عرضه رغم معارضة ابنتى، فقد اخترت مصلحة أحفادى قبل مصلحتنا.. لست مجنونا، حتى أجلبهم للعيش معنا فى فوهة الفقر التى نسكن قاعها، ولن تستطيع ابنتى مهما عملت فى أن توفر لهم الحياة المرفهة التى يعيشونها مع والدهم الغنى وصاحب محلات ملابس مشهورة. تحملنا الشهور الأولى على فراق أحفادنا، وابنتى تعانى، ولم نشاهدهم إلا خلسة من خلال صور أرسلها شاب ابن حلال يسكن بجوارهم، لذلك قررت أن أذهب لوالدهما لجلب الأولاد أسبوعا للعيش معنا، رفض وهددنا من أنه إذا اتخذنا أى طريق قانونى، لن يعطينا الأولاد وسيوقف إرسال أى أموال لنا.. ولديه ما يمنحه حقه فى عيش الأحفاد معه. أرسلت أتساءل عن حقى القانونى فى إقامة دعوى لرؤية أحفادى، وما هو حق ابنتى فى حضانة أولادها، مع العلم أننا وقعنا على ورقة تفيد تنازلنا عن حضانة الأولاد لوالدهما وكذلك إيصالات أمانة.. ابحثوا عن حل؟ عبده − البساتين إلى صاحب الرسالة.. تم عرضها على شعبان سعيد المحامى بالنقض والذى أرسل لنا هذا الرد: لا يجوز تنازل الأم عن حضانة الصغار وإن حدث فهو باطل ولا يعتد به حتى وإن وقعت على اتفاق كتابى، .. وأضاف أنه يحق للأم تقديم طلب إلى النيابة المختصة بتسليم الصغار لكونها الحاضنة والأطفال فى سن حضانتها.. وحول استفسارك عن إقامة دعوى.. أكد المحامى شعبان سعيد أنه من حق الجد أيضا أن يقيم دعوى لرؤية الصغار، وأكد أنه أى ورقة للتنازل تعد باطلة ولو كان التوقيع على إيصالات أمانة، فإنه بمجرد أن يحيل قاضى الجنح للتحقيق وسماع الشهود يصدر حكما بالبراءة لانتفاء ركن التسليم وصورية الورقة.