وقعت البرازيل ضحية لوباء غريب يصيب المرأة الحامل ما جعل السلطات الصحية ترفع حالة الطواريء في البلاد، وذلك بسبب فيروس "زيكا" الذي يؤدي إلى تشوه الأجنة في بطون أمهاتهم ويصيبهم بضمور في الجمجمة ليصل محيطها إلى أقل من 33 سم، واختلال في العقل وتأخر ذهني مع صعوبة في استمراره على قيد الحياة. وبلغ عدد حالات "ضمور الجمجمة" نحو 3 آلاف و 174 حالة في الفترة من 2010 إلى 2014، طبقا لتقارير وزارة الصحة البرازيلية، وهذا الفيروس الذي تسببه لدغة البعوضة وتظهر أعراضه في ارتفاع درجة الحرارة وآلام في المفاصل مع ظهور بقع حمراء على الجلد وأخطر مراحله تأتي في الشهور الثلاث الأولى للحمل، وفي نفس الوقت لا يوجد ما يؤكد أن هذا الخطر يستبعد في الشهور التالية للحمل، كما أن الإجهاض يعتبر جريمة في البرازيل ما عدا في حالات الاغتصاب وما يهدد صحة الأم والحامل. وتعد منطقة الأمازون هى موطن البعوض خاصة في فترة موسم الأمطار وتم اكتشاف هذا الفيروس في أوغندا عام 1947 وكان يهاجم القرود قبل أن يصيب الإنسان في أفريقيا وآسيا وفي عام 2013، ضرب منطقة "بولينزينى" في فرنسا. وتبذل وزارة الصحة في البرازيل قصارى جهدها لمحاربة هذا الفيروس قبل دورة الألعاب الأوليمبية التي سوف تقام في البرازيل في أغسطس القادم، لكن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد حاليا تجعل الموقف مأسوي فمن الآن وحتى أربع سنوات قادمة ستجد البرازيل نفسها أمام 100 ألف حالة ضمور في الجمجمة، لذلك يجب الإسراع في التوصل إلى لقاح لحماية مواطنيها من هذا الفيروس اللعين ومطالبة المرأة بتأخير حملها في الفترة الحالية علما بأن الفيروس ظهر في كولومبيا، وبوتوريكو، وهندوراس وهو ينتقل خلال 5 أيام ويقطع مسافة 20 ألف كيلومتر خلال 24 ساعة.
