من جوف المياه خرجت المنشآت لتعيد رسم خارطة المكان، وعلى بعد نحو 400 متر وقفت قناطر أسيوط القديمة تراقب ولادة شقيقتها التي تصغرها بقرن كامل. إنه واحد من أهم الإنجازات المائية التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة، فسوف تمتد ثماره إلى مليون و650 ألف فدان فى خمس محافظات. حيث يتم تحسين حالة الري بها، إضافة إلى أنها تساهم في توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 4 مليارات جنيه ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه أوائل سبتمبر 2017. وسوف يساهم مشروع القناطر في أن تشهد مصر حدثا فريدا هو تحويل النيل لثالث مرة في تاريخها الحديث، حيث كان الأول مع بناء السد العالي، والثاني خلال بناء قناطر نجع حمادي. على مدار يوم كامل رصدت «الأخبار» تفاصيل ما يجرى على أرض الواقع، ومنذ الصباح الباكر حتى فجر اليوم التالي عاشت مع المهندسين والعمال تفاصيلهم اليومية، وسط حرارة جو لا ترحم لكنهم أصروا على تحديها كي يحققوا الإنجاز في موعده. وتتكون قناطر أسيوط الجديدة من 8 بوابات قطرية عرض الواحدة 17 مترًا وبطول 160 مترا، ما يعنى أنها جميعًا تُمثل سدًا عملاقًا على النيل، إضافة إلى محطة جديدة لتوليد الكهرباء بقدرة 32 ميجاوات، ورغم أنها سعة قليلة في مجال توليد الكهرباء إلا أنها ستساهم بجزء فى دعم البنية التحتية لمصر من الكهرباء. كانت فكرة المشروع قد بدأت أثناء عملية الكشف والمتابعة الدائمة التى تقوم بها لجان متابعة السدود على النيل، حيث اكتشفت اللجنة الخاصة بقناطر أسيوط أن العيوب بدأت تظهر بها والتشققات أصابت جسد السد، وهو ما اضطر الحكومة المصرية قبل 20 عامًا إلى التفكير فى تطوير المشروع وتجديده، لكن إعادة تطوير المشروع وتجديده وإصلاح ما به من تشققات، سيكون مكلفًا جدا، إضافة إلى عدم وجود ضمانة كافية بأن تستعيد القناطر كفاءتها بعد قرن على إنشائها. لهذا بدأ التفكير في قناطر أسيوط الجديدة. وتم بدء بداية العمل الفعلي به عام 2011. ويؤكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري،، أن نسبة التنفيذ بالمشروع بلغت 85،5% من قيمة الأعمال المدنية، كما تم تنفيذ نحو 74،30% من قيمة الأعمال الهيدروميكانيكية بالمشروع، وتم الانتهاء من صب الخرسانة سابقة الصب لجميع أجزاء الكوبري العلوي من بلاطات وكمرات، علاوة على صب الخرسانة المسلحة لبلاطة الكوبري العلوي أعلى المفيض الغربي والأهوسة الملاحية، وكذلك تم صب الخرسانة المسلحة خلف المفيض الغربي ويجرى العمل خلف المفيض الشرقي والانتهاء من دق الستائر المعدنية خلف المفيضين الغربي والشرقي. وأشار «عبد العاطي» إلى الانتهاء من عمل الحمايات الدائمة داخل حفرة الإنشاء بالإمام وخلف المفيض الغربي والأهوسة الملاحية، إضافة إلى انتهاء صب الخرسانة المسلحة للجزء الأول من الحائط الفاصل داخل حفرة الإنشاء وجار العمل خلف محطة الكهرباء والمفيضين في بعض المناطق الأخرى، والانتهاء من أعمال التشغيل التجريبى الجاف، وعمل التجارب الأولية لجميع بوابات المفيضين الشرقي والغربي واختبارات جوانات منع التسريب، فضلاً عن الانتهاء من تركيب بوابتي الهويسين بالخلف وجارى استكمال أعمال اللحام بهما. وأوضح أن القناطر ومحطتها الكهرومائية ستقوم بتحسين حالة الري في مليون و650 ألف فدان بخمس محافظات، بما يعادل20% من المساحة المزروعة بالبلاد بتكلفة حوالي 4 مليارات جنيه بالإضافة إلى توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه لمواجهة احتياجات مصر المتزايدة من الكهرباء، فضلاً عن توفير أكثر من 3000 فرصة عمل على مدار 5 سنوات و300 فرصة عمل دائمة بعد الانتهاء منه أوائل سبتمبر 2017. العمل على قدم وساق وكشف المهندس أحمد كرات رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبرى بوزارة الري، أنه تم الانتهاء من صب الخرسانة سابقة الصب لجميع أجزاء الكوبري العلوي من بلاطات وكمرات علاوة على صب الخرسانة المسلحة لبلاطة الكوبري العلوي أعلى المفيض الغربي والأهوسة الملاحية، وكذلك صب الخرسانة المسلحة خلف المفيض الغربي، ويجرى العمل خلف المفيض الشرقي والانتهاء من دق الستائر المعدنية خلف المفيضين الغربي والشرقي، بالإضافة إلى الانتهاء من عمل الحمايات الدائمة داخل حفرة الإنشاء بالأمام وخلف المفيض الغربي والأهوسة الملاحية، وأضاف انه تم الانتهاء من صب الخرسانة المسلحة للجزء الأول للحائط الفاصل داخل حفرة الإنشاء ويجرى العمل خلف محطة الكهرباء والمفيضين فى بعض المناطق الأخرى والانتهاء من أعمال التشغيل التجريبي وعمل التجارب الأولية لجميع بوابات المفيضين الشرقي والغربي، فضلاً عن الانتهاء من تركيب بوابتى الهويسين بالخلف وجارى استكمال أعمال اللحام بهما، كما تم نزح 210٫430 مليون متر مكعب من المياه باستخدام أنظمة وآبار التجفيف بالموقع. وأشار إلى إن عملية غمر موقع تنفيذ مشروع قناطر أسيوط الجديدة بالمياه بدأت بالفعل، بوقف سحب ماء الآبار من منطقة الإنشاء، وأضاف أن تحويل مجرى نهر النيل في موقع المشروع سيتم في نهاية الشهر الحالي عقب موازنة المياه مع منسوب النيل، وهى العملية التي ستستمر 30 يوماً ليعود النهر بعدها إلى طبيعته الأولى». وأضاف أنه «سيتم وقف أعمال النزح الجوفي في حفرة الإنشاء في مشروع قناطر أسيوط الجديدة، وملؤها بالمياه تدريجياً بكمية تصل إلى نحو 600 ألف متر مكعب، لكي تتساوى مع منسوب مياه النيل»، وأوضح أنه «سيتم إزالة السد المؤقت بأمان، وتحويل المجرى ومرور المياه من خلال فتحات القناطر، وهو التحويل الثالث من نوعه الذي تشهده مصر، حيث كانت المرة الأولى أثناء بناء السد العالي، والثانية أثناء بناء قناطر نجع حمادي الجديدة، والثالثة في مشروع أسيوط». وأوضح كرات، أنه تم صرف 594 مليون جنيه بالإضافة إلى 76 مليون يورو بما يقدر ب 670 مليون جنيه من إجمالي تكلفة المشروع البالغة 4 مليارات جنيه حتى الآن، مشيرا إلى أنه لا توجد أي عقبات تمويلية للمشروع. تحويل مجرى النيل ويؤكد المهندس حسين جلال رئيس الإدارة المركزية، المهندس المقيم بالمشروع أن إجراءات غمر منشآت المشروع بالمياه، والمعروف إعلاميا ب«تحويل مجرى النيل» سيبدأ نهاية الشهر. ويتم الغمر على مدار 29 يوما، ويبدأ بإيقاف طلمبات النزح وعددها 52 طلمبة كانت موجودة منذ بداية العمل بالمشروع منذ 2011، وتم استخدامها لضمان جفاف المياه الجوفية أسفل موقع العمل وحوله. وأوضح جلال أن الإيقاف يتم تدريجيا بحيث يتم غلق وإيقاف 4 آبار يوميا، بئرين من الأمام واثنين من الخلف، بحيث يتم الانتهاء من إيقاف الطلمبات خلال 14 يوما، ويوم 16 من شهر يونيو يتم ضخ المياه داخل حفرة الإنشاء بحيث يصل منسوب المياه في نهاية يونيو إلى 47،6 وهو منسوب المياه في النيل ويواصل : يتم ضخ المياه من خلال 4 مواسير كبيرة قطر كل منها 40 سم. وأضاف جلال أنه بعد الانتهاء من غمر منشآت المشروع بالمياه نبدأ في شهر يوليو في إزالة السد الترابي، ويستمر ذلك لمدة 4 شهور على الأقل أي حتى نهاية أكتوبر، وبعد ذلك يتم ردم الجزء الغربي. وعن أعمال دخول الكهرباء الخدمة أوضح أن اختبار التوربينة الأولى سيكون في أبريل 2017 والثانية بعدها بشهر والثالثة في يونيو والرابعة يوليو، وسيخصص شهر أغسطس من العام القادم للاختبارات الكاملة.وفى 1 سبتمبر تدخل القناطر الخدمة. وأكد أن «العمل يجرى على قدم وساق في مختلف جوانب المشروع ليل نهار، حيث يتم صب الأعمال الخرسانية بمختلف مكونات المشروع، وبلغ إجمالي ما تم صبه 396ألف متر مكعب من إجمالي كميات الخرسانة، كما يجرى العمل في صب الخرسانة المسلحة لبغال الكوبري العلوي والكمرات العرضية والبلاطات، علاوة على صب حوائط الجزء الثاني من الوصلة بين القناطر القديمة والأهوسة الملاحية، وكذلك يجرى صب الخرسانة المسلحة في الجزء الثاني للحائط الفاصل داخل حفرة الإنشاء. كما يجرى تنفيذ أعمال صب الخرسانة المسلحة لأعمدة الدور الأرضي بالمبنى الإداري، وأعمال المباني حتى منسوب الردم، وأعمال عزل الأساسات، وتنفيذ أعمال الردم حول المنشآت على مناسيب مختلفة، وخلف محطة الكهرباء، تمهيداً لتنفيذ أعمال الحمايات، والمفيض الشرقي وعلى الميول بالبر الأيمن خارج حفرة الإنشاء واستكمال أعمال دق الخوازيق بالبر الأيمن أمام وخلف الأهوسة الملاحية. وأشار "جلال" إلى انه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من الستارة الدائمة أسفل المنشأ بطول 603أمتار وعمق 18مترا وسمك80 سم، إلى جانب الانتهاء من إنشاء الحوائط الخرسانية المسلحة أسفل البغال الفاصلة بين المنشآت (بطول 1300م، وعمق من 11- 22 مترا)، وكذلك الانتهاء من صب خرسانة فرشة الأمام والخلف بالأهوسة، وجار صب الخرسانة المسلحة للحوائط بالأمام. وأضاف: بلغ ما تم صبه بالأهوسة نحو 49 ألف م3 بنسبة 35%، كما يجرى صب الخرسانة المسلحة لبغال المفيض، حيث بلغ ما تم صبه 10 آلاف م3 (بنسبة 11% من خرسانة المفيض)، فضلا عن صب الخرسانة المسلحة لبغال محطة الكهرباء حيث بلغ إجمالي ما تم صبه 13100 م3 بنسبة 14% من خرسانة محطة الكهرباء.