نظمت سفارة مصر فى بلجراد زيارة عالم الآثار "زاهى حواس" إلى صربيا شملت محاضرة واسعة حول الاكتشافات الأخيرة للحضارة الفرعونية، وزيارات إلى المتحفين الوطنى والأفريقى ولقاءات مع كبار الدوائر الثقافية. وأبرز سفير مصر لدى صربيا "عمرو الجويلى" في كلمته الافتتاحية للمحاضرة أن الزيارة تأتى في سياق الحملة التي أطلقتها السفارة بداية العام المعنونة "المصريات للجميع" بكلمة دالة على الإعلام الاجتماعى #EgyptALLogy الهادفة لتقديم الحضارة المصرية القديمة للمتخصصين وللعامة، للكبار والأطفال، وعبر مختلف القنوات والأدوات بما في ذلك المسرح والموسيقى والرسم وورش العمل التفاعلية؛ وهو ما أظهرته المحاضرة الموسعة التي ألقاها عالم الآثار الدكتور زاهى حواس بأكبر قاعة محاضرات في صربيا بحضور تجاوز ألف شخص، بما يعكس أن التنوع في الأدوات والتوسع في نطاق التواصل يجعل من حضارة مصر القديمة ظاهرة حاضرة في وجدان الشعب الصربى، بمختلف شرائحه العمرية والاجتماعية، وهو ما يوطد من الصداقة بين البلدين. وأشار الجويلى إلى الاهتمام الكبير الذي أبدته وسائل الإعلام الصربية، بما تناوله عالم الآثار الدكتور زاهى حواس بشأن الاكتشافات الآثرية الجديدة بما في ذلك ما أظهرته الفحوصات عبر تكنولوجيا تحليل الحامض النووي والأشعة المقطعية التي تساعد في التحقق من شخصية الموميات وأسباب الوفاة، بما في ذلك لعدد من أشهر الملوك والملكات مثل "توت عنخ آمون" و"نفرتيتى"؛ إضافة إلى أعمال التنقيب التي يجريها في "وادى الملوك". وأضاف سفير مصر لدى صربيا أن زيارة المتحف الوطني شملت القسم الجديد المخصص للآثار المصرية المتضمن ما يطلق عليها "مومياء بلجراد"، الذى تم افتتاحه رسمياً في الاحتفال بالعيد القومى لمصرى في يوليو الماضى، وهو الأول الذى يستضيفه المتحف لأى دولة أجنبيه. وطرح الدكتور زاهى حواس أفكاراً حول تطوير القسم المصرى ليشمل جوانب فنية تعليمية حول علم التحنيط تجتذب اهتمام وتفيد الزيارات المدرسية. ومن جانبها عبرت مديرة المتحف الوطنى "بويانا بريسكوفيتش" عن تطلعها للتعاون مع وزارة الآثار ومركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير لترميم القناع الجنائزي المتواجد بالمتحف حتى يتسنى إضافته إلى القسم المصري. وأشار الجويلى إلى أن زيارة متحف الفن الأفريقي، الفريد من نوعه في البلقان، تناولت المعرض المجمع الأول للمقتنيات المصرية من 11 متحف بسبعة مدن بأرجاء صربيا. وناقشت الزيارة الترويج لكتاب "تحت الأضواء: مجموعة المقتنيات المصرية في صربيا" الذى قام المركز القومى للترجمة بتوفير النسخة العربية منه، في إطر حملة أوسع لتوفير أعمال أكبر علماء المصريات الصرب بقسم الآثار والتاريخ القديم بكلية الفلسفة بجامعة بلجراد من الصربية إلى العربية متابعة لمشاركة مصر كضيف شرف في معرض بلجراد للكتاب في أكتوبر الماضى. ومن جانبها، عبرت مديرة المتحف "ماريا ألكسش" عن تطلعها لإتمام مذكرة التعاون المطروحة مع المتحف القومى للحضارة المصرية، تمهيداً لبرنامج أنشطة مشتركة في العام القادم. وفي ذات السياق، استضافت سفارة مصر في بلجراد عشاء عمل على شرف عالم الآثار الدكتور زاهى حواس حضرته كبار الدوائر الثقافية، حيث عبر مساعد وزير الثقافة والإعلام عن تطلع صربيا لعرض الأوبرا المصرية الإيطالية الجديدة "توت عنخ آمون" التي يعدها الدكتور زاهى حواس، منوهاً بمذكرة التفاهم بين المسرح القومى في صربيا ودار الأوبرا المصرية. كما اعتبرت نائبة رئيس الجمعية الوطنية لصربيا "دوبرافكا فيليبوبسكى" رئيس جمعية الصداقة البرلمانية مع مصر خلال اللقاء أن الأنشطة الثقافية الجارية هي من أعمدة العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا، مستعيدة حضورها لعروض الصوت والضوء خلال زيارة رئيس البرلمان الصربى إلى القاهرة هذا العام، ومعربة عن ترحيبها بالأفكار المطروحة حالياً بشأن التعاون بين البلدين في هذا المجال. وكان الدكتور حواس قد ثمن ولع الشعب الصربي بالحضارة المصرية القديمة في فصل بعنوان "صربيا بعيون فرعونية" فى كتاب "صربيا فى عيون مصرية"، والذي يعرض ذكريات سفراء مصر السابقين في بلجراد، ومذكرات كبار المثقفين مع صربيا، وقام بتحريره السفير عمرو الجويلي.