واجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات حادة من قبل قيادات حملات مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي بعد تصريحه بأن المملكة المتحدة ستأتي في مؤخرة القائمة فيما يتعلق بإبرام اتفاق تجاري مع الولاياتالمتحدة، إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي. وكان الوزير بوزارة العدل، دومينيك راب، ضمن الذين وجهوا انتقادات للرئيس بعد حديثه أمس لدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي. وقال راب، وهو أحد كبار أعضاء حملة الخروج، "هذا تحرك أعرج من الرئيس الأمريكي أن يحاول الخروج عن النص ودعم صديقه البريطاني". وأضاف "ليس لدي أي شك في أن المفاوضين التجاريين الأمريكيين سينظرون في المستقبل إلى فرص أخرى، أعتقد أن البريطانيين سيكونون في أول القائمة، وليس في مؤخرتها". كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد صرح أمس الجمعة أن بريطانيا تكون في أفضل حالاتها عندما تقود أوروبا قوية، محذرا من أنه في حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن اتفاق تجاري بريطاني-أمريكي لن يحدث "في أي وقت قريب". وفي مؤتمر صحفي مشترك في مقر الخارجية البريطانية مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قال رئيس الولاياتالمتحدة إن تركيز بلاده على التجارة مع الاتحاد الأوروبي والتفاوض مع "الكتلة الكبيرة" - بحسب وصفه - وإذا تركت بريطانيا الاتحاد، فأنها "بريطانيا" "ستتراجع إلى آخر القائمة." وأضاف أنه قد يكون هناك احتمال بوجود اتفاق تجاري أمريكي-بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن "ليس في أي وقت قريب"، مؤكدًا أنه يعرض رأيه فقط، وأنه "خيار بريطاني" يعود للناخبين البريطانيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، "إنه من المنطقى الاستماع الى آراء أصدقائنا عند اتخاذ قرارنا". وكان من بين المنتقدين، زعيم حزب الاستقلال، نايجل فاراج، الذي اتهم الرئيس الأمريكي "بالتلاعب برئاسة الوزراء". وقال فاراج عبر شبكة "بي بي سي " "قال إن بريطانيا ستصبح في الجزء الخلفي من القائمة، لا يوجد أمريكي يستخدم كلمة قائمة أو طابور أبدا، الأمريكيون يستخدمون كلمة الصف، وبالتالي فان الرئيس الأمريكي يحاول استخدام الكلمات التي اتفق عليها مع كاميرون. انه يحاول التواصل مع الشعب البريطاني، وأعتقد أن هذا مشين". وغرد زعيم الحزب اليميني عبر تويتر أمس قائلا "الرئيس أوباما لن يكون في منصبه في الوقت الذي من المحتمل أن تخرج فيه بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وأضاف "بالتأكيد اتفاق التجارة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة يقع في مصلحة كلا البلدين". ومن جانبه، انتقد وزير الدفاع الأسبق، ليام فوكس، تصريحات الرئيس الأمريكي، قائلا "إنها غير ذي صلة، مع وجود رئيس أمريكي جديد سينتخب قريبا." وأضاف "سيعود الأمر للرئيس الجديدة وللكونجرس الجديد، الذي سيكون مسئولا عن أي اتفاقيات تجارة جديدة". على جانب آخر، حذر وزير العمل والمعاشات السابق، والقيادي بحزب المحافظين، أيان دنكان سميث أن تطبيق الحد الأدنى الجديد من الأجور سيؤدي الى "هجرة جماعية" الى بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبي الأكثر فقرا. وفي مقاله في صحيفة الديلي ميل، قال الوزير السابق "أرحب يتطبيق الحد الأدنى للدخل، ولكن عندما تكون الأجور في بريطانيا بالفعل أكثر من خمسة أضعاف ما هي عليه في أفقر دول الاتحاد الأوروبي، فان مثل هذه الزيادة ستؤدي حتما الى المزيد من الهجرات الى حدودنا". وأضاف "حتى نستطيع إنجاح هذا العمل للشعب البريطاني، نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على السيطرة على عدد الناس الذين يأتون إلينا".