«البلاغ» تدفع 29 جنيها للعقاد.. ومرتب مخبر «الاتحاد» أكبر من رئيس التحرير ! يقرأ الجمهور في مصر في الصحف اليومية والأسبوعية مقالات غير ممضاة أو ممضاة بإمضاءات مستعارة دون أن يعرف أصحابها أو الأجر الذى يتقاضونه عن كتابة هذه المقالات. ويسمع عن محررين وكتاب اختلقوا شهرة ومقاما وتباينت أساليبهم فى الكتابة وأراؤهم فى السياسة دون أن يعرف المرتب الذى يتقاضاه الواحد فيهم وهل هو يعوض عليه بعض ما ينفق من جهد وعافية أو لا.. لذلك رأينا أن نستقصى عن مرتبات رؤساء التحرير ومساعديهم فى أمهات الصحف اليومية والأسبوعية وننشرها على أن نتبعها بعد قليل بالمرتبات التى يتقاضاها زملاؤهم فى انجلترا وفرنسا. جريدة الأهرام: يتولى رئاسة التحرير فيها الأستاذ الكبير داود بك بركات ومرتبه الشهرى 50 جنيها، وهو يكتب عادة المقالة الافتتاحية ويندر أن يمضيها باسمه، ويليه فى تحرير الأهرام الأستاذ محمود أبو الفتح ومرتبه 40 جنيها فى الشهر ويقوم بسكرتارية التحرير ومهمة المخبر الأساسى للجريدة، وقد برع فى عمل الأحاديث،أما باب السياسة الخارجية فيقوم بتحريره الأستاذ توفيق اليازجى ومرتبه 30 جنيها فى الشهر، والأستاذ الأديب صادق عنبر مهمته حضور جلسات مجلس النواب وتصحيح رسائل المراسلين والمخبرين فى الأقاليم ويتقاضى مرتبا شهريا قدره 20 جنيها،والتلغرافات الخارجية يقوم بترجمتها الأديب محمد أفندى على الذى يترجم أيضا قصة الأهرام المسلسلة ومرتبه الشهرى 20 جنيها والأستاذ عبد الله حسين المحامى يساعد فى التحرير ويكتب أحيانا مقالة الأهرام الافتتاحية لكنه تخصص فى كتابة المقالات الخاصة ببيت الأمة ومرتبه 15 جنيها فى الشهر. جريدة السياسة: رئيس تحريرها هو الدكتور حسين بك هيكل ولعل مرتبه أكبر مرتب يتقاضاه صحفى فى مصر، فهو على ما سمعت أولا 125 جنيها فى الشهر ولكننى سمعت من ثقة انه يتناول مرتبا سنويا قدره ألف جنيه ثم أنقصه إلى 800 جنيه هذا خلاف 500 جنيه يتقاضاها سنويا فى مقابل تحرير السياسة الأسبوعية،والدكتور محمود عزمى يتناول من السياسة اليومية 30 جنيها فى الشهر، ومن السياسة الأسبوعية 200 جنيه سنويا،والأستاذ محمد عبد الله عنان المحامى يتناول 30 جنيها فى الشهر ويقوم بترجمة الأخبار الخارجية والمقالات السياسة التى تنشرها أمهات صحف الغرب التى يهم جمهورنا الإطلاع عليها،وهو يترجم فوق ذلك القصة التى تنشرها السياسة الأسبوعية ويمضيها عادة" م. ع. "أما صحيفة " فى المرآة " التى تنشرها السياسة الأسبوعية فيكتبها الأديب النابغة الشيخ عبد العزيز النشرتى ويقال انه يتقاضى 5 جنيهات عن المقالة الواحدة. جريدة المقطم: يشرف على تحريرها الصحفى القدير الأستاذ خليل بك ثابت ومرتبه الشهرى 30 جنيها، خلاف نصيب السيدة زوجته فى أرباح الجريدة، وقد اشتهر خليل بك ثابت أثناء الحرب بتلك المقالات الكلية التى كان يكتبها يوميا تحت عنوان "خلاصة أخبار الحرب" وكان يصف فيها حالة المتحاربين ومقدار الفوز الذى أحرزوه أو التقهقر الذى أصابهم وكذلك حالة الجيوش المعنوية وصف عالم خبير مقتدر،أما الكاتب السياسى الشرفى الذى تنشر مقالاته على الصحيفة الثالثة عادة فهو الأديب أمين أفندى سعيد ومرتبه الشهرى 15 جنيها. جريدة البلاغ: صاحبها ورئيس تحريرها هو حضرة العزة الأستاذ عبد القادر حمزة عضو مجلس النواب، وينوب عنه فى رئاسة التحرير أثناء غيابه الكاتب الكبير الأستاذ عباس أفندى العقاد ومرتبه الشهرى 29 جنيها، ولو كان العقاد من الكتاب الذين يبيعون ضمائرهم ويغيرون أراءهم السياسية تبعا لتقلبات السوق لكان مرتبه اليوم أضعاف ما هو عليه،والعقاد صريح يمضى كل ما يكتب باسمه وقد عرف بأسلوبه اللاذع المثير وهو فى طليعة الكتاب المجددين، وفى تحرير البلاغ أيضا الدكتور محمد أبو طائلة وهو يمضى عادة كل ما يكتب ومرتبه الشهرى 20 جنيها،وحبيب أفندى جاماتى ومرتبه الشهرى 18 جنيها. كوكب الشرق: صاحبها ورئيس تحريرها هو حضرة صاحب العزة أحمد بك حافظ عوض عضو مجلس النواب، ويليه فى رئاسة التحرير الكاتب الفكه الأستاذ جورج طنوسى وهو يكتب تحت عدة إمضاءات مستعارة منها توتو والمقص والمرازى وروميو " فى اللطائف المصورة " ومرتبه الشهرى فى كوكب الشرق 25 جنيها ويقوم أيضا بمراسلة جريدة البصير فى العاصمة ويتقاضى عن ذلك مرتبا شهريا قدره 15 جنيها، وفى كوكب الشرق عدد من المحررين والمخبرين والمترجمين نذكر منهم أنيس أفندى داود الذى يكتب عادة " قصة اليوم " ومرتبه الشهرى 12 جنيها. الاتحاد: يتولى رئاسة التحرير فيها الكاتب الكبير الأستاذ عبد القادر المازنى مرتبه الشهرى 60 جنيها، وأما اسكندر أفندى تادرس مخبر الجريدة فيتناول مرتبا قدره 65 جنيها فى الشهر أى بزيادة خمسة جنيهات عن مرتب رئيس التحرير، ويلى الأستاذ المازنى فى التحرير حضرة الأديب طاهر أفندى حقى ومرتبه الشهرى 25 جنيها، وهو يحرر أيضا فى جريدة" الشيطان " ويعمل فى سكرتارية حزب الاتحاد ولا ندرى ما إذا كان يتناول مرتبا إضافيا منها أم لا،وأما أعمال الترجمة وباب السياسة الخارجية فيتولاها الكاتب الفاضل على أفندى شكرى ومرتبه الشهرى 20 جنيها،والأستاذ خالد محرر آخر فى الاتحاد ومرتبه 18 جنيها، وعوض أفندى جبريل يساعد فى أعمال الترجمة ويتناول مرتبا قدره 15 جنيها. الكشكول: أظرف الجرائد السياسية ويحرر فيها أظرف وأفكه الكتاب،فالأستاذ محمد الهلباوى يكتب حديث الأسبوع وقصيدة الشاعر إياه وصحيفة فى المرآة ويتناول مرتبا شهريا قدره 25 جنيها والكاتب المشهور حسين أفندى شفيق المصرى يكتب دائرة المعارف الوفدية المشهورة، ويشترك فى تحرير بعض الأبواب الأخرى ومرتبه الشهرى 20 جنيها. المصور: ومحرره حبيب أفندى جاماتى المحرر فى جريدة البلاغ ويتقاضى من المصور 15 جنيها شهريا، أما الكاتب المشهور الأستاذ فكرى أباظة المحامى وعضو مجلس النواب فقد اختلفت الناس فى أمره، بعضهم يؤكد انه يكتب افتتاحية المصور مجانا لوجه الله، وبعضهم يقول انه يتقاضى فى المقالة الواحدة ثلاثة جنيهات فإذا كان الرأى الثانى هو الصحيح، كان الأستاذ " أغلى" كاتب فى مصر،لأن مقالته لو عددت كلماتها وقسمت عليها الثلاثمائة قرش لأصابت الكلمة الواحدة قرشا أوثلاثة أرباع القرش، يا بخته، وكاتب هذه السطور مستعد أن يدفع إلى الأستاذ فكرى 500 جنيه " خلو اسم " على أن يكون لى حق إمضاء مقالاتى وبيعها باسمه، ويكتب فى المصور أيضا وفى كل شىء "مذكرات فضولى" الأستاذ حسين شفيق المصرى ويتناول من إدارة الهلال مرتبا شهريا قدره 14 جنيها، وجميع المرتبات والأجور التى ذكرناها لا نقطع بصحتها ونحن مستعدون لأن نصحح الأرقام إذا طلب منا ذلك!