بعد الانتهاء السالم لحادث اختطاف طائرة مصر للطيران وهى فى طريقها من مطار برج العرب الى القاهرة واجبارها على التوجه الى مطار «لارناكا» القبرصى .. ليس هناك مايمكن ان يقال سوى ان الله سلم. الى ان يتم استيفاء التحقيقات ومعرفة ملابسات هذه الجريمة وشخصية مرتكبها ودوافعه. لا يسعنا سوى ان نشيد بالتعامل الحصيف الواعي مع هذا الحادث سواء من الجانب القبرصى او من الجانب المصرى وطاقم الطائرة وادارة مصر للطيران. حيث اتسم بالحرفية والهدوء والتخلى عن العصبية. ظهر ذلك جليا بالحرص على التحفظ فيما يتعلق بالتصريحات الرسمية سواء ماصدر عن رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل أو عن وزير الطيران شريف فتحي وهو مايعد امرا محمودا. ان المشكلة الحقيقية تمثلت فى سقطات البحث عن السبق الاعلامى وهو ما أدى الى الوقوع فريسة للاشاعات والتخبط فى عملية النشر والاذاعة من خلال بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا التخبط الاعلامى كان يمكن ان يؤدى الى كارثة خاصة عندما تورط فى الحديث عن وجود استعدادات لاقتحام الطائرة وهو امر لم تثبت صحته. لاتفسير لهذا الترويج الاعلامى الخاطيء سوى انه تسرع غير مسئول يضر بالصالح العام. من ناحية اخرى وعلى ضوء نجاح عملية القبض على خاطف الطائرة فإنه يتحتم اجلاء حقيقة ان الحزام الناسف المزيف الذى هدد به الراكب قائد الطائرة كان حزاما طبيا. توضيح هذه النقطة قد يستند الى ان الراكب الخاطف كان يخفى هذا الحزام المزيف فى حقيبة يده وانه ارتداه بعد صعوده الى الطائرة . لعل ما يؤكد هذا الرأى مرور هذا الخاطف على اجهزة التفتيش المصورة دون ظهور مايمكن ان يلفت النظر او الاشتباه . رغم انتهاء حادثة الخطف بسلام وثبوت عدم وجود اى مواد متفجرة مع الراكب المتهم الا ان ذلك لايمكن ان ينفى ضرورة ان يكون هناك مزيد من الانضباط الامني في المطارات . ان ماحدث لاينفي حدوث اثار سلبية وتداعيات يقف وراءها المتربصون بوطننا. كل ما ارجوه ان تؤدى التحقيقات سواء التى ستجرى فى القاهرة او لارناكا.. الي الكشف عن كل الحقيقة لصالح الامن والاستقرار والسياحة فى بلدنا. اعتقد ان تسليم المتهم لمصر وفقا للاتفاقات التى تحكم العلاقات المصرية/ القبرصية سوف يكون عاملا غاية فى الاهمية لاجلاء كل ما احاط بحادث طائرة برج العرب التى شغلتنا وهزت مشاعرنا.