رحل السياسي التونسي الشاذلي القليبي، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عن عالمنا اليوم الأربعاء 13 مايو بعد مسيرةٍ حافلةٍ قام بها سواء في بلده تونس أو على الصعيد العربي. ووضع الموت حدًا لرحلة الشاذلي القليبي مع الحياة، والتي امتدت لأجلٍ طويلٍ قارب من 95 عامًا، منذ مولده في سبتمبر عام 1925 ليعاصر أجيالًا مختلفةً على مدار أزمنة عمرية متلاحقة. وزير الثقافة المحنك الصعود السياسي للشاذلي القليبي بدأ عام 1961، حينما عُين وزيرًا للثقافة في تونس، واستمر في منصبه في حقبته الأةلى حتى عام 1970. وسرعان ما أُعيد الشاذلي القليبي إلى حقيبة الثقافة مرة أخرى في عام 1971، واستمر بها حتى أواخر عام 1973، ثم عاد للمنصب مرة ثالثة في ديسمبر عام 1976، وبقي فيه إلى غاية سبتمبر 1978، كما تولى منب مدير ديوان رئاسة الجمهورية التونسية في تلك الفترة. أمين الجامعة العربية وفي مارس عام 1979 أصبح الشاذلي القليبي أمينًا عامًا للجامعة العربية، بعد نقل مقرها من القاهرة إلى تونس في تلك الفترة، واستمر في منصبه حتى سبتمبر 1990 حينما قدم استقالته من الأمانة العامة للجامعة. واستقالة الشاذلي القليبي كانت قبل حرب الخليج الثانية، ويرجع سبب استقالته إلى اعتراضه عما اعتبره حشدًا أجنبيًا ضد العراق في ذلك التوقيت. وخلال توليه مهام الأمور في الجامعة العربية لأكثر من عقد من الزمن، كان من أبرز بصمات الشاذلي القليبي دعم التعاون العربي الأفريقي، وتفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وبعد أن رحل عن الأمانة العامة للجامعة العربية اعتزل الشاذلي القليبي المشهد السياسي سواء العربي أو في تونس، واكتفى بثلاث عقود أمضاها في المشهدين التونسي والعربي.