قرية «غرب سهيل » واحدة من مجموعة نادرة من القرى النوبية التي مازالت تقع على النيل بعد أن تم نقل بلاد النوبة القديمة بأهلها من أقصى جنوبأسوان إلى وسط المحافظة بعيدا عن مجرى النهر ورغم كل المصاعب أصر النوبيون على الحفاظ على الواقع النوبي القديم ومظهر قراهم العتيقة. وأثمر ذلك عن تحويل قرية غرب سهيل إلى أول قرية نوبية سياحية من الدرجة الأولى باعتبارها واحدة من مجموعة نادرة من القرى التي شاء لها القدر أن تظل على مجرى النهر حتى وقتنا الحالي. ويعود تاريخ إنشاء القرية إلى نحو مائة عام عند بناء خزان أسوان القديم عام ١٩٠٢ وتعليته الأولى عام ١٩١٢ إلا أن قصتها الحقيقية لم تبدأ إلا قبل سنوات قليلة حينما فكر شبابها في استغلال بيئتهم الطبيعية لتحويلها للوحة فنية يتمتع بها السائح على الطبيعة فيتعرف على العادات والتقاليد. ويتناول الطعام النوبي ويشرب «الكاركديه» النوبي ويرسم من نقوش الحناء الطبيعية بدلا من أن يتجول داخل متحف النوبة الذي يتسم بالجمود واختفاء الروح الطبيعية لبلاد النوبة. وتمكن الشباب خلال سنوات قليلة من وضع القرية على خريطة السياحة العالمية لتصبح مزارا سياحيا مهما ليس في الشتاء فقط بل في أشهر الصيف بعد نجاحها في جذب السائحين الذين يأتون عبر النيل إلى القرية. ويقضون وقتا ممتعا على الطريقة النوبية تحت قباب بيوت مازالت تحافظ على أصالة ناسها وتراثها حتى وصل عدد زائريها في اليوم الواحد إلى ٣ آلاف زائر خلال الفترة التي سبقت ثورة ٢٥ يناير.. ولا يزيد عدد بيوت القرية على ٣٠ بيتا، تنوعت فيما تقدمه لزوارها ومنها البيوت التي تربى التماسيح ويعيش فيها أقدم وأضخم تمساح بأسوان لتقديم صورة كاملة للبيت النوبي الأصيل .