"ذاكر تنجح ..غش تجيب مجموع" مقولة دائما يرددها الطالب المصري على سبيل الدعابة، ولكنها أصبحت حقيقة نعيشها كل يوم ثورة التسريب التي شهدتها امتحانات الثانوية العامة. صفحات عدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نصبت نفسها "روبن هود" الغش، حيث تقوم بتسريب الامتحانات بل تجاوزت ذلك بتسريب نماذج الإجابات التي تستخدم في تصحيح الامتحانات . "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، أشهر صفحة على "فيس بوك" حملت لواء الغش، حيث تخصصت في تسريب امتحانات الثانوية العامة. إجراءات عديدة اتخذتها الحكومة المصرية للقضاء على هذه الصفحات سواء بالقبض على 12 مسؤولاً بوزارة التربية والتعليم أو إغلاق صفحات شبيهة وإلقاء القبض على مديريها. لم تقتصر حالات الغش على مصر ، حيث قررت السلطات الجزائرية حجب كافة مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها “فيس بوك” و”توتير” كإجراء وقائي لتفادي وقوع حالات الغش خلال الإعادة الجزئية لامتحانات الثانوية العامة. وتقرر وقف استخدام “فيس بوك” و”تويتر” و”فايبر” و”سناب شات” و”واتساب” و”انستجرام”، وذلك حتى انتهاء امتحانات الإعادة يوم 23 يونيو الجاري. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، أعلن منذ عدة أيام عن إعادة الامتحانات في مواد الثانوية العامة، التي تم تسريبها، معتبرا أن ما جرى من تسريب لامتحانات الثانوية العامة مساس بالأمن القومي وبالشعب الجزائري. وألقى الأمن الجزائري القبض على ما يقرب من 50 شخصا وتقديم 10 أشخاص أمام وكلاء الجمهورية تورطوا في فضيحة تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة، فيما تم تحديد هوية 80 شخصا، ورفع محتويات 200 حساب على “فيس بوك”، نشر وتداول مواضيع الامتحانات على شبكة التواصل الاجتماعي. والمغرب لم يكن أفضل حالاً، إذ وقع تسريب لأسئلة امتحانات البكالوريا، قامت على أثرها الشرطة باعتقال 21 مشتبهًا بتهمة تسريب الامتحانات. الصين.. والطائرات بدون طيار! تعرضت الصين لحالات تسريب الامتحانات على نطاق واسع عبر الإنترنت خلال العامين 2014 و2015، وهو ما ترتب عليه إلغاء الامتحانات. لكن مدينة صينية تمكنت من التوصل إلى حل لتلك المشكلة، حيث قامت بمراقبة الامتحانات بطائرات صغيرة دون طيار ونجحت الخطة وأوقفت الغش الجماعي. وذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في تقريرٍ لها، إنّ الصين قد أقرت قانونًا جديدًا يسمح لها بمعاقبة الطلاب الذين يغشون في الامتحانات بعقوبات جنائية تصل إلى سبع سنوات في الحبس. وقالت الصحيفة، إنّ وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، أكّدت هذا الأسبوع أن العمل بهذا القانون سوف يبدأ مع بداية امتحانات الثانوية، والتي يؤدي فيها 9.4 مليون طالب الامتحانات. وأضافت الوكالة الرسمية، أنّه في روجين – وهي مدينة بمقاطعة جيانجشي الصينية– فإن مراقبي الامتحانات يستخدمون أدوات لمسح أحذية الطلاب قبل دخولهم قاعة الامتحان، وسوف يتم استخدام أدوات لحجب إشارة ال "واي فاي"، كما أنّه تم نشر العديد من ظباط الشرطة في أماكن عديدة حول البلاد للكشف عن أي سُلوك مثير للاهتمام يقوم به الطلاب. اليابان.. وجهاز مراقبة الموجات أنشأت اليابان هيئة مستقلة لوضع الامتحانات باسم "الوكالة الإدارية المستقلة"، وذلك للقضاء على الغش في الامتحانات خاصة بعد أن ابتكر الطلبة طرقاً جديدة تمكنهم من الحصول على الإجابات، وهذا ما نجحت فيه بالفعل، كما اختصرت فترة الامتحانات في المرحلة الثانوية ليومين فقط من التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً، إلا أن واقعة غش طالبة بالمرحلة الإعدادية عبر البريد الإلكتروني من هاتفها دفع فريقاً من الباحثين لاختراع جهاز لتحديد أماكن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحانات. الهند.. امتحانات بالملابس الداخلية اتخذت الحكومة الهندية إجراءات غريبة لمنع تسريب الامتحانات والغش، كان من أبرزها قطع خدمات الهواتف والإنترنت خلال وقت الامتحانات، وكان الإجراء الأغرب يتمثل في قيام الجيش الهندي بإجبار مؤدّي امتحانات القبول على خلع ملابسهم والبقاء في اللجان بالملابس الداخلية لتفادي الغش. وجاءت تلك الإجراءات بعد أن تم إلغاء عدد من الامتحانات بسبب تسريبها على مواقع الإنترنت على نطاق واسع عدة مرات. الإمارات.. والاختبارات الإلكترونية شهدت الإمارات التي تحتل المركز الأول عربياً وال45 عالمياً في قائمة جودة النظام التعليمي، بعض وقائع تسريب الامتحانات، إلا أن نظام SIS "إدارة معلومات الطلبة" استطاع أن يحدّ من تلك الوقائع، حيث تنقل عبره الامتحانات من الوزارة إلى المدارس وسط نظام أمني مُحكم. تخطط الإمارات لإجراء الاختبارات المدرسية إلكترونياً بشكل تدريجي بدءاً من العام الدراسي القادم، بحيث يشمل التحديث الجديد رفع سرعة الإنترنت، وزيادة سعة خوادم التخزين ومعالجات البيانات، فضلاً عن تعزيز أنظمة الحماية الرقمية وذلك وفقاً لموقع "الاقتصادي" الإماراتي. العراق.. قطع الإنترنت عن البلد بأكمله اتخذت الحكومة العراقية إجراءات لوضع حد لمشكلة تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت بقطع الإنترنت عن الدولة بأكملها بالتزامن مع مواعيد امتحانات طلاب الصف السادس الابتدائي، وبدأت الحكومة في تنفيذ ذلك القرار منذ 2015، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام غربية. والسبب وراء ذلك الإجراء الحاسم مع طلاب الصف السادس الابتدائي، يرجع إلى أن تلك المرحلة التعليمية هي الأهم في العراق، فالقانون العراقي ينص على أن التعليم إلزامي على جميع الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي، ومن لا يتمكن من النجاح في تلك المرحلة يتم إخراجه من المدرسة؛ لذا فهي مرحلة مصيرية.