حسمت صناديق الاستفتاء مصير بقاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، حيث أعلن البريطانيون عن رغبتهم الواضحة في الخروج من سماء الاتحاد الذي ظلت دولتهم أحد أهم رموزه وأعمدته لسنوات. وسلطت الصحف الفرنسية الضوء على هذا الحدث التاريخي، الذي سيؤدي حتما لنتائج يراها المعارضون وخيمة بينما يراها المؤيدون جيدة وأن بلادهم ستدخل منعطفا أفضل. وذكرت صحيفة لوموند في عددها الصادر ،الجمعة 24 يونيو، أن بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي بعد أن حدد شعبها هذا المصير بنسبة تقربت من ال52%. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا فتحت صفحة جديدة تاريخية إلا أنها مبهمة وغير واضحة من كافة النواحي خاصة أن النتيجة أظهرت الانقسام الكبير في الدولة، ففي الوقت الذي خرجت فيه بريطانيا أعلنت كلا من ايرلندا ولندن واسكتلندا رفضهم لهذا الخروج ورغبتهم في البقاء. كما سلطت الصحيفة الضوء على أن خروج بريطانيا سيمهد الطريق للعديد من الدول الأعضاء بالاتحاد من أجل الافصاح عن رغبتهم بالخروج وهو ما سيؤدي إلى تفكك وحدة الاتحاد وانهياره. من جهتها، أشارت صحيفة لوبوان إلى أن الأزمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي ليست وليدة المرحلة بل لها جذور تاريخية تمتد ل60 عاما. ففي الماضي رفض الزعيم الفرنسي شارل ديجول دخول بريطانيا للسوق الأوروبية المشتركة واصفا إياها ب"حاملة الكراهية المتجذرة" للكيان الأوروبي، وهي النظرة التي ظلت عالقة في أذهان الكثيرون حتى الآن. أما صحيفة ليبراسيون، فقد وصفت بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي بأنها أصبحت "ممزقة" وتشبه الجزيرة المنعزلة بعد تخليها عن المعسكر الأوروبي. كما أضافت الصحيفة إلى أن بريطانيا فقدت المعنى الحقيقة للوحدة، فقد فشلت في إحداث وحدة مع الاتحاد الأوروبي كما يظهر فشلها واضحا وجليا بالداخل خاصة بعد إعلان اسكتلندا رغبتها في الانفصال، فرئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيترك وراءه تركة ممزقة ودولة منقسمة لاثنين.