تستأنف صباح السبت 12 ديسمبر، فعاليات الاجتماع السداسي بين وزراء خارجية ومياه في مصر والسودان وإثيوبيا لاستكمال بحث الشواغل المصرية والسودانية حول سد النهضة وخاصة ما يتعلق بحل الخلافات بين المكتب الاستشاري الفرنسي والهولندي المعنيين بإعداد وتنفيذ دراسات سد النهضة. وبحثت وفود الدول الثلاثة في نهاية اليوم الأول من الاجتماعات المغلقة عددا من المقترحات لحل الأزمة من بينها الاكتفاء بمكتب استشاري واحد وهُو المكتب الفرنسي أو اختيار مكتب أخر بديل للمكتب الهولندي وسط مطالب مصرية بالإسراع في تنفيذ انتهاء إثيوبيا من المرحلة الأولي من المشروع الإثيوبي وتم الاتفاق علي بحث الملفات العالقة بعد اطلاعها علي الحكومات بالدول الثلاثة فيما بدا علي وجوه وزراء الخارجية والمياه عقب انتهاء جلسات اليوم الأول الصمت رافضين التعليق علي أسئلة الصحفيين علي أمل عقد مؤتمر صحفي في اليوم الثاني للمفاوضات. وأعرب السفير معتز موسي وزير المياه والكهرباء السوداني، عن تفاؤله بنتائج الجولة الحالية رغم الصعوبات التي تواجه المفاوضين من الدول الثلاثة، مؤكدا أنه سبق أن واجهوا أصعب من هذه الجولة وتم تخطيها بنجاح، مشيرا إلي أنه سيتم استكمال باقي النقاط المتعلقة بالشواغل المصرية والسودانية وعرضها علي اجتماعات الجلسة الختامية المقرر عقدها صباح السبت. ومن جانبه قال الدكتور عبدالمحمود عبد الحليم، سفير السودان بالقاهرة، إن جلسات اليوم الأول تركزت علي حل الخلافات بين المكتبين الاستشاريين المعنيين بإجراء دراسات سد النهضة والبحث عن توافق في الآراء بين مصر والسودان وإثيوبيا لحل هذه المشكلة. وأضاف عبدالحليم، أنه من المتوقع أن يتم التواصل بين الوزراء المعنيين وحكوماتهم لحل بعض النقاط العالقة قبل بدء اجتماعات اليوم الثاني، مشيرا إلي أنه من المنتظر عقد جولة جديدة من المفاوضات لاستكمال حل الخلافات بين الدول الثلاثة خلال أيام. وكان وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا عقدوا أربع جلسات تشاوريه مغلقة استمرت من بعد ظهر اليوم حتى ساعة متأخرة من المساء وذلك على هامش فعاليات اليوم الأول للاجتماع السداسي لسد النهضة الإثيوبي الذي دعت إليه مصر خلال اجتماعات الجولة التاسعة للجنة الفنية الثلاثية التي عقدت بالقاهرة مؤخرا. وأكدت مصادر مطلعة أن الاجتماعات التشاورية بحثت شواغل ورؤى كل من الدول الثلاث سعيًا لاحتواء الخلافات القائمة علي طريقة التعاطي وتنفيذ المبادئ التي تم الاتفاق عليها في اتفاق المبادئ الموقع من رؤساء الدول الثلاث حيث فضل وزراء الخارجية عقد الاجتماعات بعيدا عن الإعلام والصحف وعدم عقد جلسات افتتاحية رغم الاستعدادات والتحضيرات السودانية الكبيرة للاجتماعات واقتصار مشاركة كل من وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث وخبير واحد من كل دولة دون باقي الوفود في الاجتماعات دون ظهور إعلامي. وأكدت المصادر أن الأطراف الثلاثة حريصة على الخروج بنتائج ايجابية من هذا الاجتماع الذي تتجه إليه أنظار دول العالم على الصعيدين الإقليمي والدولي فضلا عن أكثر من 210 مليون مواطن في الدول الثلاثة. وأشارت المصادر إلي وجود خلافات متبقية. ونفت المصادر ما يتردد من أنباء عن إحلال الاجتماع السداسي كآلية بدلا من اللجنة الوطنية الثلاثية، من أجل الإسراع بوتيرة المفاوضات، وسرعة حسم الخلافات واتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب بحضور 6 وزراء للخارجية والمياه، موضحة أنه سيتم الدعوة لحضور وزراء الخارجية كلما دعت الضرورة، لأن ملف سد النهضة سياسي فني، وهو ما دعا مصر إلى طلب عقد اجتماع سداسي عاجل يحضره وزراء الخارجية من أجل حل القضايا السياسية العالقة التي أدت إلى تأخر مسيرة المفاوضات الفنية.