تشهد محافظة جنوبسيناء دوران عجلة التنمية على أرضها بعد حرب التحرير، ومع احتفالات التحرير هذه الأيام وفي ظل السلام تغير لون الحياة على أرض جنوبسيناء وبدأ الاتجاه الفعلي لتنمية المحافظة. وبذل الجانب المصري الجهود من خلال تخطيط سليم بجهد وعطاء وحب كثيرين ممن عملوا على أرضها الحبيبة للمساهمة بصورة فعالة في زيادة التقدم الحضري بها وتحويل علاقة السكان بها وبمواردها الطبيعية وإمكانياتها الهائلة من سلبية لقوة دفع قوية على أرضها التي لم تكن بها أية مشروعات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. وتمثلت الحياة فيما سبق على أرض جنوبسيناء في بعض التجمعات السكانية بالمدن داخل منازل بدائية أو في الوديان حول مصادر المياه، بالإضافة لبعض التجمعات العمالية في مناطق اكتشاف البترول كمدن رأس سدر وأبورديس وأيضا مناطق استغلال الخامات بأبوزنيمة. وأصبحت مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع نماذج مدن سياحية حافظ الجانب المصري على مستواها السياحي والانتفاع به وزيادة عدد المنشآت السياحية بها، والآن يشهد الزائر لمحافظة جنوبسيناء نهضة تنموية في مختلف المجالات تتجلى في مشروعات الاجتماعية البنية الأساسية والإسكان ومشروعات الزراعة والأمن الغذائي والمستشفيات والمدارس والمشروعات الاجتماعية والثقافية ومشروعات الصناعة والبترول بالإضافة إلى التقدم الهائل في مجال السياحة علي امتداد خليج السويس والعقبة. وتولى المسؤولية نخبة من قادة العمل الوطني الذي تحملوا عبء تنمية المحافظة خلال السنوات السابقة وسلم كل منهم راية العمل مرفوعة ومستمرة لمن لحقه استكمالا لمسيرة العطاء. في البداية أكد اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء أن حجم الاستثمارات في سيناء تصل إلى 90مليار جنيه تقريبا، وارتفع إجمالي الغرف السياحية في سيناء إلى 60 ألف غرفة وخلال العامين القادمين سوف يصل العدد إلى 72 ألف غرفة. وقال فوده إن كل مدينة لها طبيعتها المميزة إلا أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الطلب المستمر مثل مدينة شرم الشيخ، ولكن استقبال المدن السياحية في المحافظة للسائحين لم تقتصر فقط على شرم الشيخ وإنما يوجد مدينة دهب والتي أضعها في مقدمة أولوياتي خلال الفترة المقبلة، فهي مدينة واعدة ولها مستقبل سياحي لا يقل بأي حال عن شرم الشيخ ففيها "وادي قني" الذي يعد مستقبل السياحة القادم، وكذلك توجد منطقة "البلو هول" ثاني أفضل مكان للغطس في العالم كما توجد رياضات مثل "وند سيرف"، مشيرا إلى أنه يريد الوصول بمدينة دهب لتصبح منتجعا كبيرا يعادل مدينة شرم الشيخ. وحول سياحة المؤتمرات، أكد "أشعر بسعادة غامرة بعودة سياحة المؤتمرات إلى مدينة السلام حيث استضافت شرم الشيخ مؤخرا العديد من المؤتمرات والقمة الاقتصادية والقمة العربية تلاها أكثر من 5 مؤتمرات كبري أيضا متنوعة مابين طبية وغذائية وبيئية"، لافتا إلى أن مثل هذه المؤتمرات ستبشر بعودة شرم الشيخ كما كانت مدينة للمؤتمرات. وأضاف أن التعمير يبدأ بالبشر ومن هنا فنحن نسير في خطوات لتحقيق هذا الهدف بإنشاء 12 ألف وحدة سكنية بكافة مدن المحافظة، مشيرا إلى التخطيط لإنشاء مدينة شرم الشيخ جديدة على مساحة 92 ألف فدان جنوبشرم الشيخ الحالية باتجاه طور سيناء والمدينة الجديدة التي يجري التخطيط لها ستكون على أحدث الطرز المعمارية وتستوعب مليون مواطن. ويؤكد أن البدو هم الأساس في التنمية والدفاع عن سيناء، مؤكدا سعيه لحل أي مشاكل لهم وتوطينهم، موضحا أنه يجرى إنشاء قرية بدوية في طابا على مساحة 200 ألف متر لاستيعاب بدو المنطقة من وادي المراخ، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 500 منزل بدوي بكافة القري والتجمعات البدوية. وفي مجال الزراعة، قال إن هناك 72 ألف فدان صالحة للزراعة بمدن طور سيناء ورأس سدر وأبو زنيمة، وقام جهاز تعمير سيناء بغزو الصحراء والوديان والتجمعات البدوية علي ارض سيناء حيث تم إنشاء 4 مزارع في وديان "مكتب، وابو غراقد، وتال، والبدع" كلا منها على مساحة 50 فدانا تضم مجتمع زراعي متكامل يشمل مزارع سمكية كثيفة، وزراعة خضراوات مكشوفة من نخيل وصوب زراعية وأشجار فاكهة وتربية أغنام وماعز، ويجرى تعميم هذه التجارب بعد ثبوت نجاحها علي كافة وديان المحافظة لتصبح منتجة. ولفت المحافظ إلى إحلال زراعات ذات ربحية عالية كبديل للزراعات المحرمة حيث تم زراعة 120 فدانا بالجوز واللوز والفستق، ونجاح زراعة بنجر السكر والنباتات الطبية بسانت كاترين. وفي مجال التنمية المستدامة على أرض المحافظة وتوفير فرص عمل للشباب يجري حاليا تطوير موانئ طور سيناء البحري وميناء الصيد بتكلفة 350 مليون جنيه وميناء شرم الشيخ البحري بتكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه، والانتهاء من تطوير ميناء نويبع البحري بتكلفة تصل تقريبا إلى 250 مليون جنيه تقريبا. وقال فوده أن هناك مستقبل مشرق وواعد للشباب من خلال توفير فرص العمل لهم وحياة كريم لهم حيث سيبدأ العمل قريبا في ترفيق المنطقة الصناعية بابو زنيمة تمهيدا لإنشاء أكثر من 124 مصنعا بعد موافقة الرئيس السيسي على إنشائها كلها قائمة على كنوز المحافظة من خامات تعدينية. وفي مجال التعليم، تابع: "لكي تنهض بأي مجتمع يجب أولا أن تهتم بالمنظومة التعليمية، حيث قمنا بتطوير جميع المدارس الموجودة بالمحافظة وجار العمل في أكثر من 10 مدارس لخدمة المواطنين، خاصة الفئات المهمشة التي عانت كثيرا خلال السنوات الماضية". وأكد التركيز على التعليم الفني لتوفير الأيادي العاملة المدربة واللازمة للصناعات الموجودة بمدن المحافظة مثل مدرسة البترول في أبورديس، ومدرسة للتمريض في الطور، ووفرت أماكن لائقة لإقامة وإعاشة المعلم الذي كان يهرب من التدريس في المحافظة نظرا لعدم وجود أماكن لائقة لإقامته. وأردف: "عندما توليت مسؤولية المحافظة لم أجد فيها كليات أو جامعات والطالب يسافر لمسافة 600 كم وأسرته أصبحت عاجزة عن توفير نفقات السفر والإقامة فقمت بمخاطبة رؤساء الجامعات واستطعنا أن نفتح فروعا لجامعات الأزهر وقناة السويس مثل كليات التربية، والدراسات العليا، واللغة العربية، وأصول الدين، والآداب، والتجارة".