جامعة الأقصر تناقش سبل تنفيذ ورش عمل متخصصة بمجال التعليم الإلكتروني.. صور    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    زيلينسكي: بعض وثائق التسوية السلمية جاهزة وقضايا حساسة تتطلب مزيدًا من العمل    (أ ش أ): البرهان وأردوغان يبحثان في أنقرة سبل دعم وتعزيز علاقات التعاون المشترك    جوتيريش يدعو لضمان انتخابات سلمية وشاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى    استطلاع رأي: أكثر من ثلث مؤيدي حزب العمال البريطاني يرغبون في رحيل ستارمر    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين ويعتقل أحدهما    ضياء رشوان: نتنياهو يحاول اختزال المرحلة الثانية من اتفاق غزة في نزع سلاح حماس وتغيير مهام قوة السلام    بوشكوف: لن يرضى دافعو الضرائب والمتقاعدون الأوروبيون تمويل الحرب في أوكرانيا من جيوبهم    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    أمم إفريقيا - طالبي: آمل أن يستغل الركراكي قدراتي.. وعلينا أن نتعامل مع الضغط بإيجابية    أمم إفريقيا - لاعب مالي: نريد الفوز باللقب وإعادته إلى باماكو    صعقا بالكهرباء، وفاة المغني البرازيلي كيفين كوستا عن عمر 25 عاما    حاضنين النعش.. جنازة مينا ضحية الهجرة غير الشرعية باليونان في المنيا    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    السيطرة على حريق داخل شونة إطارات بالغربية    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    عقب واقعة ريهام عبد الغفور.. أشرف زكي: هناك ضوابط يُجرى إعدادها خلال ال48 ساعة المقبلة    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    مفاجأة بشأن طلاق الإعلامي عمرو أديب لزوجته لميس الحديدي    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    ياسمينا العبد: تفاجأت بتمثيل زياد ظاظا في ميد تيرم.. فنان بمعنى الكلمة    كجوك: طرح 3 استراتيجيات متوسطة المدى للدين والسياسات الضريبية والمالية العامة نهاية الشهر الجاري    مستشار شيخ الأزهر للوافدين: نُخرّج أطباء يحملون ضمير الأزهر قبل شهادة الطب    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة جامبو بصحراوي البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    البابا ليو الرابع عشر يتضامن مع غزة في يوم عيد الميلاد    مناسبة لأجواء الكريسماس، طريقة عمل كيك البرتقال بالخلاط بدون بيض    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    التشكيل المثالي للجولة الأولى في كأس الأمم الإفريقية.. صلاح ومرموش في الصدارة    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    صراع النقاط الثلاث يشعل مواجهة بيراميدز والإسماعيلي في كأس عاصمة مصر    الزمالك يواجه سموحة الليلة في اختبار جديد بكأس عاصمة مصر.. صراع الصدارة وحسابات التأهل    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أراد إحياء السياحة..فكانت حياته ثمن الرحلة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 01 - 2015

أنهى المهندس محمد إدريس امتحانات تمهيدي الدكتوراه في هندسة الاتصالات، فأحب أن يأخذ قسطا من الراحة وأن يدخل الفرحة على أسرته، فوعدهم بنزهة بعدما أخذ أجازة وخصصها لذلك، ولكن كانت حياته ثمنا لهذه الرحلة.
"القرية الكونية" التابعة لوزارة التربية والتعليم، والتي وقع اختيار المهندس محمد إدريس عليها ليذهب إليها بصحبة أسرتها، كان لديها ما يكفي من الإهمال لإنهاء حياة رب أسرة بعدما وجد حياة ابنه في خطر وأنه سيغرق في البحيرية الموجودة بالقرية، وعندما حاول إنقاذه غرق هو، وكان رد مدير القرية "دوروا عليه هنا والا هنا تلتقيه خرج من المية ونايم على الشط".
"هنجيب حق إدريس محمد" صفحة أنشأها سكان حدائق الأهرام المتضامنين مع واقعة غرق م. محمد إدريس في القرية الكونية، وتشرف عليها أسرته وأصدقاؤه، وفي الصفحة روت الزوجة الحادث بأكمله، وشرحت كم الإهمال المتواجد بالقرية الكونية والذي أودى بحياة زوجها.
وقالت الزوجة المكلومة عفاف عماد "أراد زوجي الحبيب ان يأخذنا لنتفسح بعد أن انهى يوم الخميس امتحانات تمهيدى الدكتوراة فى هندسة الإتصالات. قال لنا" انا أخدت الأجازة تعالوا افسحكم بأه، فقرأ على جروب ساكنى حدائق الأهرام بقيام رحلة إلى القرية الكونية تنظمها إحدى شركات السياحة. فأخذنى انا ووالدته وأبناءه نور الدين (3سنوات)وسما(سنة وشهرين). وذهبنا مع جروب يتعدى 150 فرد. حيث قالت لنا شركة السياحة أن القرية لا تقبل سوى أفواج كبيرة فقط. وعندما وصلنا القرية فوجئنا بكمية الزحام الشديدة.. باصات كبيرة تحمل المئات من طلبة الجامعات والأسر والأطفال. ووجدنا زحام شديد على كل المنشئات والألعاب. وقد رشح لنا بعض الأصدقاء ركوب المركب الذى يسير فى مجرى مائي كالنيل وعلى ضفتيه نماذج لآثار مصر المتنوعة . ولكننا لم نتمكن من ركوب المركب بسبب الزحام والتدافع الشديد.وبعد انتظار طويل تمكنا من ركوب الطفطف الذى يؤدى أيضا إلى منطقة المعابد. ونادى زوجى على والدته ان تركب معنا فقالت " انا هقعد هنا أقرأ قرآن تحت الشجرة دى. روح افرح وألعب انت واولادك" وفعلا ركبنا الطفطف ووصلنا لمنطقة المعابد وهى عبارة عن نماذج مصغرة لمعابد الأقصر وأسوان ونهر النيل . وقال لى زوجى " صورينى صور كتير مع الأولاد" وفعلا التقطنا الكثير من الصور التى يبدو فيها زوجى رحمه الله مبتسما دائما.
وتابعت "بعد ذلك حاولنا ركوب الطفطف مرة أخرى ولكننا فشلنا فى ذلك بسبب الزحام الشديد أيضا فقررنا التمشى قليلا بمحاذاة مجرى المياة وهنا أنحنى ابنى ليلتقط إحدى الحجارة من على الأرض وألتفت إلى قائلا "أرمى دى يا مامى؟" وعندها زلت قدمة وسقط مباشرة فى الماء. فصرخت انا ونزل زوجى إلى المياه لإلتقاط إبنه. ولكنى فوجئت بزوجى وابنى يغطسان تحت الماء. فألتقيت بنفسى فى الماء فى محاولة لأنتشال اسرتى من الغرق. ولكنى فوجئت بأن الماء عميق جدا جدا وليس عمق متدرج ولكنه مفاجئ .والأرض تحته طينية زلقة ومتعكره. فسبحت بأقصى ما أستطيع ناحية زوجى ولكنى وجدت إبنى يغيب تحت الماء. فأمسكت به بأقصى ما استطيع . ووجدتنى ابتلع كمية كبيرة من الماء وأغيب انا الأخرى تحت الماء. والتفت خلفى فوجدت زوجى يحاول بأقصى ما يستطيع الوصول إلينا. ولكننى وجدتنى أغرق فنطقنا الشهادتين وشعرت بالسعاده اننى سأموت مع أكثر من أحبهم فى هذا العالم. و رفعت عينى فوجدت ابنتى تجرى على الشاطئ وقلت فى نفسى من سيأخذها? وكيف سيستدلوا على أسرتها وكيف سيصلوا إلى والدة زوجى التى تقرأ القرآن تحت الشجرة بعيدا هناك?وهنا قفز رجل شهم(من زوار الحديقة وليس رجل انقاذ) وحاول انتشالنا ولكنه قارب على الغرق هو الآخر. حتى نجح أحد الشباب فى انتشال الرجل وابنى. وألقت لى سيدة بالجاكيت الذى كانت ترتديه فأمسكت بكمه وسحبت هى الكم الآخر حتى تمكنت انا من الخروج من الماء وأنا أصرخ فين بنتى? فلمحت سيدة فاضلة تمسك بها. ثم ألتفت إلى زوجى فى الماء فلم أجده......".
واستكملت "أخذت أصرخ يا محمد... يا محمد.... فلم أجد من مجيب. وحاولت النزول إلى الماء مرة أخرى ولكن الناس منعونى وأخذت أبحث عن طوق نجاة أو حتى حبل فلم أجد وأخذت أصرخ كالمجنونة" حد ينزل يجيبلى جوزى.. جوزى فى المية يا ناس..... يا محمد..... يا محمد..." ولا مجيب أخذت أبحث عن رجل انقاذ أو حتى عامل.. فلم أجد. وهنا سمعت أذان العصر. وأخذت أجرى لأبحث عن أحد وحتى سمعت إقامة الصلاة أى حوالى 10 دقائق لم يأت أحد لإنقاذ زوجى. وهنا جاء رجل أسمر نحيل يبدو أنه أحد العمال ونزل فى الماء وبحث لدقيقة لا أكثر ثم خرج قائلا لم أجد شئ. فقلنا له انزل مرة أخرى فقال "المية ساقعة.!!!" يا مصيبتى السودة المية ساقعة عليك ومش ساقعة على جوزى اللى بيموت تحت المية... وبعدها جاء رجل باشا قيل لى أنه مدير القرية فقال بكل برود" دوروا عليه هنا والا هنا تلتقيه خرج من المية ونايم على الشط!!"".
وأضافت الزوجة "ثم بعد حوالى نصف ساعة 4 آخرين ولكنهم أخذوا يبحثوا فى مكان مختلف وقالوا لى ربما جرفه التيار... تيار إيه دى بركة... وقلت لهم لا لقد سقط هنا بالضبط. ولكنهم فضلوا مصممين على نظرية التيار.. وسألت أحدهم عن عمق المياه فقال 7 متر...واتصلنا بالنجدة فلم تجيب. وجاءت الإسعاف بعد حوالى ساعة لتجد ابنى فى حالة صدمة وقئ شديد واصفرار. وقال لى رجل الإسعاف هو كويس .. هاتى دراعك هديكى حقنه مهدئة!! أخذت أصيح فيه هاتلى جوزى انا مش عايزة مهدئ. واختفى طبعا الرجل الباشا و فقد الغطاسون الأمل فاتصلت بأخى لأعلمه أن زوجى وحب حياتى مفقود فى الماء. وأنا لا أعرف ماذا سأقول لوالدته التى تنتظره تحت الشجرة تقرأ القرآن. ثم جاء الإنقاذ النهرى بعد صلاة المغرب لينتشلوا جثة زوجى قرب صلاة العشاء من نفس المكان الذى سقط فيه بالضبط.. المكان الذى أشرت إليه ولم يهتموا بالبحث فيه... ازاى مفيش سور يحيط بمياه عمقها 7 امتار. ازاى مفيش ولا عامل انتقاذ مدرب. ازاى مفيش حتى طوق نجاة واحد. ازاى بيقولوا ان القرية لم تكتمل وهى تستقبل كل هذه الأعداد الهائلة.."
وختمت قائلة "عندما ذهبنا لعمل محضر فى القسم قالوا لقد غرق فى هذا المكان اثنين من قبل. أحدهما عامل والأخرى فتاه فى ال17 من عمرها والآن أخذوا زوجى أب لطفل وطفلة عمرها عام واحد، انا هختصم يوم القيامة مدير القرية والمهندس اللى صممها اللى ركز على الظهر الجمالى لشواطئ مصر كما يقول الموقع الإلكترونى للقرية ونسى حياة شباب مصر.
رام عليكم قتلتوا زوجى ويتمتوا أولادى وكسرتوا قلب أمه اللى كانت هترمى نفسها وراه فى المية، حسبي الله ونعم الوكيل...".
أما أخو الزوجة أ ياسر عماد، فقد أعرب لأخبار الحوادث عن استياءه من عدم وجود وسائل أمان في مكان من المفترض أنه سياحي ويذهب اليه الكثير من الاطفال في رحلات مدرسية.
وأضاف أن الذين انقذوا اخته وابنها هما جيرانهم وزوار للقرية، في حين ان الرية لا يوجد بها ابسط وسائل الحماية والامان، أو حتى خطة طوارئ، مع العلم ان فرقة الانقاذ عندما انتشلته بعدها ب 3 ساعات كان في نفس المكان الذي وقع فيه ولم تجرفه المياه بعيدا.
وأكد أخو الزوجة أنهم سيرفعون قضية على القرية وعلة وزارة التربية والتعليم ، قائلا حسبي الله ونعم الوكيل في من تسبب في موت شابا عمره 33 عاما، وتيتم اولاده الصغار.
يذكر أن القرية الكونية، عبارة عن قرية علمية ثقافية، تابعة لوزارة التربية والتعليم، وتشرف عليها القوات المسلحة، مشيدة على 190 فدان، وتضم مجسمات للمعالم السياحية في مصر من الإسكندرية وحتى أسوان.
أنهى المهندس محمد إدريس امتحانات تمهيدي الدكتوراه في هندسة الاتصالات، فأحب أن يأخذ قسطا من الراحة وأن يدخل الفرحة على أسرته، فوعدهم بنزهة بعدما أخذ أجازة وخصصها لذلك، ولكن كانت حياته ثمنا لهذه الرحلة.
"القرية الكونية" التابعة لوزارة التربية والتعليم، والتي وقع اختيار المهندس محمد إدريس عليها ليذهب إليها بصحبة أسرتها، كان لديها ما يكفي من الإهمال لإنهاء حياة رب أسرة بعدما وجد حياة ابنه في خطر وأنه سيغرق في البحيرية الموجودة بالقرية، وعندما حاول إنقاذه غرق هو، وكان رد مدير القرية "دوروا عليه هنا والا هنا تلتقيه خرج من المية ونايم على الشط".
"هنجيب حق إدريس محمد" صفحة أنشأها سكان حدائق الأهرام المتضامنين مع واقعة غرق م. محمد إدريس في القرية الكونية، وتشرف عليها أسرته وأصدقاؤه، وفي الصفحة روت الزوجة الحادث بأكمله، وشرحت كم الإهمال المتواجد بالقرية الكونية والذي أودى بحياة زوجها.
وقالت الزوجة المكلومة عفاف عماد "أراد زوجي الحبيب ان يأخذنا لنتفسح بعد أن انهى يوم الخميس امتحانات تمهيدى الدكتوراة فى هندسة الإتصالات. قال لنا" انا أخدت الأجازة تعالوا افسحكم بأه، فقرأ على جروب ساكنى حدائق الأهرام بقيام رحلة إلى القرية الكونية تنظمها إحدى شركات السياحة. فأخذنى انا ووالدته وأبناءه نور الدين (3سنوات)وسما(سنة وشهرين). وذهبنا مع جروب يتعدى 150 فرد. حيث قالت لنا شركة السياحة أن القرية لا تقبل سوى أفواج كبيرة فقط. وعندما وصلنا القرية فوجئنا بكمية الزحام الشديدة.. باصات كبيرة تحمل المئات من طلبة الجامعات والأسر والأطفال. ووجدنا زحام شديد على كل المنشئات والألعاب. وقد رشح لنا بعض الأصدقاء ركوب المركب الذى يسير فى مجرى مائي كالنيل وعلى ضفتيه نماذج لآثار مصر المتنوعة . ولكننا لم نتمكن من ركوب المركب بسبب الزحام والتدافع الشديد.وبعد انتظار طويل تمكنا من ركوب الطفطف الذى يؤدى أيضا إلى منطقة المعابد. ونادى زوجى على والدته ان تركب معنا فقالت " انا هقعد هنا أقرأ قرآن تحت الشجرة دى. روح افرح وألعب انت واولادك" وفعلا ركبنا الطفطف ووصلنا لمنطقة المعابد وهى عبارة عن نماذج مصغرة لمعابد الأقصر وأسوان ونهر النيل . وقال لى زوجى " صورينى صور كتير مع الأولاد" وفعلا التقطنا الكثير من الصور التى يبدو فيها زوجى رحمه الله مبتسما دائما.
وتابعت "بعد ذلك حاولنا ركوب الطفطف مرة أخرى ولكننا فشلنا فى ذلك بسبب الزحام الشديد أيضا فقررنا التمشى قليلا بمحاذاة مجرى المياة وهنا أنحنى ابنى ليلتقط إحدى الحجارة من على الأرض وألتفت إلى قائلا "أرمى دى يا مامى؟" وعندها زلت قدمة وسقط مباشرة فى الماء. فصرخت انا ونزل زوجى إلى المياه لإلتقاط إبنه. ولكنى فوجئت بزوجى وابنى يغطسان تحت الماء. فألتقيت بنفسى فى الماء فى محاولة لأنتشال اسرتى من الغرق. ولكنى فوجئت بأن الماء عميق جدا جدا وليس عمق متدرج ولكنه مفاجئ .والأرض تحته طينية زلقة ومتعكره. فسبحت بأقصى ما أستطيع ناحية زوجى ولكنى وجدت إبنى يغيب تحت الماء. فأمسكت به بأقصى ما استطيع . ووجدتنى ابتلع كمية كبيرة من الماء وأغيب انا الأخرى تحت الماء. والتفت خلفى فوجدت زوجى يحاول بأقصى ما يستطيع الوصول إلينا. ولكننى وجدتنى أغرق فنطقنا الشهادتين وشعرت بالسعاده اننى سأموت مع أكثر من أحبهم فى هذا العالم. و رفعت عينى فوجدت ابنتى تجرى على الشاطئ وقلت فى نفسى من سيأخذها? وكيف سيستدلوا على أسرتها وكيف سيصلوا إلى والدة زوجى التى تقرأ القرآن تحت الشجرة بعيدا هناك?وهنا قفز رجل شهم(من زوار الحديقة وليس رجل انقاذ) وحاول انتشالنا ولكنه قارب على الغرق هو الآخر. حتى نجح أحد الشباب فى انتشال الرجل وابنى. وألقت لى سيدة بالجاكيت الذى كانت ترتديه فأمسكت بكمه وسحبت هى الكم الآخر حتى تمكنت انا من الخروج من الماء وأنا أصرخ فين بنتى? فلمحت سيدة فاضلة تمسك بها. ثم ألتفت إلى زوجى فى الماء فلم أجده......".
واستكملت "أخذت أصرخ يا محمد... يا محمد.... فلم أجد من مجيب. وحاولت النزول إلى الماء مرة أخرى ولكن الناس منعونى وأخذت أبحث عن طوق نجاة أو حتى حبل فلم أجد وأخذت أصرخ كالمجنونة" حد ينزل يجيبلى جوزى.. جوزى فى المية يا ناس..... يا محمد..... يا محمد..." ولا مجيب أخذت أبحث عن رجل انقاذ أو حتى عامل.. فلم أجد. وهنا سمعت أذان العصر. وأخذت أجرى لأبحث عن أحد وحتى سمعت إقامة الصلاة أى حوالى 10 دقائق لم يأت أحد لإنقاذ زوجى. وهنا جاء رجل أسمر نحيل يبدو أنه أحد العمال ونزل فى الماء وبحث لدقيقة لا أكثر ثم خرج قائلا لم أجد شئ. فقلنا له انزل مرة أخرى فقال "المية ساقعة.!!!" يا مصيبتى السودة المية ساقعة عليك ومش ساقعة على جوزى اللى بيموت تحت المية... وبعدها جاء رجل باشا قيل لى أنه مدير القرية فقال بكل برود" دوروا عليه هنا والا هنا تلتقيه خرج من المية ونايم على الشط!!"".
وأضافت الزوجة "ثم بعد حوالى نصف ساعة 4 آخرين ولكنهم أخذوا يبحثوا فى مكان مختلف وقالوا لى ربما جرفه التيار... تيار إيه دى بركة... وقلت لهم لا لقد سقط هنا بالضبط. ولكنهم فضلوا مصممين على نظرية التيار.. وسألت أحدهم عن عمق المياه فقال 7 متر...واتصلنا بالنجدة فلم تجيب. وجاءت الإسعاف بعد حوالى ساعة لتجد ابنى فى حالة صدمة وقئ شديد واصفرار. وقال لى رجل الإسعاف هو كويس .. هاتى دراعك هديكى حقنه مهدئة!! أخذت أصيح فيه هاتلى جوزى انا مش عايزة مهدئ. واختفى طبعا الرجل الباشا و فقد الغطاسون الأمل فاتصلت بأخى لأعلمه أن زوجى وحب حياتى مفقود فى الماء. وأنا لا أعرف ماذا سأقول لوالدته التى تنتظره تحت الشجرة تقرأ القرآن. ثم جاء الإنقاذ النهرى بعد صلاة المغرب لينتشلوا جثة زوجى قرب صلاة العشاء من نفس المكان الذى سقط فيه بالضبط.. المكان الذى أشرت إليه ولم يهتموا بالبحث فيه... ازاى مفيش سور يحيط بمياه عمقها 7 امتار. ازاى مفيش ولا عامل انتقاذ مدرب. ازاى مفيش حتى طوق نجاة واحد. ازاى بيقولوا ان القرية لم تكتمل وهى تستقبل كل هذه الأعداد الهائلة.."
وختمت قائلة "عندما ذهبنا لعمل محضر فى القسم قالوا لقد غرق فى هذا المكان اثنين من قبل. أحدهما عامل والأخرى فتاه فى ال17 من عمرها والآن أخذوا زوجى أب لطفل وطفلة عمرها عام واحد، انا هختصم يوم القيامة مدير القرية والمهندس اللى صممها اللى ركز على الظهر الجمالى لشواطئ مصر كما يقول الموقع الإلكترونى للقرية ونسى حياة شباب مصر.
رام عليكم قتلتوا زوجى ويتمتوا أولادى وكسرتوا قلب أمه اللى كانت هترمى نفسها وراه فى المية، حسبي الله ونعم الوكيل...".
أما أخو الزوجة أ ياسر عماد، فقد أعرب لأخبار الحوادث عن استياءه من عدم وجود وسائل أمان في مكان من المفترض أنه سياحي ويذهب اليه الكثير من الاطفال في رحلات مدرسية.
وأضاف أن الذين انقذوا اخته وابنها هما جيرانهم وزوار للقرية، في حين ان الرية لا يوجد بها ابسط وسائل الحماية والامان، أو حتى خطة طوارئ، مع العلم ان فرقة الانقاذ عندما انتشلته بعدها ب 3 ساعات كان في نفس المكان الذي وقع فيه ولم تجرفه المياه بعيدا.
وأكد أخو الزوجة أنهم سيرفعون قضية على القرية وعلة وزارة التربية والتعليم ، قائلا حسبي الله ونعم الوكيل في من تسبب في موت شابا عمره 33 عاما، وتيتم اولاده الصغار.
يذكر أن القرية الكونية، عبارة عن قرية علمية ثقافية، تابعة لوزارة التربية والتعليم، وتشرف عليها القوات المسلحة، مشيدة على 190 فدان، وتضم مجسمات للمعالم السياحية في مصر من الإسكندرية وحتى أسوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.