حينما نجد طالبا ينام في الفصل نصفه بالفشل، إلا أن دراسة علمية حديثة أكدت أن السماح بنوم القيلولة في المدارس أو في أماكن العمل، سيزيد من مستوي التحصيل الدراسي لدي الطلاب وسيزيد من إنتاجية العمل لدي الموظفين، لذلك أصبحت الصين تخصص أوقاتا محددة لنوم الطلاب، كما أن هناك شركات عالمية مثل جوجل ونايكي تقوم بذلك. تشير الدراسات إلي أن نوم القيلولة يريح ذهن الإنسان وعضلاته ويعزز الاسترخاء ويحسن المزاج، كما تعيد القيلولة أيضا شحن قدرات الإنسان علي التفكير والتركيز وتزيد إنتاجيته وحماسته للعمل، كما تجعل العامل أكثر يقظة وتقوي قدرته علي التذكر. لكن رغم منافع القيلولة إلا أنها ليست مناسبة للجميع، فالأشخاص الذين يعانون الأرق ينصحون بالنوم أثناء النهار، لأن القيلولة لوقت طويل أو في ساعة متأخرة قد تعيق قدرتهم علي النوم ليلا. فالوقت الكافي للقيلولة والقيلولة المثلي لا بدّ أن تكون لمدة عشرين دقيقة، وهي مدة كافية لإعادة شحن الدماغ بالطاقة أو تكون تسعين دقيقة، وهي مدة كافية لينعم الفرد بأعمق مراحل النوم ما يعزز القدرة الإبداعية عنده. والمشكلة هي عندما تتراوح مدة القيلولة بين هاتين المدتين فحينها يستيقظ النائم منزعجا ومتعبا. ويعلق علي الدراسة استشاري أمراض الباطنة والأطفال الدكتور السيد العباسي، قائلا: الطفل يحتاج إلي نوم القيلولة حتي يستعيد نشاطه مجددا، ويجعله قادرا علي استكمال اليوم ويواصل المذاكرة، خاصة في ظل كثرة المواد والأعباء المدرسية الملقاة علي عاتق الأطفال. وليس الحال فقط بالنسبة للأطفال، بل إن الموظف أيضا يحتاج إلي النوم لفترة قصيرة كي يستعيد نشاطه مجددا، لكن في مصر هنا يصعب تطبيق فكرة القيلولة في المدارس المصرية لأن فكرة القيلولة ترتبط بالنوم لساعات طويلة وليس لمدة قصيرة، فالمصريون يستغلون القيلولة في النوم لساعات طويلة وليس لفترة قصيرة، وبالتالي سيتعلمون الكسل وسيعود عليهم بالسلب وليس بالفائدة، لذلك نوم القيلولة في المدارس المصرية من الصعب تطبيقه.