جرى في الآونة الأخيرة إطلاق تطبيق باللغة العربية على الهواتف الذكية في الإمارات العربية المتحدة لمساعدة الأطفال المصابين باضطراب التوحد أو أي إعاقات أخرى مماثلة بأداة تتيح لهم التواصل بشكل أفضل مع والديهم ومعلميهم ومجتمعهم. ومن هذه الإعاقات الأخرى من يعانون صعوبات النطق والسمع ومتلازمة داون والأعراض المشابهة للشلل الدماغي وصدمات ما بعد الحوادث. ويقول مطورو التطبيق إنه الأول من نوعه باللغة العربية في الشرق الأوسط والوطن العربي. ويؤثر اضطراب التوحد على كيفية تعامل الدماغ مع المعلومات، وعادة ما يعاني أطفال اضطراب التوحد من ضعف التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال. ويأمل تطبيق (باب النور) الذي جرى إطلاقه منذ ثلاثة شهور في تحسين تواصلهم مع الآخرين من خلال الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر اللوحي (التابلت). ويساعد إخصائي تخاطب يدعى خالد بركات أطفال التوحد في أبو ظبي على تطوير مهارات الاتصال لديهم باستخدام التطبيق الجديد. وقال بركات: "هدفنا النهائي..يعني كل دي وسائل إحنا بنستخدمها.. أحَسِن التواصل عند الولد أيا كانت الوسيلة. لكن هو فكرة باب نور بيعطيني وسيلة الطالب حاببها مش اللي أنا فارضها عليه. بالعكس لو إنه أنا عامل له وسيلة مثلا ما فش فيها عنصر الجاذبية لا. هو في الأساس بيحب الآي باد كطفل مُصاب بالتوحد وإحنا دي نقطة القوة اللي في البرنامج." ويستخدم التطبيق الصور المركبة مع أصوات لمساعدة الأطفال على التحدث والتواصل، ويمكن لمستخدمي التطبيق تحميل أصواتهم الخاصة وأي صور وتعبيرات يشعرون أن الطفل في حاجة لها. والتطبيق حساس أيضا تجاه اللهجات المحلية حيث أنه يقدم لهجات مختلفة لناطقي العربية سواء في منطقة الخليج أو الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. ومن بين الأمهات الصابرات مع أطفال مبتلين باضطراب التوحد امرأة تدعى أروى فيصل اليافي والدة الطفل محمد غسان (6 سنوات) الذي شُخصت إصابته بالاضطراب قبل أن يكمل عامه الثاني. وتقول أروى إن التطبيق الجديد له قيمة ويساعد ابنها في تعلم نطق وفهم كلمات جديدة، وأضافت "ساعدني وايد (كثير) عشان يعني الكلمات. بعض الكلمات يعرفها يفهمها صار. يعني صار يفهم مثلا غسل يديك يروح على الحمام ويغسل يده. يعني حاسة استفاد وايد (كثير)، الكلمات صار ينطقها أوكيه الموجودة فيه (في باب نور) والحمد لله." وأشادت أُخرى تدعى ميدول بيركجي هي أم للطفل حسن (8 سنوات) المصاب بالتوحد بمرونة التطبيق الجديد موضحة أنه يسمح لها بإضافة الصور والتعبيرات التي تريدها، وأضافت:"كثير شامل وواسع و مرن (بالانجليزية) أكثر. فينا نحط فيه صور اللي بدنا إياها اللي بتحسي انه ابنك بحاجة لإلها. مثلا تدرسيه إياها وتعلميه إياها.. أحرف..أرقام..أي شيء بدك إياه. فحسن لما بحاجة شيء معين انه يركب جملة معينه ممكن نحط له الصورة اللي بدنا إياها وهو يكبس عليها وبعدها مع النطق كمان لأنه ابني يعتبر بدأ يحكي." وقال مؤسس تطبيق (باب النور) شادي الحسن إن البرنامج يأخذ في الاعتبار اللهجات المتعددة والعادات في أنحاء الشرق الأوسط. وأضاف "هو الوحيد باللغة العربية على الإطلاق. فيه تطبيقات تناولت جانب تواصل اللفظي والغير لفظي لأطفال التوحد في العالم لكن جميعها بتتحدث بكل لغات العالم ما عدا اللغة العربية. فنحنا بدورنا قررنا انه نعمل الجزء اللي بيسموه التعريب (بالإنجليزية) اللي هو مش بس مسألة اللغة..هي اللغة والثقافة والتعامل والمعايير الخاصة في كل مجتمع على حده من ضمنها لهجات المحلية طبعا." ويرى الحسن أن تطبيقه سيساعد أطفال التوحد على الشعور بأنهم ليسوا في عزلة عن محيطهم، وأضاف: "الآلية هذه حولت بنسبة كثير كبيرة من دراسات عالمية طفل التوحد من طفل منعزل لاجتماعي. فخرج من عزلته بسبب تطبيق بإمكانه يوصل صوت الطفل للناس اللي حواليه." والتطبيق الجديد متوفر حاليا في المراكز الخاصة بالتوحد في دولة الإماارت العربية المتحدة مثل مركز أبو ظبي للتوحد، وأشار الحسن إلى أن هدفه هو إتاحة التطبيق في أنحاء العالم العربي.
