لا يختلف اثنان علي مكانة مصر العظيمة بين الدول حيث حباها الله بموقع فريد ومتميز جعلها في معظم الأزمان مطمعا للغزاة والمحتلين لكنهم جميعا تحطموا علي صخرة مصر وجندها وشعبها العظيم.. مصر التي ذكرها الله في قرآنه الكريم حيث قال الله تعالي «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ» .. «اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ» .. «وَأَوْحَيْنَا إِلَي مُوسَي وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً» .. «وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَي أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا» .. «أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ» ولمكانة مصر الكبيرة فقد أوصي بها الرسول صلي الله عليه وسلم، حيث قال: «إنكم ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها؛ فإن لهم ذمة ورحماً «، فالرحم هي أمنا هاجر زوجة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وأم سيدنا إسماعيل أما الصهر فهي السيدة «مارية القبطية» التي تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأنجبت له ابنه إبراهيم. في الفترة الأخيرة تعرضت مصر لأزمة أو مؤامرة سد النهضة لتعطيش مصر وشعبها.. كل المصريين وأنا منهم أصيبوا خلال الأيام والشهور الماضية بحالة من القلق المتصاعد وهم يشاهدون ويستمعون ويقرأون عن تعنت الجانب الأثيوبي في تنفيذ إتفاق المبادئ الذي وقعه الرؤساء الثلاثة السيسي والبشير وبن ماريام.. زاد القلق مما يصل إلينا عن أدوار مستترة ولعب من وراء ستار من إسرائيل وقطر وبعض الدول الإقليمية التي أصبح لها تواجد ونفوذ قوي في أثيوبيا بأموالها وشركاتها من أجل استغلال هذا الملف الخطير للنيل من أمن مصر واستقرارها.. وكنت واحدا من أبناء الشعب الذي يضع يده علي قلبه مع كل أخبار غير سارة عن تعثر المفاوضات وما أكثرها لدرجة أن البعض بدأوا يتحدثون عن حلول غير تقليدية لهذه القضية وبلغ الخوف بنا إلي المطالبة بفعل أي شيء حتي لو وصلنا إلي الحل العسكري.. ووصل هذا القلق والخوف إلي الرئيس السيسي وشعر بترقب الجميع لرد فعله تجاه الأزمة فتحدث بشكل حازم وحاسم للشعب المصري من الفرافرة خلال افتتاحه مشروع الخير والمستقبل بزراعة سلة غلال مصر علي مساحة مليون ونصف مليون فدان جديدة بالفرافرة.. طمأن الرئيس المصريين وأقسم قائلا « والله لن أضيعكم في أزمة سد النهضة.. لم أضيعكم من قبل ولن أضيعكم». هذه الكلمات قالها الرئيس السيسي وكنت علي بعد أمتار منه ولاحظت في قسمات وجهه وهو يقول هذه الكلمات الثقة بالنفس وروح التحدي لرجل يستطيع تنفيذ كل ما يقول والتجارب السابقة أكدت أن الرئيس السيسي لم يتقاعس عن تنفيذ كل ما تحدث به للشعب.. نعم كنت أحد القلقين علي مصر شأني شأن كل المصريين لكن وعد الرئيس السيسي جاء ليبدد مخاوفي.. حفظ الله مصر ونيلها وشعبها من كل سوء.