من أمام مقر حملتها الانتخابية بالشارع الغربي، طالعتني دينا عبدالعزيز على قصة نجاحها بانتخابات مجلس النواب، وفوزها بمقعد دائرة حلوان على النظام الفردي.. لمست من حديثها المثابرة والإصرار لتحقيق حلمها.. لم أكن لأجري معها حوارًا صحفيًا بوصفها نائبة الشعب في المقام الأول، وإنما لكونها نموذج لشابة مصرية.. حلمت.. واجتهدت.. فحققت حلمها. كشفت النائبة دينا عبدالعزيز - في أول حوار صحفي تجريه عقب دخولها البرلمان - عن بداية فكرة خوضها للانتخابات البرلمانية، وسبب عدم خوضها الانتخابات إبان حكم الإخوان، وأجندتها الخاصة تحت القبة، وحلمها عن للدائرة التي تمثلها، ورأيها في مجريات جلسة البرلمان الأولى، ودورها داخل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب. كيف بدأت فكرة خوضك لانتخابات مجلس النواب؟ كنت عاوزة أخوض معركة الانتخابات، وأقدم نموذج مختلف وعندي هدف معين ورسالة معينة كنت عاوزة أوصلها من خلال خوضي التجربة كفردي مستقل هو إننا #مع_بعض_هنقدر .. هنقدر نغير ونطور ونخلي بلدنا أحسن وأرقي، وده كان شعار حملتي الانتخابية. متى قررتِ خوض التجربة؟ قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عهد الإخوان، لكن لم أخضها؛ بسبب عدم استقرار الأجواء في الشارع المصري، وعدم إتزان الحالة الأمنية بشكل كبير، فالنتيجة كانت عدم نجاح التواصل مع الناس في تلك الفترة. ومع عودة الأمن للشارع من جديد حاليًا، وكونه أصبح غير مهدد قررت خوض التجربة وتحقيق حلمي في دخول البرلمان. أثناء حملتك الانتخابية، أكدتِ على أن دورك تحت القبة هو دور "رقابي وتشريعي" فقط بعيدًا عن ثقافة عضو مجلس النواب هو "نائب الخدمات".. هل تقبل الناخبين تلك الفكرة؟ كنت بقول للناس إني نازلة مجالس نيابية مش مجالس محلية، والناس كانوا فاهمين ومرحبين بالفكرة كويس جدًأ، وبعد نجاحي في الانتخابات أصبحت الدائرة منتظرة مني كل شئ حتى الخدمات الفردية ومنها التعيينات، وأتمنى وضع معايير واضحة بمسابقات العمل بالمصالح الحكومية؛ لأنها الشغل الشاغل للشباب وأهمها مراعاة التقدير دون اعتبار "الواسطة". وسأتناول ذلك أمام البرلمان من خلال اقتراح بمشروع قانون يعمل على ردع المخالفين. هل هناك من دعم حملتك الانتخابية؟ حملتي الانتخابية كانت بدعم ذاتي وشخصي مني، ولا يوجد من دعمني تمامًا، كنت معتمدة على نفسي بشكل كامل حتى الصور و"الفلايرز"، ولم يشارك والدي أو والدتي ماديًا في حملتي الانتخابية، وكان رأيهما أن الدعم يجب أن يقتصر على "دينا" فقط. بالإضافة إلى أن الحملة لم تتكلف الكثير من المبالغ، وتم إدارتها بأقل الموارد، والعمل فيها كان بشكل تطوعي من شباب وأهل الدائرة، ودون مساعدة الشباب أهل الدائرة كان من الممكن أن تفشل الحملة بشكل ذريع وألا أنجح في الانتخابات. هل كان لكِ أي نشاط أو دور سياسي أو خدمي قبل دخولك البرلمان؟ كان هدفي فقط هو دخول المجلس النيابي، ولم يكن لي أي أدوار قبل خوضي الانتخابات؛ إلا كتاباتي لبعض المقالات التي نشرت في أكثر من مكان وكنت أعبر من خلالها عن آرائي، بخلاف إني عملت لفترة تحت التمرين بالتلفزيون المصري، ومنها اكتسبت مهارات إضافية في التواصل الجيد مع الناخبين. هل تري إنك مؤهلة لممارسة الدور الرقابي والتشريعي المنوط بعضو البرلمان؟ وهل سيظهر هذا الدور من خلال المجلس بتشكيله الحالي؟ كل عضو بالمجلس مسؤول عن حديثه، فهو يثير القضايا تحت القبة، ويوصل رؤيته من خلال كلمته، و"كل عضو وشطارته"، أما عن الدور المنوط بي كعضو برلماني الرقابي والتشريعي فالحمدلله أنا على قدرة لممارسة هذه المهمة، وأتمنى أن يوفقني الله فيها. ما هي أجندتك الخاصة تحت قبة البرلمان على المدى القريب والبعيد؟ وكيف ستتناوليها داخل المجلس وأمام الدائرة؟ أجندتي الخاصة تتمثل في مناقشة ووضع حلول المشكلات التي تواجه أهل دائرة حلوان، وهي ملفات: الصحة، الفقر، العشوائيات، المرأة المعيلة، التسرب من التعليم، الشباب، والعمال. وعن أهم الملفات التي ذكرتِها وفقًا لأولويات دائرة حلوان؟ "أهل حلوان يتنظرون مني كل حاجة حالًا". ما هو رأيك في مجريات أولى جلسات البرلمان؟ ما حدث بالجلسة الأولى واستمرارها في اليوم الثاني كانت كلها أمور طبيعية جدًا، فهي جلسة إجرائية يتم خلالها "حلف اليمين"، وانتخاب رئيس المجلس والوكيلين، وأي شواهد أثارت الرأي العام تندرج تحت مسمى "عدم الانتظام". أما عن جلسة الثلاثاء فهي كانت في منتهى الرقي والتحضر بعد أن تم وضع قواعد منظمة لإدارة الجلسة. وماذا عن انضمامك للجنة الإدارة المحلية داخل المجلس؟ وما هي كانت رغباتك في اختيار اللجان؟ اخترت لجنة الإدارة المحلية حسب المشكلات التي تواجهها دائرتي، وهي كانت الرغبة الأولى في استمارة اختيار اللجان يليها الصحة، ثم الإسكان. وكلها لجان تهم دائرة حلوان. عن النائبات في البرلمان .. كيف تتواصلن سويًا؟ وهل هناك اتجاه لتشكيل ائتلاف أو تحالف؟ لا يوجد أي اتجاه لتشكيل ائتلاف أو غيره، إننا نتبادل الآراء بسهولة داخل المجلس وخارجه من خلال برنامج "الواتس آب". تم انتخابك كونك "فردي – مستقل".. هل هناك أي فرصة لتغيري صفتك أو حتى إنتماءك لأي تيار دون تغيير صفة في وقت لاحق؟ لن أغير صفتي التي انتخبت عليها، ولن أنتمي لأي تيار إلا فيما يعود بالنفع على أهل الدائرة، إذ يجب أن يكون هناك حوار مع باقي أعضاء المجلس حال مناقشة الموضوعات الهامة، وحتى أضمن حصولي على النصاب القانوني المطلوب عند طرحي لمشروع قانون معين أو خلافه والموافقة عليه. كيف ترين وجود الشباب وتمثيلهم داخل البرلمان على مقاعد الفردي والقائمة؟ من أكثر الظواهر التي لفتت إعجابي كثيرًا هو الشباب الذي خاض تجربة الانتخابات على النظام "الفردي"، وكنت أتمنى أن تكون النسبة أكثر من ذلك، لكنها في كل الأحوال "مرضية" إلى حد كبير. عن عملك كباحثة اقتصادية.. هل ستتفرغين وتتعاملين مع السياسة ممثلة في البرلمان ك"مهنة"؟ وسيمتد دورك اتجاه دائرة حلوان بعد انتهاء عمل البرلمان؟ بالفعل؛ أنا في أجازة طويلة من عملي حاليًا، ومسألة ترشيحي بدورات قادمة متوقفة على عملي خلال الدورة الحالية، وهل ستطالب الدائرة ب "دينا" بعد انتهاءها أم لا. كيف تتعاملين مع وسائل الإعلام والجمهور بعد انتشار فكرة إنك "البنت الرقيقة.. صوتها واطي.. سندريلا المجلس"؟ كل هذا طبيعي.. منذ بداية حملتي الانتخابية وأنا متوقعة كل تلك السيناريوهات وردود أفعال الإعلام والشارع سواء كان إيجابي أو سلبي، ولم يكن مفاجأة على الإطلاق، وبتعامل معاه ب"ولا حاجة" مادمت مصممة على تحقيق أهدافي، ولن تشغلني التقييمات الشكلية مهما كانت سلبية. هل تتواصلين مع أهالي الدائرة الفترة الحالية؟ بالفعل؛ بتقابل معهم حتى اليوم، لكن أكون "خيالية وكدابة جدًا لو قولت إني هنزل الشارع في نفس أيام الجلسات.. وقت الجلسات مش بقدر أتحرك أو أتواصل مع المواطنين، حتى التليفونات مش بقدر أرد عليها". ما هي أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها البرلمان الحالي طيلة فترة عمله؟ أن يتسم أداء البرلمان بالرقي، بمعنى أن يقوم كل نائب بدوره المنوط به، ويحترم زميله، وضرورة التزام آداب الحوار بين النواب، ويسود روح التعاون حتى نصل إلى تشريعات حقيقية تخدم الوطن، ونراقب السلطة التنفيذية بشكل يفضي إلى تقليص الفساد لأقل نسبة ممكنة. وما هو حلمك لدائرة حلوان؟ أتمنى أن أرى حلوان قطعة من أوروبا، وسأحاول جاهدة أن أضع أساسات هذا الحلم خلال فترة تمثيلي بالبرلمان. ماذا عن طموحاتك الشخصية؟ هل تسعين وراء منصب تنفيذي بعد نجاح حصولك على الصفة النيابية؟ دور البرلماني أهم من دور منصب تنفيذي حتى لو كان "وزير"؛ فلو صلح المجلس النيابي وقام بدوره المنوط به بشكل فعلي صلح المجتمع، وإن فسد المجلس النيابي ولم يستطع القيام بدوره فسد المجتمع. وفي الوقت الحالي أطمح أن انتهي من رسالة "الدكتوراه" في أسرع وقت ممكن. وفي حال طرح اسمك لتولي حقيبة وزارية عقب عامين أو ثلاث من الآن.. هل ستقبلين؟ لا أحب أن استبق الأحداث، فأنا لا أضمن توجهي، فوارد جدًا أن أغير رأيي غدًا تبعًا لتطور الأحداث.