مع احتفالات مصر بنصر أكتوبر المجيد هذه الأيام، وفي ظل السلام تغير لون الحياة على أرض جنوبسيناء وبدأ الاتجاه الفعلي لتنمية المحافظة. في ذكرى انتصارات أكتوبر ومن خلال تخطيط سليم بجهد وعطاء وحب كثيرين ممن عملوا على أرضها الحبيبة، ساهموا بصورة فعالة في زيادة التقدم الحضري بها وتحويل علاقة السكان بها وبمواردها الطبيعية وإمكاناتها الهائلة من سلبية لقوة دفع قوية على أرضها التي لم تكن بها أية مشروعات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية فقد تمثلت الحياة فيما سبق على أرض طابا في بعض التجمعات البدوية داخل منازل بدائية. وتولى المسؤولية نخبة من قادة العمل الوطني الذين تحملوا عبء تنمية المحافظة خلال السنوات السابقة وسلم كل منهم راية العمل مرفوعة ومستمرة لمن لحقه استكمالا لمسيرة العطاء، وكان آخرهم اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء وهو من مواليد عام 1954 تخرج في أكاديمية ناصر العسكرية. وحصل فودة علي ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وشارك في عدة بعثات خارجية وزيارات علمية في عديد من دول العالم، وعمل ملحقاً عسكرياً في السفارة المصرية بالكونغو الديمقراطية، وتدرج في العديد من المناصب حتى شغل منصب قائد قوات الدفاع الشعبي وعمل محافظاً للأقصر والآن محافظاً جنوبسيناء. والتقت "بوابة أخبار اليوم" باللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء، الذي أكد في حديثه أن طعم الحياة تغير كثيرًا عما كانت عليه جنوبسيناء من قبل، مشيرا إلى أن هناك مشروعات عملاقة أقيمت في كافة ربوع المحافظة منذ تحرير سيناء وحتى الآن فعلي سبيل المثال طابا كانت قرية وتم ضمها إلى مدن المحافظة الثمانية لتصبح المدينة التاسعة لمدن المحافظة، وأن طابا كان بها فندق واحد فقط أثناء عودتها لحضن الوطن مصر الآن نتحدث عن أكثر من 15 قرية وفندقا سياحيا باستثمارات تخطت 2,5 مليار جنيه. وأضاف خالد فودة أن طابا أصبحت مدينة سياحية من الطراز الأول لما تحظى به من جمال الطبيعة ولوجود قلعة صلاح الدين الأيوبي ولمناخها المعتدل طوال العام، لافتا إلى وجود مشروعات قومية لتنمية المحافظة في جميع القطاعات منها بدء العمل في ترفيق المنطقة الصناعية وإقامة العديد من المصانع المتنوعة القائمة على الخامات البيئية بالمحافظة والتي ستوفر ألاف فرص العمل لأبناء المحافظة واستصلاح 3000 فدان بطور سيناء وإنشاء 150 قفصًا سمكيًا على مياه الآبار وتعميم نموذج القرى المنتجة التي نفذها جهاز تعمير سيناء بوادى تال على جميع وديان المحافظة. وتابع: "بالإضافة لمشروعات مارينا اليخوت بشرم الشيخ، وميناء شرم الشيخ، وميناء الصيد بطور سيناء المدرج له 45 مليون جنيهن وامتداد شرم الشيخ الجديد، وإنشاء محطات للطاقة الجديدة والمتجددة، ومحطات تحلية مياه الشرب، وإنشاء ستاد دولي بشرم الشيخ، والتوسع في التعليم الفني، وتعلية وإضافة مدارس جديدة، وتنمية الموارد البشرية، ورفع مكافأة جذب العمالة ل400% لجذب العمالة من المحافظات الأخرى بالإضافة لمطالب ومشروعات أخرى كبيرة سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة. وأكمل: "ليس لدينا أزمة في الأمن وعلى مسئوليتي أقول إن المحافظة آمنة تمامًا والحياة تسير بشكل طبيعي بمجهودات جبارة تقوم بها وزارة الداخلية والقوات المسلحة بالتعاون والتنسيق مع قبائل البدو الوطنية، التي تحمى الحدود من كل جانب كما بدأنا في تفعيل حملات أمنية يومية تستهدف توقيف كل من لا يحمل "كارت أمني"، يبين سبب وجوده بالأماكن السياحية كما كان متبعًا من قبل، للحفاظ على أمن الشوارع، علاوة على الحملات الأمنية المكثفة لمكافحة ظاهرة التحرش بالسائحات، ونجحت أجهزة الأمن في ضبط 340 فردًا مخالفًا خلال الحملات. وحول الاهتمام بالعملية التعليمية، قال إنه لكي تنهض بأي مجتمع يجب أولا الاهتمام بالمنظومة التعليمية، مؤكدا تطوير جميع المدارس الموجودة بالمحافظة وجار العمل في أكثر من 10 مدارس لخدمة المواطنين خاصة الفئات المهمشة التي عانت كثيرا خلال السنوات الماضية وركزت على التعليم الفني لتوفير الأيدي العاملة المدربة واللازمة للصناعات الموجودة بمدن المحافظة مثل مدرسة البترول في أبورديس ومدرسة للتمريض في الطور، ووفرت أماكن لائقة لإقامة وإعاشة المعلم الذي كان يهرب من التدريس في المحافظة نظرًا لعدم وجود أماكن لائقة لإقامته. فرص واعدة للشباب وأشار إلى وجود مستقبل واعد للشباب خلال السنوات القادمة من خلال توفير فرص عمل لهم في كافة المجالات وتوفير وحدات سكنية كافية لهم بعد أن كانت خطط الإسكان متوقفة لأكثر من 9 سنوات، وبذلك القضاء على قوائم الانتظار وتحقيق الاستقرار الأسري له. وأعلن المحافظ إنشاء 21 مركز شباب تم الانتهاء من 50% منها، وتخصيص مساحة ضخمة لإنشاء مدينة رياضية عالمية متكاملة تضم مجموعة من الفنادق والطب الرياضي لخدمة الفرق العالمية التي تبحث عن أماكن للتدريب، لافتا إلى التخطيط لإقامة مسابقة عالمية للهجن. وعن السياحة بالمحافظة، قال إن الموسم السياحي المقبل يشهد انتعاشة كبيرة بالنسبة للسوق الأوروبية، معربا عن سعادته البالغة بعودة الرحلات الإيطالية إلى مصر عامة وشرم الشيخ خاصة، حيث تعد إيطاليا ثاني أكبر دولة مصدرة للسياحة إلى شرم الشيخ بعد روسيا. وأكد فودة أن الحملات التي أطلقتها المحافظة قضت على "الخرتية" والسماسرة الذين يضايقون السائحين، وأصبح السائح يسير بأمان في أشهر شوارع شرم الشيخ وسط خليج نعمة. عودة سياحة المؤتمرات وأوضح المحافظ أن الجميع يشعر بسعادة غامرة بعودة سياحة المؤتمرات إلى مدينة السلام، حيث استضافت شرم الشيخ مؤخرًا العديد من المؤتمرات والقمة الاقتصادية والقمة العربية تلاها أكثر من 5 مؤتمرات كبرى متنوعة مابين طبية وغذائية وبيئية، مشيرا إلى أن مثل هذه المؤتمرات تبشر بعودة شرم الشيخ كما كانت. تطوير العشوائيات وعن العشوائيات بالمحافظة، أكد المحافظ منح المتضررين من إزالة بيوتهم في بعض مناطق المحافظة أراض بديلة على أن يتم إعطاءهم مهلة 6 أشهر لبنائها وذلك للذين تم حصرهم حتى عام 2009، مشير إلى إزالة تعديات المعتدين على أراضي الدولة والمتواجدين في المناطق شديدة الخطورة مثل أسفل خطوط الضغط العالي، وفي سفح الجبال، وفي المناطق التي تحتوي على صخور منحدرة وأيضا بالنسبة للذين يخالفون خطوط التنظيم وتم رصد مبلغ 45 مليون جنيه ل"ترفيق" المنطقة الجديدة بالرويسات. وعن ذكرياته في حرب اكتوبر قال المحافظ : في حرب أكتوبر كنت طالبا في الكلية الجوية، وكنا في مطار ألماظة ولكن يوم الخميس قبل الحرب أوقفوا التدريبات وكان الأمر أن نظل في المطار. وأكمل: "سألنا عن الطيارين المغادرين وكان الرد: "عندهم تدريب في حلوان وسيعودون بعد يوم"، وسمعنا خبر الحرب يوم 6 أكتوبر مثل الجماهير، وسمعنا إنذار الخطر لننزل في الخنادق المخصصة للحماية من القصف، ثم بعد الحرب كان هناك تدريبات ولم أوفق في أن أكمل في الطيران، فخيروني بالانتقال إلى كلية أخرى فاخترت الكلية الحربية ثم سلاح المدرعات".