في مثل هذا اليوم العام الماضي، كان نسور الجو من القوات المسلحة المصرية، يدكون معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، ردا على عملية ذبح 21 مواطنا مصريا على يد التنظيم الإرهابي في ليبيا. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد عقد اجتماعا مساء يوم 15 فبراير 2015 مع مجلس الدفاع الوطني، وتم اتخاذ قرار أثناء الاجتماع بتوجيه ضربة عسكرية ضد معسكرات وتمركزات ومخازن الأسلحة الخاصة بتنظيم "داعش" الإرهابي في مدينتي "درنة وسرت" بليبيا، ثأرا لذبح 21 مواطنا مصريا على يد التنظيم الإرهابي، في مشهد «هز» المشاعر الإنسانية بالعالم أجمع . وعقب الاجتماع وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة للمواطنين عبر شاشات التليفزيون، أكد فيها أن مصر لن تترك ثأر أبنائها، كما أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب . وتم تنفيذ الضربة الجوية المصرية ضد معاقل التنظيم الإرهابي بعد جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة على ثلاثة مراحل، وهي: المرحلة الأولى.. «الاستطلاع» قامت طائرة من طراز «c130» بالاستطلاع الإلكتروني ضد العدائيات المحتملة في ظل حماية جوية مباشرة من قبل طائرات «f16» متعددة المهام، والتي قامت بحماية ال«c130» أثناء خط السير وأثناء تأمين العمل حتى عودتها، كما تم استخدام طائرة «e-2c» المعروفة «بعين الصقر»، وهي طائرة متقدمة للإنذار المبكر، وقيادة العمليات والسيطرة الجوية واكتشاف العدائيات، وتم استخدام طائرة «بي أتش كارفت» والتي قامت بأعمال الاستطلاع اللاسلكي. كما تم توفير «التأمين الإلكتروني» للضربة الجوية بواسطة عدة تشكيلات جوية، منها الهليكوبتر «مي 17»، والتي قامت بإعاقة جميع التجهيزات الترددية، وقامت بالتحليق على ارتفاع منخفض جدا، كما قام تشكيل من طائرات «ميراج 2000» بتقديم الدعم الإلكتروني لطائرات الضربة الجوية. المرحلة الثانية.. «تنفيذ الضربة» تم تنفيذ الضربة الجوية على عدة «أنساق هجومية مختلفة»، «موجتين» تحديدا، بالإضافة إلى مشاركة تشكيل من طائرات الهليكوبتر من طراز «كوماندو» وطائرات هليكوبتر من طراز «sh-2g»، بعد أن قامت القوات الجوية بالتنسيق مع القوات البحرية لتأمين الضربة الجوية من اتجاه الساحل. وقامت ثمان طائرات من طراز f 16 متعددة المهام، بتأمين القوة الضاربة من التهديدات الجوية والدفاع الجوي المتواجد في منطقة العمل. وتكونت الموجة الأولى للضربة من نسقين : النسق الأول يتكون من 12 طائرة متعددة المهام تقوم بالهجوم بالوضع الأفقي المستقيم، بالإضافة إلى 8 طائرات أخرى تقوم بالهجوم عن طريق الارتفاع ثم الهجوم من وضع «الغاطس». النسق الثاني يتكون من 4 طائرات f16 متعددة المهام، قامت بالتحليق على وضع منخفض، وعلى أجنابها 8 طائرات تقوم بالهجوم من أعلى ثم الوضع «الغاطس»، وقامت طائرتان بعد النسق الثاني بعملية تأمين عمل الهجمة الأولى. وقد تم تخطيط الموجة الثانية بحيث لا تتعدى المهمة «دقيقتين» وذلك لتحقيق عنصر المفاجأة، وتكونت الموجة الثانية من «نسقين» أيضا: النسق الأول مكون من 12 طائرة من طراز f16 متعدد المهام، وتم التعامل مع الأهداف العدائية من الارتفاعات المنخفضة والعالية بأنواع مختلفة من الذخائر المتعددة. النسق الثاني مكون من 4 طائرات من طراز f16 متعددة المهام، وكان يختص بالانتهاء من تنفيذ الهجمات ضد المعاقل والمعسكرات ومخازن الأسلحة الخاصة بتنظيم "داعش" الإرهابي. المرحلة الثالثة.. «عملية استطلاع الضربة» بعد الانتهاء من الضربات الجوية، قامت طائرتان من طراز f16 بعملية الاستطلاع للأهداف التي تم تدميرها، وذلك بعد أن انتهى النسق الأخير من الضربات الجوية بكفاءة . وعقب تنفيذ العملية أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا تاريخيا، في صباح يوم الاثنين 16 فبراير 2015 قالت فيه: "تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني، وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، قامت قواتكم المسلحة فجر يوم الاثنين، الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم "داعش" الإرهابي بالأراضي الليبية". وأضاف البيان : وقد حققت الضربة أهدافها بدقة، وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله». وشدد البيان: «وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف». واختتم البيان: «حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالي شهدائنا الصبر والسلوان».