تعلمون أن الثورات عندما تقوم لا تلبث حتى تنهي ما قامت من اجله، ولكن وكما عودتنا أم الدنيا مصر إن كل شئ فيها جائز، ولكل يوم نسيم حرية يختلف عما قبله ينتظر الشعب فيه الاحتفال بشمه. فقد يهدأ اليوم وقد يكمل غداً وقد يرى مستقبلاً مشرقاً في الوقت الحاضر، وقد يرى الأمل في الثورة، ولكن حتماً لن يهدأ على ظلم فقد كفا به الكيل ومال به المكيال، وقد وقف للكيال محاسباً له. حقيقي لا اعلم كيف تحقق الثورة نجاحها في مصرنا، ولكن أتمنى أن يكون هدف الثورة هو تمكين الجيل الصغير الناشئ ووقتها فقط قد اعتبر أن الثورة تمر بمراحل النجاح، فالثورة الحقيقية ستكمن في نفوس هؤلاء، فهمها طال الطاغي في بغيه وظلمه ومهما طال عمر كبار المسؤولين آلاف السنوات، فالموت سيكون بانتظارهم وعندها يجب أن يمتلك هذا الجيل ذمام الأمور. الفوضى في كل مكان، وهناك من يؤمن لفصيل سياسي معين وأيضا هناك فصائل سياسية أخرى لا تمتلك إرادة ثورية، ولذلك فإن كل فصيل سياسي ما هو إلا "فصيل تنين" بلغة الشباب أي انه كالغصة في الحلق. دعوة إلى التفكير، دعوة إلى الهجرة الغير شرعية إلى الوطن وإلى الموطن، فإلى ميدان التحرير وإلى كل الميادين نسقط بواقي النظام القديم، بداخل نفوس كل مواطن مصر عايش اللحظة وناسي الماضي الأليم. والحل الآن في أيدينا، أن نستغل احتقان الشارع وحالة الاستنفار الثورية لمصلحتنا، وان نصنع المجد بأيدينا، ودعونا نستفيد من أخطائنا السابقة وكأنها تجربة على الثورة، وان نجعل من الثورة واقعاً لا يموت، ونزرع الفكرة في جيل لا يهاب الموت.