في مثل هذا اليوم .. 5 إبريل 1822، كان المنفى الأخير لزعيم الشعب والعالم العامل " عمر مكرم "، حيث نفاه حاكم مصر حينذاك " محمد علي " إلى طنطا. وعلى الرغم من مساندة " عمر مكرم " وحركته الشعبية لمحمد على والتشفع له عند السلطان ليبقي عليه واليًا على مصر والاتفاق معه على أن يكون للحركات الشعبية سلطة رقابية بالبلاد، إلا ان الوالي شعر أنه لن تطلق يده في الحكم،حتى يزيح الزعماء الشعبيين، وتزامن ذلك مع انقسام علماء الأزهر حول مسألة من يتولى الإشراف على أوقاف الأزهر بين مؤيدي الشيخ عبد الله الشرقاوي. وفي يونيو 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب، فأعترضوا ولجأوا ل عمر مكرم ، الذي وقف بجانبهم وتوعد بتحريك الشعب إلى ثورة عارمة، فعلم محمد علي بالأمر وطلب مقابلة مكرم ولكنه قال "إن كان ولا بد، فاجتمع به في بيت السادات"، وذلك ما اعتبره محمد علي إهانة بالغة، مما دعاه لنفي مكرم إلى دمياط. واستمر " عمر مكرم " في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة في 9 يناير 1819، احتفل الشعب به ولم ينس زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه. وكانت قد ظهرت عليه علامات المرض وكبر السن، ورغم ذلك كان وجوده مؤرقًا لمحمد علي، فعندما انتفض القاهريون في مارس 1822م، ضد الضرائب الباهظة نفاه "محمد علي" ثانية إلى خارج القاهرة، خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن الموت كان في انتظار الزعيم حيث توفى في ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب، وسعى لتحقيق آماله.