من أشهر معالم مدينة دمنهور مسجد «التوبة»، وهو ثانى مسجد فى مصر وإفريقيا بعد جامع عمرو بن العاص، تم بناؤه سنة 21 هجرية فى بداية الفتح الإسلامي لمصر، ويعتبر تحفة من البناء المعمارى الإسلامى نظرًا لوجود عدة زخارف رائعة وأعمدة من أفضل أنواع الرخام في العالم. ويقع مسجد التوبة في مكان استراتيجي ومتميز بمدينة دمنهور، حيث يقع بشارع عرابي بالقرب من محطة السكة الحديد، ويقصده الأهالي للصلاة والقيام، خاصة خلال شهر رمضان، كما يقصده أهالي الموتى لتوديع ذويهم والصلاة عليهم؛ نظرًا لقرب الجامع من المقابر وتبركًا بدعوات مئات المصلين الذىن يؤدون فيه الفروض يوميًا. كما اشتهر المسجد بدوره السياسي، حيث ظل على مدى التاريخ قبلة للمظاهرات والاحتجاجات ضد الطغاة والظالمين، وكان شاهد عيان على جميع الاحتجاجات التي قامت بها القوى السياسية قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان دوما نقطة انطلاق لجميع حشودهم ومسيراتهم الاحتجاجية ؛ نظرا ً لموقعه الفريد فى قلب المدينة وحجمه الكبير الذى يتسع لآلاف المصلين. وبعد مرور حوالى 14 قرنا على بنائه، تم إعادة إعماره وترميمه مؤخرا وأعيد افتتاحه مرة أخرى أمام المصلين والمعتكفين شهر مايو 2015، وذلك تحت إشراف جمعية تعمير وإنشاء المساجد بدمنهور،والتى بدأت فى عام 2012، بالإضافة إلى المساعدات المادية والتبرعات،التى يدفعها رجال الأعمال وأصحاب الخير بالمحافظة. ويقول الحاج «سمير الروبى» بائع جرائد بجوار المسجد،إنه اعتاد أداء صلاة التراويح فيه منذ عشرات السنين،نظرا لمكانة المسجد واشتهاره بين أبناء المحافظة،وأوضح أن سبب تسمية المسجد باسم مسجد التوبة،لأن التائبين يقصدونه للتوبة من ذنوبهم إلى الله، وكان هذا هو سبب شهرته وذيوع صيته، مشيرا الى أن للمسجد أيضا دورا اجتماعيا مهما لأهالى المدينة، حيث يوجد به معهد لإعداد الدعاة ودار لتحفيظ القرآن الكريم وفصول تقوية،كما يقصده أهالى الريف والقرى المجاورة لأداء الصلاة فيه والراحة من السفر.