أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في العالم أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء ستعقد مجموعة من المؤتمرات والندوات لتصحيح صورة الدين، وتقرر أن يكون موضوع المؤتمر الأول هو: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية". وأوضح أنه تم اختيار هذا الموضوع، لما له من أهمية بالغة خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي اجتاحت عددًا من دول العالم، والتي أثبتت- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الفتوى لعبت دورًا مهمًّا في تصاعد الأحداث مؤخرًا، خصوصًا تلك التي أطلقها رموز التيارات المتطرفة، والتي كانت سببًا رئيسيًّا في التحاق الكثير من الشباب الغربي إلى صفوف المقاتلين في التنظيمات الإرهابية. وأشار إلى أنه تقرر إرسال قوافل علمية إفتائية مشتركة للخارج تهدف إلى تبصير الناس في ربوع المعمورة بهذا الدين الحنيف ويسره وسماحته، وكذلك بيان الخطأ في الفتاوى التي يتصدر لها غير المتخصصين، وذلك بأكثر من لغة، وتم الاتفاق على أن تكون أولى هذه القوافل لعدد من الدول الإفريقية التي تحتاج لدعم شرعي لمواجهة ظاهرة التطرّف. وقال إنه سيتم إصدار مجلة علمية محكَّمة تصدر بعدة لغات، يتم فيها مراعاة تأصيل الحقائق العلمية للمستجدات، وتأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العملي؛ مما يفسح مجال النشر للمتخصصين في الدراسات الإفتائية والفقهية، سعيًا إلى نشر صحيح الدين وإزالة اللبس في القضايا الشائكة والخلافية، إلى جانب إنشاء أكاديمية عالمية للتدريب على الإفتاء وعلومه، وذلك للارتقاء بالدعاة والمفتين، وتبصيرهم بكيفية التعامل مع المستجدات المعاصرة بوعي وكفاءة. وأوضح أنه تقرر تدريب القضاة على كيفية استيعاب مادتي أصول الفقه والفقه والمواريث، وتدريب الأقليات المسلمة في الخارج على التعامل مع واقع هذه الدول، والحلول التي تقدمها الشريعة لكثير من مشكلات واقعهم، تدريب الباحثين على البحث الشرعي ومهارات الفتوى، عقد برامج تثقيفية في أحكام الفقه الإسلامي، وتدريب الراغبين من أئمة المساجد على صناعة الإفتاء لمساعدتهم على مواجهة أسئلة رواد المساجد. بالإضافة إلى تزويد الهيئة بالأبحاث والتقارير المنشورة بلغات أخرى لكيفية الاستفادة منها والرد عليها، وتسهيل سبل التواصل مع غير الناطقين باللغة العربية في شتى بقاع الأرض لكي تصل رسالة الإسلام الوسطية إلى كل مسلم أيًّا كانت بلده أو لغته. و قال مفتي الجمهورية إن الأمانة ستنشئ موقعًا إلكترونيًّا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى، للتواصل مع الجمهور الإسلامي في كافة أرجاء العالم؛ لنشر أعمال الهيئة، وما يصدر عنها من فتاوى وبحوث ودراسات فقهية وأخبار، بالإضافة إلى استقبال الفتاوى والقضايا ذات الصلة والرد عليها، وبالإضافة إلى أعمال المؤتمرات التي تعقدها المنظمة بصفة دورية، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والتي حاولت بعض التنظيمات المتطرفة الإسلامية وغير الإسلامية تشويهها.