شدد "تيار التغيير الوطني السوري" على أن عمليات نقل الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها الرئيس بشار الأسد من مكان إلى آخر في سوريا يجب أن تدفع المجتمع الدولي للتحرك وفرض الرقابة عليها. وحذر التيار - فى بيان الأحد 15 يوليو - من نوايا نظام بشار الأسد، في استخدام الأسلحة الكيماوية ضمن إطار حرب الإبادة التي يشنها على الشعب السوري، محملا المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة ليس فقط على تقاعسه في حماية المدنيين العزل في البلاد بل من وقوع جريمة فظيعة أخرى محتملة من قبل الأسد وعصاباته. وتوقع التيار - فى بيانه - بأن كل شيء وارد ومحتمل من نظام استخدم كل أنواع الأسلحة ضد شعب أعزل لا يطالب إلا باستعادة حريته، مشيرا إلى أن هذا النظام يتصدر قائمة دول الشرق الأوسط في حجم امتلاكه للأسلحة الكيماوية والجرثومية والتي تتضمن غاز الأعصاب (السارين) وغاز الخردل والسيانيد. كما شدد البيان في الوقت نفسه على أن ترك هذه الأسلحة تحت سيطرته هو بحد ذاته جريمة ضد الشعب السوري الذي يتعرض للمجزرة تلو الأخرى، منوها بأنه في حرب الإبادة لا حرمة لشيء عند أولئك المجرمين الذين يقومون بها، وينفذون استراتيجية الإفناء. وشدد على أن التحذيرات التي وجهتها بعض القوى الدولية لنظام الأسد من مغبة استخدام هذه الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا وأخلاقيا لا قيمة لها خصوصا في ظل تداعي النظام، الأمر الذي يتطلب (على الأقل) العمل على استصدار قرار دولي واضح تحت طائلة العقاب الفوري للأسد وعصاباته. وانتهى البيان بالقول :"إن الجرائم والفظاعات التي ارتكبها الأسد (ولايزال) تطلق كل الشكوك في نواياه والأسلحة الكيماوية تمثل الأدوات المثالية لاستكمال حرب الإبادة لاسيما وأن "الخطوط الحمراء" التي اعتادت بعض الجهات الدولية على رسمها لا قيمة لها عند نظام مستعد لإبادة أمة بأكملها من أجل أن يستمر معتبرا أن تلك الأنظمة الوحشية الخارجة على القيم الإنسانية ومعاييرها لا تتردد في ارتكاب أية جريمة توفر لها ساعة إضافية في السلطة مذكرا باستخدام نظام صدام حسين في العراق (المشابه لنظام الأسد) الأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حلبجة، في ثمانينات القرن الماضي. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، أن مساحة منطقة التريمسة كيلومتر واحد ومن يقول أن سوريا استخدمت 150 دبابة فهو ضرب من الخيال. وقال مقدسى في مؤتمر صحفي عقده الأحد 15 يوليو، إن كل ما قيل عن أسلحة ثقيلة بالتريمسة إشاعات ونحن لا نخاف الواقع مشيرا إلى أن هدف هذه الإشاعات الحصول على "جرعة فيتامين" في مجلس الأمن. وذكر مقدسي أن من قتل بالعملية 37 مسلحا و2 من المدنيين فقط، مشيرا إلى أن معظمهم ملتح وذو توجهات سلفية. وأضاف أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في التريمسة منها قناصات ناتو وقواذف أر بي جي ورشاشات وغيرها من أسلحة وجدت داخل المستودعات التي سيطر عليها المسلحون. وقال مقدسي إن سوريا تسلمت رسالة من مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان ثبت أنها لم تعتمد على الحقائق وهي متسرعة، مشيرا الى أن وزير الخارجية السورى وليد المعلم سلم رسالة حول الموضوع إلى سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون وطالب بتسليمها لمجلس الأمن. وذكر مقدسي أن الرسالة تضمنت أن مجموعة إرهابية دخلت التريمسة وأقامت فيها مراكز للتعذيب وهاجمت القوى الأمنية ما استدعى الرد.