بكل مشاعر الحزن ودعت الأردن جثمان المدير الفني السابق لمنتخب مصر ومستشار الاتحاد الأردني لكرة القدم الرحل محمود الجوهري. وفي حزن شديد عبّر عنه رؤساء الأندية الأردنية ونجوم الكرة الذين رافقوا "الجوهري" طوال فترة عمله بالاتحاد الأردني، أكدوا أن الراحل كان مدرسة وظاهرة لن تتكرر لخبرته الطويلة وحبه لعمله وإخلاصه وتفانيه. فبنبره حزن شديدة، قال رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الأردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا" علي بن الحسين، أنه منذ صغره تابع الموهبة الكروية للجوهري سواء كمدرب عظيم أو كلاعب و هداف رفيع المستوى، بخاصة بدايته الأسطورية في العام 1959، عندما توج المنتخب المصري بطلا لكأس أمم إفريقيا، مضيفا: "لقد كان مقدرا له أن يصبح أحد أعظم لاعبي المنطقة لولا الإصابة الخطيرة التي قطعت عليه مشوار اللعب و هو في عمر السادسة و العشرين، لكن عزمه و إصراره على متابعة العمل كمدرب في هذه الرياضة التي عشقها عززا مكانته الأسطورية على الساحة العالمية". وأشار الى أن أكثر ما حاز إعجابه في الجوهري، هو قوة شخصيته و مبادئه ورباطة جأشه تحت الضغوط، وهى صفات نادرة سواء في عالم كرة القدم أو غيره، قائلا:"كان ذلك سبب اتخاذي لقرار مخاطبته العام 2002 عن إمكانية تدريبه للمنتخب الوطني الأردني". وتابع: "في وقت لم يكن لمنتخبنا فيه المكانة المرموقة التي يحظى بها الآن، أخذ الكابتن الجوهري على عاتقه المسؤولية الصعبة و قبل التحدي حتى حقق لنا مكانة رفيعة على ساحة الكرة الآسيوية وأثمرت جهوده بالوصول إلى الدور الربع النهائي من كأس آسيا 2007 و أوصل الأردن إلى مرتبة 37 عالميا في تصنيف فيفا.. و بعد تقاعده من التدريب عام 2009 كان لي شرف وجود الجوهري كمستشار لكرة القدم الأردنية و مديرا فنيا لاتحاد كرة القدم الأردني"، مؤكدا أن قيادته وحكمته طوال مسيرتي مع الكرة لا تقدران بثمن. وقال: "كل الشكر و التقدير و الاحترام لك يا جنرال، ستبقى خطتك إرثا للأردن و ستستمر مصدر إلهام للأجيال القادمة بتفانيك لكرة القدم و نزاهتك و تواضعك". من ناحيته، قال رئيس مكتب التطوير التابع ل"فيفا" في الأردن نضال الحديد، إن الجوهري قدم للأردن الكثير من خلال خلق منتخب قوي قادر على المنافسات والدخول في أجواء الظهور الآسيوي والقاري وشكل حالة وقصة نجاح في العمل الكبير الذي تكلل بالانجازات. وأضاف:"يعتبر الجوهري الرصيد الحقيقي للكرة الأردنية بإشرافه المباشر على مراكز الأمير علي للواعدين والموهوبين وعمل مع سمو الأمير علي، على رفدها بالفئات العمرية التي استطاعت في فترة قياسية تحقيق النجاح على مختلف الأصعدة، ومن ينسى التأهل للنهائيات الآسيوية وخوض المباريات القوية التي اجبرت المتابعين على احترام الكرة الاردنية بعد تقدمها في التصنيف". أوضح أمين عام اتحاد غرب آسيا فادي زريقات، أنه لا يمكن إغفال اسم بحجم الخبير والمرجع في كرة القدم محمود الجوهري، الذي أفنى عمره في خدمة كرة القدم فقد نجح برسم كافة الخطوط العريضة لشؤون اللعبة التي وصل صداها العالمية. وأشار الى أن نبأ رحيل الجوهري كان الأصعب على الكل لأنه باختصار يعني فقدان عزيز قدم جرعات العمل الدؤوب من خلال وضع مكان للكرة الأردنية وما أصعب فراق انسان عزيز مثل الجوهري. وقال رئيس نادي الفيصلي سلطان العدوان، أن رحيل الجوهري خسارة كبيرة للجميع نظراً لجهوده في قيادة الكرة الاردنية سواء مدرباً وحتى مستشاراً وأكبر دليل على ذلك وفاته وهو على رأس عمله. أوضح رئيس نادي شباب الأردن سليم خير، إن الجوهري حقق العديد من الانجازات فى الوطن العربي سواء على مستوى الأندية والمنتخبات التي تولى قيادتها، مشيرا إلى أن رحيله خسارة للكرة الأردنية، بل إننا نعتبره هنا مواطناً اردنياً لقربه الدائم وارتباطه معنا إلى جانب تواصلي الدائم معه شخصياً. وأشار رئيس نادي الرمثا عبد الحليم سمارة، إلى أن الجوهري قدم أفضل شيء للكرة الأردنية ،وهي الأكاديميات بالإضافة إلى ما قدمه خلال السنوات التي أشرف فيها على رياضتنا الأردنية وأسس لمراحل جديدة ومتطورة. واكد أنه لا يمكن أن نتجاوز انجازاته مع المنتخبات الوطنية وتعبه وعطائه كمستشار لرئيس الاتحاد، وعلينا أن نواصل من المكان الذي وصل إليه بعد أن رسم الخريطة الاساسية للتطوير وتعتبر انجازاته واضحة. من جهته قال لاعب المنتخب الأردني السابق أنس الزبون، أنّ الجوهري لم يكن مدربا للاعبين فقط في السنوات الماضية التي عمل فيها مديرا فنيا للمنتخب، بل كان إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، خاصة أنّه كان حريصا على مساعدة اللاعبين في حلّ مشاكلهم الخاصة. أمّا نجم المنتخب الوطني السابق قصي أبو عالية، فقد أكّد أنّ كلمات الرثاء والحزن لا تعبّر عمّا يجول في القلب من لوعة لفقدان الجوهري الذي ساهم في تطوير الكرة الأردنية كثيرا. واعتبر أبو عالية، أنّ الجوهري كان إنسانا قبل أن يكون مدربا، الأمر الذي ساهم في تشكيل منتخب وطني متآلف ومتحاب، وبالتالي تحقيق النتائج الجيدة، لا سيما في بطولة أمم آسيا عام 2004. واعتبر لاعب المنتخب الأردني السابق هيثم الشبول، إن لاعبي الكرة فقدوا الأب الحاني الذي كان حريصا على مساعدة الجميع في الامور الرياضية والشخصية. وقال الشبول: الجوهري لم يتخل عني يوما سواء في المنتخب أو خارجه، ولن أنسى ما حييت وقوفه إلى جانبي عندما توفى والدي، الأمر الذي هوّن علّي الاحزان، وساعدني على الصبر، كما لن أنسى وقوف الجوهري إلى جانبي خلال زواجي، فمواقف هذا الرجل كثيرة، ومن الصعب سردها في عجالة”. وأشار الشبول إلى أن 6 سنوات لعب فيها في المنتخب في عهد الجوهري، اثبتت ان هذا الرجل ليس مدربا ورياضيا فقط، بل هو إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، متمنيا له الرحمة وان يكون مثواه الجنة. وقال فيصل إبراهيم قائد المنتخب الأردني السابق، إن الكلمات لا تعبر عن مدى الحزن الذي يسكن في القلب جراء رحيل رجل عرف بمواقفه الإنسانية، إلى جانب حنكته الكروية التي وضعت الكرة الأردنية على خريطة الكرة العربية والآسيوية. وأضاف: "ماذا سيقول الإنسان لو فقد والده؟.. لا كلمات تعبر عن الحزن في مثل هذه الحالة، وهو ما نعيشه حاليا بفقداننا للجوهري الذي كان أبا حانيا لجميع الرياضيين". واعتبر فيصل أن الجوهري كان عونا وسندا لجميع اللاعبين، فدوره لم يكن يقتصر على الأمور الرياضية، بل تعدى إلى المواقف الإنسانية، لدرجة أنه كان يقف مع اللاعب في ظروفه الخاصة، ويساعده على حل مشاكله. وأشار إبراهيم الى أن الفقيد كان حريصا على بناء علاقات أسرية بين اللاعبين، كما كان حريصا على علاقات متميزة بين الجهازين الفني والإداري من جهة واللاعبين من جهة أخرى، الأمر الذي انعكس على المنتخب الذي كان يعيش أسرة واحدة. وقال لاعب المنتخب الأردني والزمالك السابق خالد سعد: "لقد فقدنا خبيرا رياضيا وإنسانا يحظى بقلب كبير، ولن أنسى ما حييت أن الجوهري هو الشخص الوحيد الذي كان حريصا على زيارتي في المستشفى، لايقاظي من التخدير بعد العمليتين اللتين أجريتهما لركبتي في السابق". وأضاف: "الجوهري كان إنسانا قبل أن يكون مدربا، فقد كان حريصا على تلمس هموم اللاعبين، لتوفير الراحة النفسية لهم، قبل مطالبتهم بالعطاء داخل الملعب".