بداية ساخنة ل مجلس النواب، شهدتها الجلسة العامة أول أمس، بداية أتمنى أن تكون انعكاسا لمجلس جديد شكلا وموضوعا. الجلسة شهدت صورة حقيقية من صور الرقابة البرلمانية لأداء الحكومة، بعد استدعاء وزيرى التنمية المحلية والتموين للمثول أمام المجلس لعرض ما تم من إنجازات وإخفاقات خلال الفترة الماضية. وفى هذه الجلسة الاستثنائية، رأينا هجوما من أعضاء مجلس النواب على الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، حول بيانه الخاص بموقف الوزارة من تنفيذ برنامج "مصر تنطلق 2018−2022"، حيث وجه البعض للوزير اتهامات تتعلق بوجود أوجه تقصير عدة فى إدارة المنظومة التموينية. ورأينا أعضاء المجلس يواجهون اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية بمشكلات التنمية المحلية فى شتى أنحاء الجمهورية، ويطالبون بمحاسبته على التقصير فى الأداء، وخاصة فى الصعيد، حيث شهدت محافظتا سوهاج وقنا على سبيل المثال اهمالا شديدا من الوزارة، ولم ينفق حتى الآن مليما واحدا على أى مشروع تم إقراره بهما فى الفترة الماضية، رغم اهتمام الدولة بخطة تنمية الصعيد. وهو ما جعل رئيس المجلس يحيل بيان وزير التنمية المحلية إلى لجنة الإدارة المحلية للتأكد من تنفيذ التصريحات التى أدلى بها الوزير. ورأينا النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب يطالب بتقييم يومى وشهرى لأداء المحافظين، لتفعيل المنافسة. وسمعنا النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب وهو يؤكد أن المجلس لن يقبل من الحكومة الا الحديث بلغة الأرقام. وكان جميلا أن نسمع تقييما علنيا من بعض النواب لأداء الوزيرين، تراوح بين 5 من 10 لوزير التنمية المحلية، و7من 10 لوزير التموين، لتختفى بذلك صورة "كله تمام" التى اعتدنا عليها سنوات طويلة. والجميل أيضا أن ما حدث مع وزيرى التنمية والتموين سيتكرر مع باقى الوزراء، فخلال ال48 ساعة المقبلة سيمثل أمام البرلمان 4 وزراء، وهم وزراء: الإعلام، التعليم العالي، التربية والتعليم، والاستثمار، لعرض رؤيتهم والاستماع إلى تساؤلات النواب وطلبات الاحاطة، واحالة الملفات الهامة إلى لجان متخصصة لدراستها. هناك تفاؤل بأداء مجلس النواب الجديد، وبتفعيل حقيقى لدوره الرقابى لصالح حقوق المواطن.وأتمنى أن يستمر الأداء ساخنا كما بدأ.
