تراخيص منتهية ومخالفات بالجملة.. فوضى المراكب النيلية «مستمرة»

- «حي غرب القاهرة»: إيقاف الرخص الجديدة.. وهذه إجراءات تجديد التراخيص القديمة
على ضفاف النيل تتراص المراكب والمراسي النيلية بالقاهرة والجيزة؛ يقبل عليها المصريون للنزهة وقضاء أوقات الفراغ والعطلات الرسمية والأعياد، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن بعض تلك المراكب بلا تراخيص!
أصحاب المراكب يشكون تعدد جهات التراخيص وطول فترة الإجراءات المطلوبة ما يضطر بعضهم لعدم إكمال الرخص، بينما توضح الأحياء ضوابط العمل وإجراءات الأمن والسلامة.
السينما القديمة
منذ زمن طويل زينت العائمات الفندقية والمراكب ضفاف النيل، منها السياحية والترفيهية والسكنية التي عاش فيها الفنانين والأدباء وكبار رجال الدولة في فترة الثلاثينيات والأربعينات من القرن الماضي وعكستها السينما المصرية في أفلامها.
تراخيص منتهية
بين هيئة النقل النهري، ووزارة الري، والمحافظة، وإدارات الأحياء، والحماية المدنية، ووزارة السياحة، انتهاءا بشرطة البيئة والمسطحات المائية، تاه أصحاب المراكب والمراسي النيلية، فيقول الريس علي، صاحب مركب بمنطقة جاردن ستي بالزمالك: "نفسي أروح مكان واحد أخلص فيه الإجراءات كلها بدل البهدلة، بعض أصحاب المراكب لا يملكون تراخيص، والبعض الآخر لا يقوم بتجديدها، بسبب صعوبة الإجراءات، وطول الوقتِ، فقد تستغرق اللجان أكثر من 6 شهور، مما يدفع البعض إلى تجاهل التراخيص، وهؤلاء الأشخاص بلا هُوية لدى الجهات المشرفة على النيل".
ويضيف: "احنا محتاجين مكان واحد بس نخلص فيه التصاريح للمراكب، ولدينا مشكلات تتعلق بعدم توفير مراسي لتلك المراكب، ما أدى إلى التشرُّد والعشوائية داخل ضفاف النيل، وانتهاك بعضهم بالتكسير، وخلع أسوار حديدية على ضفاف النيل لإنشاء مرسى لهم، مثلما حدث في ممر أهل مصر الذي تم الاعتداء عليه بالتكسير وخلع السور الحديدي به، بسبب عدم وجود مراسي لهم، حتى تم السيطرة عليهم".
إيقاف الرخص الجديدة
أما المهندس مجدي صبحي، مدير إدارة حماية النيل وعضو اللجنة العليا لحماية النيل بحي غرب القاهرة، إن المراسي الثابتة تتبع في ترخيصها إدارة الملاحة الداخلية، أما المراكب المتحركة ترخيصها يصدر من هيئة النقل النهري، ويضيف أنه سواء كانت العائمات للنزهة أو فندقية، فلا تصدر أي تراخيص جديدة لمراسي أو منشآت على النيل، حتى لا يتم حجب الرؤية للنيل إلا إذا كانت لها منفعة عامة لصالح الدّولة، ويتم عرضها على رئيس الجمهورية.
وأكد "صبحي"، أننا ما نقوم به هو التجديد فقط، وذلك بشروط؛ عدم وجود أي مديونية لصالح الدولة وسدادها إن وجد، وهذا الشرط يترتب عليه نزول للجنة فرعية تتكون من مندوبين لكل وزارة مشرفة على النيل للمعاينة والإطلاع على الرسم الهندسي، وفى حالة حدوث أي تعديل في الرسم يتم إيقاف الترخيص لحين رد الشيء لأصله.
ويضيف مدير إدارة حماية النيل وعضو اللجنة العليا لحماية النيل بحي غرب القاهرة، أنه في حالة احتياج أحد العائمات لعمل إضافات يقوم بعمل رسم هندسي معتمد من مهندس استشاري ملاحي متخصص حتى يكون على دراية كاملة بالأحمال الزائدة التي قد تتسبب في غرق العائمة، بالإضافة إلى اشتراطات الصرف الصحي، وذلك بدفع الصرف على الخط العمومي عن طريق وحدات رفع.
ويكمل: "بعد ذلك يتم العرض على الجنة العليا لحماية النيل بمحافظة القاهرة، والتي يرأسها محافظ القاهرة، ويتشكل أعضائها من مندوبين من وزارة الري والبيئة والزراعة وشرطة المسطحات، بالإضافة إلى رؤساء الأحياء بمحافظة القاهرة وعلى رأسهم رئيس حي غرب القاهرة".
ويوضح "صبحي"، أن تجديد التراخيص يتم سنوياً، ولا تتوقف عملية المرور لحين موعد التجديد، فحسب توجيهات اللواء هشام خشبة يتم المرور بصفة دورية، للتحقق من إجراءات الأمن والسلامة للعائمات، والإبلاغ عن أي مخالفات لحين موعد التجديد، فأصحاب العائمات قد يتسببون في زيادة الأحمال داخل العائمة دُون الشعور بذلك، لكن من يستطيع اكتشاف ذَلِك المسئول عن تراخيصها، والتخاذل في المرور هو السبب الرئيسي لحوادث وغرق العائمات.
ويشير إلى أنه عند رصد أي مخالفات يتم إرسال خطابات للملاحة والنقل النهري وحماية النيل بوزارة الري، وبفضل تعدد جهات الرقابة على المراكب والمراسي بعدما كانت مقتصرة على وزارة الري فقط، زادت الرقابة بشكل كبير على جميع العائمات والمراسي.