نجح رجال شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الأقصر، خلال شهر أغسطس الجارى، فى إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار أسفل قصر أندوراس باشا التاريخي وتم ضبط 4 متهمين بينهم سيدة من الورثة ونجلها وجارى التحقيق معهم فى الواقعة بعد بلاغ من مفتشى آثار معبد الأقصر وحرر محضرا بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وفى إطار ذلك كانت دراسة الباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية عن تاريخ ومعالم قصر أندوراس باشا بالأقصر الذى بناه (يسى باشا أندراوس) والد توفيق باشا الزعيم الوفدي والشخصية الوطنية المعروفة والمشهود له بالأعمال الوطنية الجريئة. ويشير الدكتور حسين دقيل، إلي أن بناء القصر كان عام 1879 عند نزوح عائلة أندوراس باشا من مدينة (قوص) وهو يطل على نهر النيل ويتكون من طابقين، يوجد بكل طابق العديد من الغرف المبنية على (الطراز الإيطالي) الفريد ويحتوى القصر على عددًا كبيرًا من الكنوز والقطع الأثرية النادرة من أهمها سيارة مطلية بالذهب وهي تعود ل (جميل بك) ابن توفيق باشا وحفيد يسي باشا. ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن القصر كان شاهدًا على تفاصيل حكاية (توفيق باشا) مع الزعيم سعد زغلول ففي عام 1921 بعد أن تحدى توفيق باشا مدير الأمن العام ومنع الباخرة التي يستقلها مدير الأمن من أن ترسو على أى شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام وقع اختيار توفيق باشا نائبًا عن دائرة الأقصر فى انتخابات مجلس الأمة وفاز بأغلبية ساحقة ثم أعيد انتخابه مرات عديدة وفاز بها لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته. ويضيف الدكتور ريحان أن القصر شهد أيضًا وفاة توفيق باشا عام 1935 وكان حينئذ جنديًا مدافعًاعن حقوق مصر وأبناء الأقصر فبكاه الأقصريون وفي ذكرى الأربعين حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية آنذاك حفل التأبين بالقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه وفي العقود الأخيرة نشبت خلافات ونزاعات بين ابنتى توفيق والحكومة من أجل انتزاع القصر وإعادته إليهما وقد حكمت المحكمة فيما بعد بإعادته إليهما لكن العجيب أنه فى 7 يناير عام 2013. استيقظ أهالي الأقصر على أبشع جريمة قتل مرت بها فقد عُثر على جثتي "لودي وصوف" ابنتي توفيق باشا وهما ملقاتان بجوار سلم بالقصر بعد أن تم قتلهما بآلة حادة على رأسهما وكانتا حينها في العقد الثامن من عمرهما. وظل قصر "توفيق باشا أندراوس" الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة مكان يحيطه الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م ورحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا اندراوس عن المنزل المجاور لمنزل توفيق أندراوس فى حين ظللن بنات توفيق فى القصر رافضات الرحيل عنه حتى تم اغتيالهما ويبلغ سعر القصر الذى طلبه الورثة لبيعه للمتقدمين للشراء حوالى 75 مليون جنيه.