افتتح وزير الثقافة حلمي النمنم، ومحافظ أسوان مصطفى يسري فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الثلاثون تحت عنوان «نحو مؤسسة فاعلة ثقافياً»، والذي يحمل اسم الأديبة الراحلة رضوى عاشور ويستمر لمدة 3 أيام. وحضر الافتتاح، الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما يتولى رئاسة المؤتمر الدكتور سيد خطاب والأمانة العامة الأديب عبد الحافظ بخيت بمشاركة 500 شخصية من رواد الثقافة المصرية والعربية في الشعر والأدب والفكر والإبداع والنقد والصحافة، بالإضافة إلى مبدعي وشعراء وأدباء أسوان. يتضمن المؤتمر العديد من الفعاليات الثقافية والفنية منها 8 جلسات بحثية و5 موائد مستديرة وورش عمل و13 ندوة ثقافية تتناول العديد من القضايا الثقافية الهامة، بالإضافة إلى 12 أمسية شعرية و4 قراءات قصصية و4 معارض للكتاب تضم 10 آلاف كتاب ومجلد من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة. ولفت إلى أن المؤتمر يتضمن الكثير من الأنشطة الفنية والأفلام التسجيلية والعروض المسرحية والغنائية التي تجوب بيوت وقصور الثقافة وبعض المدارس بقرى ومدن المحافظة. وفي كلمته، أكد وزير الثقافة أن أدباء مصر هم النبع الحقيقي الذي يغذي شريان الثقافة في جميع أنحاء مصر، كما أنهم الصوت الحر والقوي الذي يعمل دائمًا على مناهضة ومحاربة الفكر المتطرف والأفكار الهدامة في كافة المجالات باعتبار أن الأدب هو الميزان الذي يضبط أخلاقيات المجتمع ويبرز سماته. وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى النظر لحال الثقافة المصرية منذ تأسيسها على يد مؤسسها رفاعة الطهطاوي وخاصة أنها كانت دائماً ثقافة مقاومة تتطلع للتنوير والتحضر والبناء ومواجهة التشدد وحركات الفكر المتطرفة. وتابع: «الثقافة المصرية قدمت في سبيل ذلك العديد من التضحيات التي تمثلت في محاولة اغتيال العديد من رموز الفكر الوسطي المعتدل بداية من الأديب عباس محمود العقاد، مروراً بطه حسين ونجيب محفوظ وفرج فوده وغيرهم من الرموز الذين أثروا بكتاباتهم الحركة الثقافية المصرية». ومن جانبه، طالب محافظ أسوان من وزير الثقافة إقامة مهرجان سينمائي دولي بأسوان العام القادم، وخاصة أن المحافظة تمتلك المقومات الكفيلة باستضافة هذا الحدث الثقافي الذي يتطلع إليه أبناء المحافظة كما أنه يساهم في الترويج وتنشيط الحركة السياحية، وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه المؤتمر العام لأدباء مصر والذي يتم تنظيمه بأسوان للمرة الثانية بعد مرور ٢٥ عامًا. وأكد أن الثقافة من أهم عوامل تنمية المجتمعات وتقدم الشعوب، وهو الذي يعكس أهمية القصور والأندية والمكتبات الثقافية المنتشرة في كل شبر من أرض مصر والتي تؤدي دوراً رائداً في نشر التنوير وثقافة الحوار وترسيخ المفاهيم الإنسانية لمواجهة حروب الجيل الرابع الهدامة والفكر المتطرف والإرهاب الممنهج الذي يستهدف حاضر ومستقبل مصر. في السياق ذاته، قال عبد الحافظ بخيت أمين عام المؤتمر، إن هذا المؤتمر السنوي يعد من أهم الأنشطة الثقافية التي تقوم بها هيئة قصور الثقافة بهدف تهيئة المناخ المناسب لتحقيق التواصل الفعال بين أدباء مصر ورموز الحركة الثقافية التي تضم جميع الأعمار والأجيال، مشيرًا إلى أن مهمة الثقافة الحقيقية هي إيجاد الرؤية الثقافية المعبرة عن الواقع بكل متغيراته منذ تاريخه السالف ومروراً بحاضره الحالي ووصولاً إلى مستقبله المنتظر لأن الثقافة هي المدخل الحقيقي لأي تقدم وتنمية في أي مجتمع.