أكد وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس، أن مصر بأزهرها الشريف ووزارة أوقافها تعد قبلة الإسلام الوسطي المعتدل للعالم أجمع، لافتا إلى أن مصر هي شريان الحياة للشعب الفلسطيني وقيادته وربما للعالم العربي والإسلامي كافة. وقال الشيخ ادعيس، في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، الاثنين 11 يناير، إن الأزهر الشريف هو المرجعية الحقيقية الصحيحة للإسلام الوسطي المعتدل والدين السمح الذي جاءت به رسالة الإسلام للبشر، مؤكدا أن الأزهر هو منارة العلم والإيمان لتصحيح الأفكار المتطرفة التي يحاول البعض ربطها بالإسلام وهو منها بريء ولا تمد له بصله. وأشاد وزير الأوقاف الفلسطيني بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مختلف المحافل الدينية العالمية، رافضا كل محاولات التشويه التي يحاول المغرضون بالأزهر الشريف ودوره في الأمة الإسلامية والعربية تنفيذها. وأكد أن وزارة الأوقاف الفلسطينية على تواصل دائما ومستمر مع مشيخة الأزهر الشريف باعتبارها المرجعية الأولي والأخيرة للإسلام في العالم، مثمنا دور الأزهر الشريف في مساندة الشعب الفلسطيني للمحافظة على قدسه ومقدساته. وكشف أن وزارة الأوقاف الفلسطينية ستكون حاضرة للمؤتمر الإسلامي العربي الذي من المنتظر أن يعقد تحت رعاية مشيخة الأزهر بشأن القدس الشهر المقبل والذي وافق الأزهر عليه بناء على طلب الوزارة، مؤكدا أن الوزارة وهيئاتها وكذلك الوزارات العربية تسعي دائما أن تضع آليات حماية القدس والمقدسات بخاصة المسجد الأقصى المبارك. وأكد أن الأزهر الشريف دائما وأبدا هو من يكلف الهيئات الدينية العربية والدولية، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف الفلسطينية حاضرة لتنفيذ كل ما يوصي به الأزهر خدمة للشعوب الإسلامية والعربية. وأشاد بالتعاون بين وزارة الأوقاف المصرية والفلسطينية في العديد من المجالات، مؤكدا أن لب التعاون بينهم ينصب على تجديد الخطاب الديني والعمل على جعل الخطاب يؤكد ضرورة وحدة الصف والسماحة وقبول الأخر في مختلف المجتمعات. وحول معبر رفح وتأثيره على رحلات الحج والعمرة، أكد الشيخ داعيس أن وزارة الأوقاف والحكومة الفلسطينية تحترم قرارات مصر بشأن معبر رفح لأنه يعد من أمنها ونحن مع الحفاظ على الأمن القومي المصري، مؤكدا أن السلطات المصرية تقدم عادة المزيد من التسهيلات بشأن موسم العمرة والحج. وأشار إلى أن غلق المعبر أو فتحه هو شأن مصري داخلي ونحن معها في أي إجراءات تحافظ على أمنها، موضحا أن وزارة النقل الفلسطينية أشارت إلى أن هناك وعودا بتقديم المزيد من التسهيلات بشأن المعبر فيما يخص المعتمرين والحجج الفلسطينيين ونحن نثمن ذلك لأنه ليس بغريب عن مصر وحكومتها الشقيقة. وحول دور وزارة الأوقاف في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، أكد وزير الأوقاف الفلسطيني أن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ليس فقط مطلبا سياسيا وأنما هو أيضا واجب شرعي وديني، موضحا أن كل المنابر التابعة للوزارة تعمل دائما على التركيز على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوئام والوحدة بين أفراد الوطن الواحد على اختلاف الأديان والفصائل أيضا. وأكد أن دعوتنا دائما هو العمل على وحدة الصف الفلسطيني والوقوف خلف القيادة من أجل تحقيق أمال وطموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، منوها إلى أن دور وزارة الأوقاف ينصب في المقام الأول على نبذ الخلافات والعنف والتطرف والتركيز على الخطاب المحفز على السلم والسلام والمحبة والوحدة والاعتدال. وكشف أن وزارة الأوقاف لديها خطة واضحة لمحاربة الإرهاب والتطرف ولديها التزام بأي توجيهات من القيادة السياسية الفلسطينية في إطار محاربة الإرهاب، مؤكدا جاهزية الوزارة وهيئتها للمساهمة في أي مجهود إسلامي عربي لمحاربة الإرهاب بسلاح التنوير الفكري والقضاء على الفكر المتطرف. ووجه الشيخ يوسف ادعيس، في نهاية الحوار، رسالة إلى العالم العربي والإسلامي بضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى لحمايته من الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يريد تدمير المسجد الأقصى وباقتحامه يسعي إلى تقسيم الأقصى ودخوله في لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد أن شد الرحال إلى الأقصى هي رسالة للاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي الصامت على تلك الانتهاكات بان المسجد ليس فقط هو ملك الشعب الفلسطيني بل هو ملك لكل مسلم على وجه الأرض، مناشدا الهيئات الإسلامية والعربية كافة بتنفيذ سياسة شد الرحال للأقصى لو عبر الأئمة والخطباء.