جحظت عين الشاب (18 عامًا)، وتقطعت أنفاسه، توقفت الكلمات في حنجرته وانتابته رعشة شديدة فالمشهد أكبر من تحمله، فأمه بين أحضان محاميها داخل غرفة نومها. ارتعدت أطرافه وسقطت الدموع على وجنتيه، وأطلق صرخة مدوية أسرع على إثرها العشيق وألقى بنفسه من الطابق الثاني ليرتطم جسده بالأرض، بينما انهار الابن فوق أقرب مقعد شارد العقل يلاحقه شبح الفضيحة التي تسببت فيها أمه لتجعله يعيش ما تبقى من حياته مرتديا ثوب الخزي والعار. نجح الجيران والأهل في إنقاذ الأم من براثن الابن الذي فقد وعيه وأصابه الجنون أثناء محاولته الفتك بها، وهرول مسرعاً تاركاً المنزل وهرباً من كلمات التعاطف التي كادت تخترق جسده كسهام مسمومة. وقف الجميع يعلو وجوههم علامات الدهشة أثناء اصطحاب رجال المباحث لها إلى قسم الشرطة لتعترف بالحقيقة المؤلمة. ذكرت الأم الخائنة في أقوالها بأنها كانت تربطها علاقة محرمة بمحاميها الذي وكلته لرفع دعوى خلع من زوجها وأبو ابنها الوحيد، حيث تعددت اللقاءات المحرمة بينهما وأثناء لقائهما لممارسة الرذيلة بعد أن اطمأنت بأن الابن يغط في نوم عميق، فوجئت به يتوسط الغرفة فما كان للعشيق الذي لم ينطق بكلمه واحدة خشية افتضاح امره ولم تراوده نفسه ولو لبرهة هرول مسرعاً وقفز من شرفة المنزل. وتحرر محضرا بالواقعة وبورود التقرير الطبي المبدئي تبين إصابة العشيق بارتجاج في المخ ونزيف داخلي وكسور بأماكن متفرقة بالجسد وتم إيداعه العناية المركزة.