تنفرد محافظه الأقصر عن كل محافظات مصر بالتباين الكامل بين سكانها في مستويات الدخل، فهم يعيشون بين ثراء فاحش أو فقر مدقع، ويعيش الطرفان متلازمين كل مع الآخر، والفجوة تتسع بينهما وتستمر طالما غفلت الدولة عن دورها، هذه الفجوة زاد اتساعها بعد قرار إنشاء محافظه الأقصر وضم مدينتي إسنا وأرمنت لها ، وهما المدينتين اللتان تعرضتا لإهمال شديد باعتبارهما كانتا آخر مدينتين من مدن محافظة قنا فكان الاهتمام بهما ضعيفا. وبعد ضم المدينتين للأقصر بدأ الاهتمام بدب في أوصالهما أعد محافظ الأقصر وقتها سمير فرج دراسة إكتواريه ومخطط تفصيلي لتطوير المدينة وأتصل بالسفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي وقتها للاتصال بالدول المانحة ومؤسسات التعاون الدولي لتعمير المدينتين خاصة وان كليهما تملك معبد أثرى وملاصقة للنيل بالتالي فمن السهل رسو المراكب السياحية فيهما ووضعهما على خريطة مصر السياحية. ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى قامت ثورة يناير المجيدة التي استهدفت تغيير مجرى الحياة السياسية في مصر إلا أن ما صاحبها من موجات من الفوضى تبعها ركود سياحي لم تشهده مصر طوال تاريخها وأثر ذل بلا شك على المشروعات التنموية وأصيبت صناعة السياحة في مقتل وهى المصدر الرئيسي للدخل لأهالي المحافظة. وتفقدت المشروعات لضعف الموارد خلو الصناديق في المحافظة فعاد التقهقر في الخدمات وتنتشر العشوائيات رغم جهود المسئولين التي تصطدم بالواقع الأليم وهو ضعف الموارد فهل تفي مشروعات التنمية التي تتناقص ميزانيتها عاما بعد الآخر في حل مشاكل المناطق العشوائية والقرى الأكثر فقرا بالمحافظة ؟!! في البداية يقول محمود رمضان مدير عام المتابعة بالمحافظة أن المناطق العشوائية في الأقصر ظهرت أو زاد اتساع نطاقها بعد صدور القرار الجمهوري بإنشاء محافظة الأقصر وذلك عندما تم ضم مركزي إسنا و أرمنت لها والسبب أن هاتين المدينتين كانتا تابعتين لمحافظة قنا وانفصلتا عنها في 2009 عند صدور قرار محافظة الأقصر الجديدة يومها بدأ اهتمام الدولة بهما وكأنهما تبعثان من جديد. حيث تم عمل دراسات مجتمعية وإكتوارية من اجل النهوض بتلك المجتمعات وأصبح التمويل الخاص بهما يأتي من القاهرة في إطار خطة يمولها الصندوق الاجتماعي للتنمية بأسلوب مركزي علي مستوي لا مركزي. وبالفعل تم اعتماد 20 مليون و 800 ألف جنيه في موسم 2010/ 2011 منها 12 مليون و468 ألف جنيه لمشروعات الكهرباء و 2 مليون و 620 ألف تغطية ترع و 4 مليون لرصف الطرق و في عام 2011 / 2012 تم اعتماد 10 مليون و 800 ألف جنيه 6 مليون و 200 ألف للكهرباء و 4 مليون و 230 ألف لرصف الطرق و370 ألف جنيه لتغطية بقية مصرف أبو النوبي بأرمنت . وفي 2012/ 2013 بلغ الإجمالي 8 مليون منها 340 ألف بقية تغطية مصرف أبو النوبي بأرمنت و 4 مليون و 240 ألف للكهرباء بحيث تم تخصيص 620 ألف جنيه لكل قرية من القرى و 3 مليون و420 ألف لرصف الطرق. 18 منطقة عشوائية بمدينة الأقصر كما تم التعاقد بين المحافظة و الصندوق الإجتماعى علي تطوير العشوائيات داخل مدينه الأقصر القديمة بمعنى قبل أن تتحول إلى محافظه، وبالفعل أعدت إدارة الصندوق بالأقصر برئاسة المهندس محسن مصطفي مدير إدارة الصندوق السابق دراسة بالمناطق العشوائية بها وتبين أنها تبلغ 18 منطقة تنتشر مابين الأقصر كمدينة وبها 5 مناطق عشوائية هي النجوع التحتاني و البحاروة الشرقية وأبو الجود وكذلك منطقتي الحمام و حجاج بلي وأبو مراد و تقع كلها في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة. كما توجد 5 مناطق عشوائية بمدينة القرنة وهي مناطق هابو و الرامسيوم والمدلل ونجعي الطارف القديمة و الرواجح وبعد تحويلها إلى محافظه أضيفت لها 8 مناطق جديده 6 منها فى مدينه أرمنت هي الحشايشة والعبيد والخضاروة والجرف وحوض الغرز والبروج واثنتان منها في مدينة إسنا هما المنشية ومناطق معبد إسنا وتشمل واجهة المعبد علي النيل وشرق المعبد و جنوب شرق المعبد وغرب المعبد وشمال المعبد. تطوير المناطق العشوائية سألت المهندس محسن مصطفي عن كيفية التعامل مع هذه المناطق فأجابني بقوله أنه تم التعاقد بين المحافظة و الصندوق الاجتماعي للتنمية علي تطوير هذه العشوائيات و بدأنا بالفعل في تطوير منطقة الحمام بميزانية تقديرية 13 مليون جنيه كان ذلك قبل ثورة يناير. حيث شمل المشروع إزالة المنطقة بالكامل و كلها كانت عبارة عن عشش من الصفيح تتوسط قلب المدينة وبالفعل بدأنا بإعادة التخطيط وتعويض السكان بمنحهم إما مساكن بديلة وتعويضات مالية والمرحلة الثالثة كانت بطرح الأراضي للبيع واستخدام عائدها في إيرادات المحافظة إلا أن حالة الانفلات الأمني التي صاحبت الثورة جعلت أصحاب الأراضي قد عادوا وحولوها إلي عشوائيات من جديد بنصب الخيام وإقامة عشش برغم تنظيف وتطهير هذه المنطقة. وفي إسنا توقف مشروع تطوير معبد إسنا و الذي رصد له الصندوق 21 مليون جنيه بسبب نفس حالة الانفلات الأمني و تخصيص 20 مليون جنيه من المنحة لإستخدامها في تطوير منطقة شرق السكة الحديد بالأقصر و بالفعل بقيت بقية المناطق العشوائية كما هي بسبب نقص التموين عرض الشارع متر !! أما اللواء على الجزار رئيس مركز ومدينة أرمنت فيقول لدينا في مدينة أرمنت خمس مناطق عشوائية البروج والعبيد والخضاروه والحشايشه وحوض الغرز ومعظمها موجود داخل المدينة القديمة وتم تصنيفها على اعتبار أنها حواري ضيقه داخل الشوارع معظمها مباني قديمه مبنية من الطوب اللبن وتنتشر داخل الكتلة السكانية وهى مباني عتيدة كانت تنتشر قبل إعادة تصميم مدينة أرمنت الحديثة وهى منازل صعب الوصول اليها. حيث لا يمكن دخولها بأي وسيلة مواصلات فالطريق عبارة عن مدقات غير مرصوفة ولا توجد بها خدمات إلا الماء والكهرباء فقط ويصل عرض الشارع أحيانا إلى متر ضيقة ومتفرعة ولم يكن هناك احترام لخطوط التنظيم عند إنشائها وأصبحت الآن نغم نشاز في أرمنت الحديثة وكأنها بيوت للرعب من الطوب الأخضر الطريق إليها عرضه يصل لمتر وغير مرصوف لصعوبة وصول أي معدات إلى داخلها. ويضيف اللواء على الجزار أن هذه المناطق تعتبر هي اصل البلد حيث كانت الكتلة السكانية تعيش بالقرب من معبد الاله مونتو قبل أن يظهر التخطيط الحديث لأرمنت سواء الحيط أو الوبورات وبعد ظهورهما عند إنشاء مصنع السكر بقيت العشوائيات مكانها محتفظة بطابعها القديم والشوارع فيها لا تزيد عن 2 متر ويعانى أهلها من الفقر المدقع صحيح توجد لديهم مياه وكهرباء أن الصرف الصحي يمثل عائق كبير لأنه من الصعب توصيله فيلجئون إلى غرف التفتيش البدائية وهى موجودة أسفل كل منزل وفى أحسن الأحوال تشترك عدد من المنازل في مد خط مواسير للصرف يتم توصيلها بشبكة الصرف الصحي الرئيسية وأعطالها أكثر من نفعها مؤهلات عليا وتعمل في الطين وبسؤال رئيس مدينة ومركز أرمنت .. كيف نستطيع القضاء على مشاكل تلك المناطق فأجابني بقوله أفضل شيء هو أن تتكاتف رجال الأعمال مؤسسات العمل المدني في إعادة تخطيط تلك المناطق أو تهجير أهلها إلى مساكن بديله وذلك على نحو ما يقوم به برنامج تحيا مصر في إسنا قلت وما دور الحكومة أو المحافظة في ذلك فقال نحن نتوجه إلى المناطق الأشد احتياجا من رحمة ربنا مفيش أمطار ولو حدث لوقعت كوارث لا يمكن حصرها أما المصيبة فهي في الفقر والبطالة حتى الزراعة فهي في القصب فقط وهى زراعة الكسلان. حيث لا توجد زراعات موسمية ويعتمد معظم السكان على موسم العصير فيذهبون للعمل باليومية بمصنع السكر وهى لمدة 5 أشهر فقط من يناير حى يونيو على الأكثر بعدها تعود البطالة في أعمال وضيعة معظمها فى عمل قمائن الطوب والغريب أن بالرغم من حالة الفقر فإن نسبة المتعلمين كبيرة وللأسف لا يجدون عمل إلا في الطين أى صناعة الطوب وهى صناعة مجرمة لأنها تعنى باختصار تجريف الأرض الزراعية. قلت وما دوركم ك "محافظة" ليس لدينا إمكانات فأنا أعانى من توفير مرتبات العمالة المؤقتة والصناديق فارغة حتى موارد الصندوق كنت أصلح بها المعدات فى الحملة والآن حولتها إلى صرف مرتبات العمالة المؤقتة أما الآخرون فليس لدى سوى المساعدات الأهلية مثل صناديق رمضان والأعياد أو بطاطين أو غيرها قلت وهل من المعقول أن يبقى الوضع على ما هو عليه في تلك العشوائيات قال أعتقد لأ فهناك أكثر من جهة طلبت حصر هذه المناطق لعرضها على الحكومة لكي تدخل عملية التطوير وكذلك نزلت لتصويرها لإدخال التطوير عليها وبالفعل سيتم اختيار منطقتين من المناطق الخمسة "القرى الأكثر احتياجا" ويوضح محمود رمضان مدير عام المتابعة بمحافظة الأقصر صورة أخرى لا تقل خطورة عن العشوائيات وهى ملف القرى الأكثر فقرا في الأقصر بقوله أنه تم اختيار جميع قري مركزي أرمنت وإسنا في ذلك الملف فأصبح القرى التي يشملها المشروع 31 قرية 24 منها في مدينة إسنا و 6 منها في أرمنت بالإضافة إلي مركز المريس التابع لمدينة الطود . وأضاف بأن هناك مشروع إسكان ضخم تقيمه القوات المسلحة للقرى الأكثر فقرا ببناء 50 عمارة كل عمارة تتكون من 5 طوابق في كل طابق 4 شقق تم إنشائها في القرى الأكثر فقرا لتوزيعها علي المحتاجين إليها بمجرد أن يتم الانتهاء من إنشائها كما قام محافظ الأقصر بتوزيع 380 وحدة سكنية الشهر الماضي للأسر الأولي بالرعاية في مدينة الطود. كما رصد المجلس القومي للمرأة مبلغ 300 ألف جنيه للمساهمة في المشروعات الصغيرة للمرأة علي أن يتم رصد مبالغ مماثلة بصورة دورية بعد الانتهاء من صرف المنحة. ويوضح محمود رمضان مدير مركز المعلومات السابق بالأقصر بأنه بعد اختيار المشروعات يتم رصد اعتماد مالي لها مقسم علي أربع مراحل كلما تنتهي مرحلة الربع نرسل المستخلصات لوزارة الإسكان و المجتمعات العمرانية الحديثة حيث توجد هناك إدارة خاصة بهذه القرى. وأضاف أن المشروعات التي يتبناها الملف هي أعمال الكهرباء وتشمل تركيب أعمدة إنارة و محولات و توصيل كابلات وكذلك مشروعات المياه و الصرف و تشمل و محطات مياه وصرف صحي. حيث تعاني هذه المناطق من عدم وجود شبكة صرف بالنظام الحديث و تستعيض عنها بالصرف عن طريق البيارات والطرنشات كما تشمل المشروعات مشروعات رصف طرق و تغطية ترع و مصارف وكذلك مشروعات متنوعة للبيئة. وهناك مشروع متكامل للأسر الأولي بالرعاية تشمل تطوير المنازل بالإحلال و التجديد والترميم و بالفعل بدأنا بمركز إسنا و جاء مندوب من وزارة الإسكان تسلم كشوف بأسماء 9 قري تمثل كل قري و نجوع مركز و مدينة إسنا و تم تسليمه كشوفا ب225 أسرة واستلمها المندوب للبدء في التنفيذ بين الوزارة كجانب فني و الصندوق كمصدر تمويل و في النهاية تبقى كلمة هل تفي هذه المشروعات و التي تتناقص قيمتها عاما تلو الآخر في القضاء علي المناطق العشوائية و بؤر الفقر المدقع في الأقصر؟!!!! أما محمد سيد سليمان رئيس مركز ومدينه إسنا فيقول أن منظمات العمل المدني تزر باستثمار تلك القرى وتقدم مساعدات كثيرة لها وآخرها منظمة الفاو التي تفقدت عزبتي مرسال وأولاد حنفي بقرية اصفون المطاعنة وعزبة أولاد النعمان بقرية النجوع وعزبة الصاب بقرية توماس وعافية وعزبتي العرب والعبيد بقرية حاجر المساوية. وأشار أن هذه القرى كلها تتبع مركز إسنا وتعتبر من القرى المعدمة وليس بها مرافق من كهرباء ومياه شرب والمنازل آيلة للسقوط بسبب انتشار حشرة النمل الأبيض بها، وأردف بان الجمعيات قررت مساعدة هذه القرى بإقامة منازل جديدة ومنح المواطنين ماشية ومساعدتهم بعمل مشروعات ألبان صغيرة .