صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبدالباسط عبدالصمد الذي يتمتع بشعبية هي الأكبر فى أنحاء العالم الإسلامي لعذوبة صوته وأسلوبه الفريد . اسمه عبدالباسط محمد عبدالصمد سليم داود ، ولد فى قرية المراعزة التابعة لمدينة "أرمنت" التابعة لمحافظة قنا ، حفظ القرآن وهو فى سن العاشرة في كتاب بلدته على يد الشيخ الأمير ، وتعلم القراءات على يد الشيخ محمد سليم الذي ساقه القدر إلى أرمنت ليستقر بها معلما للقراءات بالمعهد الديني . ولما بلغ الشيخ عبدالباسط عامه الثاني عشر انهالت عليه الدعوات من كل مدن ومحافظة قنا ، لكن الحدث الذي غير مجرى حياته تمثل في زيارته لمسجد السيدة زينب سنة 1950 م، خلال الاحتفالات بميلاد السيدة ، وكان يشارك في إحياء هذه الاحتفالات مشايخ كبار مثل عبد الفتاح الشعشاعي، مصطفى إسماعيل، عبد العظيم زاهر، أبو العينين شعيشع و آخرون ، و قد قرأ عبد الباسط عبد الصمد آيات من سورة الأحزاب خلال عشر دقائق، و كان ذلك كافيا لإثارة انتباه الجموع الغفيرة التي لم تكف عن الهتاف وطلبت من الفتى أن يتم تلاوته إلى أن استوفى أكثر من ساعة و نصف من القراءة. التحق الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بالإذاعة المصرية سنة 1951 م، و قد كانت أول تلاوة له من سورة فاطر ثم عيين قارئا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952 ثم بعده لمسجد الإمام الحسين سنة 1985م حيث كان خلفا للشيخ محمود علي البنا. كانت أول زيارة للشيخ عبدالباسط إلى السعودية لأداء فريضة الحج ، وسجل للملكة عدة تسجيلات لتذاع عبر الإذاعة وتسجيلات أخرى سجلت بالمسجد النبوي والمكي ، ولم تكن هذه زيارته الأخيرة بل تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات للحج . جال الشيخ عبدالباسط في العديد من دول العالم ملبيا الدعوات للتسجيلات الإذاعية، للحفلات الدينية و للقراءات في المساجد في كل سوريا، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، الهند، باكستان، فلسطين حيث قرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى و المسجد الإبراهيمي ، فرنسا، انجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية و دول أخرى في كل بقاع العالم. تم تكريم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و تتويجه بعدة أوسمة منها وسام الاستحقاق من سوريا، وسام الأرز من لبنان، الوسام الذهبي من ماليزيا و غيرها من الجوائز القادمة من المغرب و السنغال، وآخر الأوسمة التي حصل عليها قبل رحيله كانت فى الاحتفال بليلة القدر عام 1987 . تمكن مرض السكر من الشيخ عبدالباسط وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد فى تناول الطعام والمشروبات ولكن تزامن معه الكسل الكبدي فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر نقل إلى المستشفى ونصحه الأطباء بالسفر للخارج بعد أن تدهورت صحته ، فسافر إلى لندن ومكث بها أسبوعا ثم طلب العودة إلى مصر ليتوفى بها يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988 ، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستوى المحلي والعالمي ، حيث حضر الجنازة كثيرا من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم .