بحيرات عذبة تمتزج بالمالحة.. حيوانات نادرة.. وأكبر مستعمرة في العالم لصقر «الغروب» «وادي الجمال» من جنات الله على أرض مصر، وقد يتخيل من ينظر إليها أنها ليست سوى مجموعة من الجزر الصغيرة التي لا يوجد عليها أي نوع من الحياة، ولكن جمالها يزيد ويتألق بسكانها، فعلى «جزر وادي الجمال»، التي تمتد على مساحة 4770 كيلو متراً مربعاً برياً وحوالي 2000 كيلو متر مربع بحريا، تعيش مجموعة متنوعة من الكائنات الحية. وفى مقدمتها، أكبر مستعمرات تعشيش في العالم لصقر الغروب، كما تعد الشعاب المرجانية الموجودة حولها هي الأكثر تميزا في العالم من حيث تعدد أنواعها. وكما يقول أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، فقد يتخيل من لا يعرفها ويرى الجزء البرى منها فقط، أنها خالية من المعمار وغير مأهولة بالسكان، ولكنه سيكتشف بمجرد أن يضع قدمه عليها، أن الجمال من كل نوع يعيش على أرضها وفى مياهها، ويعيش فيها العديد من المصريين الذين ترجع أصولهم إلى قبيلة العبابدة الشهيرة، وحرفتهم الرئيسية فيها هي رعى الأغنام والإبل، ومن هنا جاءت التسمية ب»وادى الجمال»، سواء لروعة منظرها أو لوجود الإبل التى تعيش فيها. ويشير "غلاب" إلى أن هذه المنطقة الجميلة تضم خمس جزر، وكانت معروفه جيداً للفراعنة، حيث قاموا بالتنقيب عن المعادن في جبالها النائية، كما قام قدماء المصريين والإغريق والرومان والعرب بالإبحار إليها، وشهد العصر البطلمى جلب الفيلة المأسورة في أفريقيا الشمالية إليها لاستخدامها فى الحملات العسكرية. ومن جانبه يؤكد الخبير السياحي عصام على، أن وادي الجمال يضم العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات، وأبرزها التيتل والغزال والنسور والأرانب. كما يعيش في جزيرة وادي الجمال 10% من مجموع الصقور المسماة بالغروب الموجودة على مستوى العالم، كما توجد في الجزيرة بحيرات تمتزج فيها المياه المالحة بالعذبة. كما يشير محمد عبده حمدان، رئيس مدينة القصير الأسبق، إلى أنه يوجد بمحيط منطقة وادى الجمال تكوينات جيولوجية مليئة بالمعادن النفيسة مثل الزمرد وأحجار الزينة والفلسبار والكوارتز والرصاص والمنجنيز والذهب. ويتمثل التراث الحضاري في آثار ما قبل التاريخ من رسومات صخرية تسجل أنشطة الإنسان فى تلك الحقبة التاريخية كما أنها تعتبر من أهم طرق التجارة بين مصر وأفريقيا والهند عن طريق ميناء برنيس، وتوجد فيها آثار أبراج حربية قديمة وقلاع أثرية، بالإضافة إلي «بيت العبابدة» الذي يضم مقتنيات وأدوات العبابدة منذ قديم الزمان مثل السيوف والدروع والأواني والملابس.