مدبولي: حماية حقوق مصر المائية أولوية قصوى ونتطلع لتحسن إيرادات قناة السويس    رئيس الوزراء: نعتزم تطبيق التحول من الدعم العيني إلى النقدي تجريبيا بإحدى المحافظات    افتتاح أحدث مصانع الأوتوبيسات بمدينة الصالحية بحضور الفريق كامل الوزير    أمين عام الأمم المتحدة: إسرائيل ترفض محادثات السلام الجادة    شوط سلبي بين يوفنتوس ضد دورتموند في دوري أبطال أوروبا    أحمد موسى: قدرة مصر على استضافة اللاجئين لا تتحمل المزيد.. وأوروبا مفتوحة أمامهم    بعد زيزو وإمام عاشور.. الإصابات تواصل حصار الأهلي قبل مواجهة سيراميكا    ميدو: الأهلي أخطأ بضم زيزو.. ويحتاج إلى مدرب ديكتاتور    مرسى مطروح: إصابة 14 شخصا في انقلاب ميني باص بمدخل المدينة    قصر ثقافة الأنفوشي يستضيف ماستر كلاس حول فلسفة العلاقات البصرية في المسرح    بدء عرض مسلسل وتر حساس 2 على ON الأحد المقبل    فني صحي طنطا يتصدر قائمة تنسيق الثانوية الصناعية 3 سنوات بحد أدنى 99.5%.. النتيجة كاملة    وزير الخارجية يلتقى سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    بتكلفة 65 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يفتتح 4 مشروعات جديدة غدًا    مدبولي: زيادة البنزين المقررة في أكتوبر قد تكون الأخيرة.. ودعم السولار مستمر    غرفة عمليات وإشراف قضائي.. كل ما تريد معرفته عن اجتماع الجمعية العمومية    موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين والأشهر المتبقية بعد بيان المالية    فى الأقصر .. الإعدام ل4 متهمين لاتهامهم بمقاومة السلطات وحيازة مخدرات    وفد نقابة المهندسين يتابع أعمال المرحلة الثانية من النادي بأسيوط الجديدة    بالصور.. محافظ سوهاج يسلم 25 عقد عمل لذوي الإعاقة ويطلق مشروعين لدعمهم    الجرائم الأسرية دخيلة على المجتمع المصرى    ماريا كاري تخطف الأنظار بإطلالتها ومجوهراتها الفاخرة في حفل أم أي 2025    ريهام عبد الحكيم: المنافسة صحية وأنغام أقرب الناس لقلبي    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    كم يحتاج جسمك من البروتين يوميًا؟    الرئيس الصومالي: علاقتنا مع إثيوبيا لا تؤثر على شراكتنا مع مصر    اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: أي اعتداء على أسطول الصمود جريمة كبرى    بعد صعودها لأعلى مستوى في 14 عامًا.. كيف تستثمر في الفضة؟    فسحة تحولت لكارثة.. إصابة سيدتين في حادث دراجة مائية بشاطئ رأس البر    عمرو عبدالله يقدم ماستر كلاس عن فلسفة السينوغرافيا في مهرجان الإسكندرية المسرحي (صور)    شن حملات تفتيشية على المستشفيات للوقوف على التخلص الآمن من المخلفات في مرسى مطروح    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    لأول مرة.. رئيس الوزراء يكشف عن رؤية الدولة لتطوير وسط البلد    الصحة: توفير لقاح الإنفلونزا الموسمية مجانًا للفرق الطبية    الشيخ خالد الجندى: أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية    مراسل "القاهرة الإخبارية" من النصيرات: غزة تباد.. ونزوح جماعى وسط وضع كارثى    شاهد تخريج الدفعة 7 من المدرسة القرآنية فى سوهاج    "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي القنطرة غرب بالإسماعيلية    افتتاح المؤتمر السابع للشراكة من أجل المبادرات الدولية للقاحات (PIVI) فى القاهرة    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    أمل غريب تكتب: المخابرات العامة المصرية حصن الأمن القومي والعربى    8 صور ترصد استقبال زوجه وأبناء حسام حسن له بعد مباراة بوركينا فاسو    برشلونة يعلن مواجهة خيتافي على ملعب يوهان كرويف    هتوفرلك في ساندويتشات المدرسة، طريقة عمل الجبن المثلثات    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    وزيرة الخارجية البريطانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة متهور    مهرجان الجونة السينمائي يمنح منة شلبي جائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    الأرصاد: انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. وبدء الخريف رسميا الإثنين المقبل    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    الغلق لمدة أسبوع كامل.. بدء تطوير نفق السمك بشبين الكوم -صور    "أحدهم سيرحل".. شوبير يكشف تفاصيل جلسة مصارحة لاعبي الأهلي بسبب العقود    بلدية غزة: اقتراب موسم الأمطار يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية بالمدينة    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير مصر لدى بكين: زيارة السيسي للصين تحمل رسائل عديدة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 12 - 2014

قال السفير المصري لدى بكين الدكتور مجدي عامر إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين التي تربطها بمصر علاقات صداقة راسخة تحمل أكثر من مغزى، إذ أنها تأتي إدراكا من مصر لأهمية دور الصين الحيوي والقوي إقليمياً ودولياً باعتبارها قوة داعمة للسلام، وتحمل رسائل عدة من بينها الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة سياسيا واقتصاديا وأن أبواب مصر مفتوحة لكل من يرغب في مشاركتها العمل والاستثمار وخاصة الصين.
وأكد عامر - في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة زيارة السيسي للصين التى تستمر من اليوم (الاثنين) حتى يوم الخميس - أنه رغم أن الصين باتت الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها لا تزال تعتبر نفسها دولة نامية وتولى أهمية كبرى لعلاقاتها مع الدول النامية ومساعدتها في تحقيق التنمية والتقدم، مضيفا أن الصين تشجع الدول الصديقة على أن تكون شركاء لها في هذا النجاح من أجل مصلحة الجميع والكسب المشترك، ومصر من جانبها تحقق تقدماً ملموسا على طريق الاستقرار واستعادة الأمن والسير بخطي واسعة من أجل تحقيق التنمية والعمل علي تعافي الاقتصاد.
وذكر السفير المصري أن أهم الثمار المتوقعة لزيارة السيسي هي رفع مستوى الشراكة بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة والتي سيتم في إطارها إبرام الكثير من الاتفاقيات والعقود بين الجانبين، لافتاً إلى أن الصين لا تقوم برفع الشراكة إلى هذا المستوى إلا بينها وبين الدول ذات الأهمية المحورية والتي تربطها معها صداقة عميقة.
وحول أوجه التعاون مع الجانب الصيني التي سيتم بحثها خلال الزيارة، قال السفير المصري إنها تشمل قطاعات عديدة من بينها البنية التحتية والسكك الحديدية والطاقة والغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والصناعة والزراعة الحديثة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والتجارة، موضحا أن مصر تسعي لتعزيز التبادل التجاري وزيادة أعداد السائحين الصينيين الوافدين إليها، وتهتم بالتعاون مع الصين في القطاع العسكري، وكذا في مجال التعليم والتدريب ومشروعات نقل التكنولوجيا.
أما عن الاتفاقات المتوقع إبرامها، فأشار عامر إلى أن هناك اتفاقا حول إنشاء خط للسكك الحديدية بين مدينة السلام والعاشر من رمضان وبلبيس والذي سيساعد في ربط العاصمة الحكومية الجديدة بالمدن المجاورة لها ويخدم نحو 5 ملايين مواطن، واتفاقا لتنفيذ خط القطار السريع بين مدينتي القاهرة والإسكندرية، علاوة على اتفاقات لإنشاء محطات توليد كهرباء باستخدام الفحم والطاقة الشمسية وثمة العديد من المشروعات التنموية العملاقة التي وجهت الدعوة إلى الجانب الصيني للمشاركة فيها، مثل مشروع تنمية منطقة قناة السويس الذي يخدم التجارة العالمية، ودعوتها للمشاركة في الصناعات التجميعية والتعدينية خاصة في منطقة المثلث الذهبي.
وفيما يتعلق بتعزيز التنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية والعالمية، شدد السفير المصري على أن مصر ترحب دائما بجهود الصين على الساحة الدولية من أجل حل مشكلات منطقة الشرق الأوسط، والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، لأن عدم الاستقرار وتزايد التهديدات الإرهابية وتنامي قوي التطرف لن يقتصر تأثيره على منطقة الشرق الأوسط وحدها، بل سيمتد إلى مخلف دول العالم ليهددها ويهدد مصالحها في المنطقة.
وألمح السفير المصري إلى أنه في ظل توجه مصر الجديد بالانفتاح علي مختلف دول العالم شرقاً وغرباً ومع الصين علي نحو خاص، جاءت الإرادة السياسية لتوثيق التعاون مع الصين حيث قام مجلس الوزراء بإنشاء "وحدة الصين" من أجل وضع خطوات تنفيذية ملموسة لذلك في شتي المجالات ، فضلاً علي دعم الاستثمارات الصينية في مصر وتشجيعها علي المشاركة في المشروعات الكبري والمشروعات الجديدة، لافتا إلى عقد لقاءات ومشاورات مستمرة بين الجانبين المصري والصيني لحل وتذليل أية عقبات أو مشكلات تواجه الاستثمارات الصينية في مصر وتشجيع المزيد علي بدء مشروعاتهم هناك.
وأضاف أنه يتم أيضاً تشجيع المشروعات المشتركة والقائمة علي التكامل ومشروعات القيمة المضافة والمشروعات كثيفة العمالة من أجل حل مشكلة البطالة ومشروعات البنية التحتية ونقل التكنولوجيا، فالتكامل والكسب المشترك ودعم التنمية يزيد من وشائج التعاون بين البلدين.
وحول استضافة مصر في مارس المقبل للمؤتمرالاقتصادي العالمي، قال السفير إن المؤتمر يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد المصري وطرح العديد من المشروعات التي أعدت بدقة وتقدم فرصاً استثمارية هائلة في جميع المجالات، كما أن العديد من البنوك على استعداد لتمويل المشروعات الاستثمارية فى شتي القطاعات طالما توافرت فيها الجدوى الاقتصادية، كما سيتم إعداد دليل للاستثمار فى كل قطاع يكون بمثابة مرجع مهم لدوائر الاستثمار لتسهيل الإجراءات علي المستثمرين.
وأوضح أن مصر بحاجة للاستثمارات الأجنبية في المجالات التي أثبتت فيها الصين تفوقاً واضحاً مثل البنية التحتية والقطارات السريعة والطاقة الجديدة والمتجددة والزراعة واستصلاح الأراضي، وغيرها..مشيرا إلى أن مشاركة عملاق اقتصادي مثل الصين في هذا المؤتمر تعتبر بلا شك فرصة هائلة للبلدين خاصة مع بدء تعافي الاقتصاد المصري وهو ما برز بوضوح مع قيام مؤسستي "موديز" و"ستاندرد أند بورز" برفع التصنيف الائتماني لمصر.
ومتحدثا عن أن مصر تعتبر بوابة إفريقيا، قال عامر إن موقع مصر الإستراتيجي في قلب العالم العربي وفي الوسط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا يعد ميزة استثنائية لا تتوافر للكثير من الدول ويمكن أن توفر للمستثمرين الصينيين في مصر الكثير من الوقت وتكاليف النقل، وخاصة مع توافر مختلف طرق النقل الجوي والبحري والبري بين مصر والأسواق في هذه المناطق.
وأضاف السفير أن مصر تربطها علاقات جيدة جداً مع مختلف دول القارة، كما ترتبط معها باتفاقيات اقتصادية مثل اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا)، فهناك اتفاق للإعفاءات الجمركية بين الدول الأعضاء على أساس مبدأ المعاملة بالمثل وللسلع التي يصاحبها شهادة منشأ، وهذا يتيح للسلع المصرية الدخول إلي سوق واسعة يبلغ تعداد سكانها حوالى 400 مليون نسمة، كما يعطي نفس الأفضلية للسلع الصينية المنتجة في مصر. كما وقعت مصر اتفاقا إطاريا مع الاتحاد الاقتصادى والنقدى لدول غرب إفريقيا (الإيموا) وهو ما يمكن السلع الصينية المنتجة في مصر من النفاذ إلى سوق حجم سكانه نحو 70 مليون نسمة.
وعلى الصعيدين العربي والأوروبي، ألمح عامر إلى السوق العربية المشتركة ووجود اتفاقيات تجارة حرة ثنائية بين مصر والعديد من الدول العربية مثل تونس ولبنان والمغرب والأردن، وكذا اتفاقية المشاركة الأوروبية بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي تنص على التحرير التدريجي للسلع المصرية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي من الجمارك وفقا لمراحل محددة.
وحول مبادرة "الحزام والطريق" التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، قال السفير إنها هامة للغاية وسوف تفيد مختلف الدول الواقعة على طول الحزام في تنمية اقتصاداتها خاصة وأن الصين تقوم حاليا بعدد من مشروعات الربط البري بين المدن الأمر الذي سيساعد على تسهيل الانتقالات والتبادلات التجارية بين الدول الواقعة على طول الطريق والحزام براً وبحراً.
وأضاف أن من أهم أهداف إنشاء الصندوق، الذي أعلنت عنه الصين بتمويل قدره 40 مليار دولار، مساعدة الدول الواقعة على طول الطريق والحزام في إقامة مشروعات البني التحتية أو تجديد البني التحتية القائمة ومصر تحتاج إلى التعاون في هذا المجال خاصة وهي تبدأ مرحلة جديدة بعد الثورة وتسعى إلى الإسراع في التعافي الاقتصادي.
وأكد السفير المصري أن موقع مصر الإستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة على هذا الطريق، ووجود قناة السويس بها وقناة السويس الجديدة سيجعلها ذات أهمية قصوي في التجارة البينية للدول الواقعة على طول الطريق، كما يشجع الشركات الصينية على المساهمة في مشروعات تطوير الموانيء المصرية لأن هذا يعود بالفائدة على الطرفين.
وفي ضوء ما تذخر به مصر من مواقع سياحية وتاريخية عظيمة وتحطيم السياحة الصينية في الخارج لرقم قياسي هذا العام، قال السفير إن مصر والصين تتمتعان بمعالم سياحية فريدة تحكي تاريخهما الذي يمتد إلى آلاف السنين .. لافتا إلى أن مصر تنظر للسياحة ليس فقط باعتبارها موردا هاما من موارد الدخل القومي، وإنما باعتبارها أيضا أداة هامة للتبادل الثقافي والتبادلات الشعبية وتعميق التفاهم بين الشعوب، ومن هنا تأتي أهمية توثيق علاقات الصداقة وفتح الآفاق لتحقيق المكاسب المشتركة والفوز المشترك، ونعتبره وسيلة هامة لمواجهة التحديات والتهديدات والقضاء على الأفكار المتطرفة والهدامة.
وأعرب السفير عن إعجاب مصر بالمعجزة الاقتصادية التي حققتها الصين والتي ساعدت على رفع مستوى معيشة المواطن وزيادة أعداد السائحين الصينيين إلى مختلف دول العالم حتى تجاوزت أعدادهم مائة مليون سائح، قائلا "نحن في مصر نستهدف زيادة عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر إلى 200 ألف سائح بحلول عام 2015 أو 2016".
وتابع قائلاً "لقد لمسنا في مصر ثقة الصينيين في قدرة الشعب المصري والحكومة المصرية على حفظ الأمن والاستقرار حيث استمر تدفق السياح الصينيين على المناطق السياحية في مصر طوال العام الماضي، مشيراً إلى أن مصر شهدت العديد من الاحتفاليات والفعاليات السياحية الصينية.
وأوضح مجدي عامر أن مصر تقدم حوافز سياحية تتمثل في التنوع الكبير في مختلف أنواع السياحة، فهناك السياحة الثقافية والترفيهية والعلاجية وغيرها، كما توجد برامج ورحلات متنوعة تناسب مختلف المستويات والفئات، وثمة توجه الآن نحو زيادة عدد رحلات الطيران بين المدن الرئيسية في مصر والصين لخدمة السائحين والمسافرين بين البلدين، هذا بالإضافة إلى إصدار التأشيرات السياحية في وقت قصير وبدون إجراءات معقدة تيسيرا على المسافرين.
واختتم السفير حديثه، قائلاً إن هناك الآن إقبالا من المصريين على التعرف على حضارة الصين التي تذخر بالكثير من المعالم السياحية المميزة، مؤكداً أن السياحة من أهم الأنشطة التي تقرب بين الشعوب وتقوي علاقات الصداقة والتفاهم.
قال السفير المصري لدى بكين الدكتور مجدي عامر إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين التي تربطها بمصر علاقات صداقة راسخة تحمل أكثر من مغزى، إذ أنها تأتي إدراكا من مصر لأهمية دور الصين الحيوي والقوي إقليمياً ودولياً باعتبارها قوة داعمة للسلام، وتحمل رسائل عدة من بينها الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة سياسيا واقتصاديا وأن أبواب مصر مفتوحة لكل من يرغب في مشاركتها العمل والاستثمار وخاصة الصين.
وأكد عامر - في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة زيارة السيسي للصين التى تستمر من اليوم (الاثنين) حتى يوم الخميس - أنه رغم أن الصين باتت الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها لا تزال تعتبر نفسها دولة نامية وتولى أهمية كبرى لعلاقاتها مع الدول النامية ومساعدتها في تحقيق التنمية والتقدم، مضيفا أن الصين تشجع الدول الصديقة على أن تكون شركاء لها في هذا النجاح من أجل مصلحة الجميع والكسب المشترك، ومصر من جانبها تحقق تقدماً ملموسا على طريق الاستقرار واستعادة الأمن والسير بخطي واسعة من أجل تحقيق التنمية والعمل علي تعافي الاقتصاد.
وذكر السفير المصري أن أهم الثمار المتوقعة لزيارة السيسي هي رفع مستوى الشراكة بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة والتي سيتم في إطارها إبرام الكثير من الاتفاقيات والعقود بين الجانبين، لافتاً إلى أن الصين لا تقوم برفع الشراكة إلى هذا المستوى إلا بينها وبين الدول ذات الأهمية المحورية والتي تربطها معها صداقة عميقة.
وحول أوجه التعاون مع الجانب الصيني التي سيتم بحثها خلال الزيارة، قال السفير المصري إنها تشمل قطاعات عديدة من بينها البنية التحتية والسكك الحديدية والطاقة والغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والصناعة والزراعة الحديثة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والتجارة، موضحا أن مصر تسعي لتعزيز التبادل التجاري وزيادة أعداد السائحين الصينيين الوافدين إليها، وتهتم بالتعاون مع الصين في القطاع العسكري، وكذا في مجال التعليم والتدريب ومشروعات نقل التكنولوجيا.
أما عن الاتفاقات المتوقع إبرامها، فأشار عامر إلى أن هناك اتفاقا حول إنشاء خط للسكك الحديدية بين مدينة السلام والعاشر من رمضان وبلبيس والذي سيساعد في ربط العاصمة الحكومية الجديدة بالمدن المجاورة لها ويخدم نحو 5 ملايين مواطن، واتفاقا لتنفيذ خط القطار السريع بين مدينتي القاهرة والإسكندرية، علاوة على اتفاقات لإنشاء محطات توليد كهرباء باستخدام الفحم والطاقة الشمسية وثمة العديد من المشروعات التنموية العملاقة التي وجهت الدعوة إلى الجانب الصيني للمشاركة فيها، مثل مشروع تنمية منطقة قناة السويس الذي يخدم التجارة العالمية، ودعوتها للمشاركة في الصناعات التجميعية والتعدينية خاصة في منطقة المثلث الذهبي.
وفيما يتعلق بتعزيز التنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية والعالمية، شدد السفير المصري على أن مصر ترحب دائما بجهود الصين على الساحة الدولية من أجل حل مشكلات منطقة الشرق الأوسط، والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، لأن عدم الاستقرار وتزايد التهديدات الإرهابية وتنامي قوي التطرف لن يقتصر تأثيره على منطقة الشرق الأوسط وحدها، بل سيمتد إلى مخلف دول العالم ليهددها ويهدد مصالحها في المنطقة.
وألمح السفير المصري إلى أنه في ظل توجه مصر الجديد بالانفتاح علي مختلف دول العالم شرقاً وغرباً ومع الصين علي نحو خاص، جاءت الإرادة السياسية لتوثيق التعاون مع الصين حيث قام مجلس الوزراء بإنشاء "وحدة الصين" من أجل وضع خطوات تنفيذية ملموسة لذلك في شتي المجالات ، فضلاً علي دعم الاستثمارات الصينية في مصر وتشجيعها علي المشاركة في المشروعات الكبري والمشروعات الجديدة، لافتا إلى عقد لقاءات ومشاورات مستمرة بين الجانبين المصري والصيني لحل وتذليل أية عقبات أو مشكلات تواجه الاستثمارات الصينية في مصر وتشجيع المزيد علي بدء مشروعاتهم هناك.
وأضاف أنه يتم أيضاً تشجيع المشروعات المشتركة والقائمة علي التكامل ومشروعات القيمة المضافة والمشروعات كثيفة العمالة من أجل حل مشكلة البطالة ومشروعات البنية التحتية ونقل التكنولوجيا، فالتكامل والكسب المشترك ودعم التنمية يزيد من وشائج التعاون بين البلدين.
وحول استضافة مصر في مارس المقبل للمؤتمرالاقتصادي العالمي، قال السفير إن المؤتمر يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد المصري وطرح العديد من المشروعات التي أعدت بدقة وتقدم فرصاً استثمارية هائلة في جميع المجالات، كما أن العديد من البنوك على استعداد لتمويل المشروعات الاستثمارية فى شتي القطاعات طالما توافرت فيها الجدوى الاقتصادية، كما سيتم إعداد دليل للاستثمار فى كل قطاع يكون بمثابة مرجع مهم لدوائر الاستثمار لتسهيل الإجراءات علي المستثمرين.
وأوضح أن مصر بحاجة للاستثمارات الأجنبية في المجالات التي أثبتت فيها الصين تفوقاً واضحاً مثل البنية التحتية والقطارات السريعة والطاقة الجديدة والمتجددة والزراعة واستصلاح الأراضي، وغيرها..مشيرا إلى أن مشاركة عملاق اقتصادي مثل الصين في هذا المؤتمر تعتبر بلا شك فرصة هائلة للبلدين خاصة مع بدء تعافي الاقتصاد المصري وهو ما برز بوضوح مع قيام مؤسستي "موديز" و"ستاندرد أند بورز" برفع التصنيف الائتماني لمصر.
ومتحدثا عن أن مصر تعتبر بوابة إفريقيا، قال عامر إن موقع مصر الإستراتيجي في قلب العالم العربي وفي الوسط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا يعد ميزة استثنائية لا تتوافر للكثير من الدول ويمكن أن توفر للمستثمرين الصينيين في مصر الكثير من الوقت وتكاليف النقل، وخاصة مع توافر مختلف طرق النقل الجوي والبحري والبري بين مصر والأسواق في هذه المناطق.
وأضاف السفير أن مصر تربطها علاقات جيدة جداً مع مختلف دول القارة، كما ترتبط معها باتفاقيات اقتصادية مثل اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا)، فهناك اتفاق للإعفاءات الجمركية بين الدول الأعضاء على أساس مبدأ المعاملة بالمثل وللسلع التي يصاحبها شهادة منشأ، وهذا يتيح للسلع المصرية الدخول إلي سوق واسعة يبلغ تعداد سكانها حوالى 400 مليون نسمة، كما يعطي نفس الأفضلية للسلع الصينية المنتجة في مصر. كما وقعت مصر اتفاقا إطاريا مع الاتحاد الاقتصادى والنقدى لدول غرب إفريقيا (الإيموا) وهو ما يمكن السلع الصينية المنتجة في مصر من النفاذ إلى سوق حجم سكانه نحو 70 مليون نسمة.
وعلى الصعيدين العربي والأوروبي، ألمح عامر إلى السوق العربية المشتركة ووجود اتفاقيات تجارة حرة ثنائية بين مصر والعديد من الدول العربية مثل تونس ولبنان والمغرب والأردن، وكذا اتفاقية المشاركة الأوروبية بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي تنص على التحرير التدريجي للسلع المصرية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي من الجمارك وفقا لمراحل محددة.
وحول مبادرة "الحزام والطريق" التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، قال السفير إنها هامة للغاية وسوف تفيد مختلف الدول الواقعة على طول الحزام في تنمية اقتصاداتها خاصة وأن الصين تقوم حاليا بعدد من مشروعات الربط البري بين المدن الأمر الذي سيساعد على تسهيل الانتقالات والتبادلات التجارية بين الدول الواقعة على طول الطريق والحزام براً وبحراً.
وأضاف أن من أهم أهداف إنشاء الصندوق، الذي أعلنت عنه الصين بتمويل قدره 40 مليار دولار، مساعدة الدول الواقعة على طول الطريق والحزام في إقامة مشروعات البني التحتية أو تجديد البني التحتية القائمة ومصر تحتاج إلى التعاون في هذا المجال خاصة وهي تبدأ مرحلة جديدة بعد الثورة وتسعى إلى الإسراع في التعافي الاقتصادي.
وأكد السفير المصري أن موقع مصر الإستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة على هذا الطريق، ووجود قناة السويس بها وقناة السويس الجديدة سيجعلها ذات أهمية قصوي في التجارة البينية للدول الواقعة على طول الطريق، كما يشجع الشركات الصينية على المساهمة في مشروعات تطوير الموانيء المصرية لأن هذا يعود بالفائدة على الطرفين.
وفي ضوء ما تذخر به مصر من مواقع سياحية وتاريخية عظيمة وتحطيم السياحة الصينية في الخارج لرقم قياسي هذا العام، قال السفير إن مصر والصين تتمتعان بمعالم سياحية فريدة تحكي تاريخهما الذي يمتد إلى آلاف السنين .. لافتا إلى أن مصر تنظر للسياحة ليس فقط باعتبارها موردا هاما من موارد الدخل القومي، وإنما باعتبارها أيضا أداة هامة للتبادل الثقافي والتبادلات الشعبية وتعميق التفاهم بين الشعوب، ومن هنا تأتي أهمية توثيق علاقات الصداقة وفتح الآفاق لتحقيق المكاسب المشتركة والفوز المشترك، ونعتبره وسيلة هامة لمواجهة التحديات والتهديدات والقضاء على الأفكار المتطرفة والهدامة.
وأعرب السفير عن إعجاب مصر بالمعجزة الاقتصادية التي حققتها الصين والتي ساعدت على رفع مستوى معيشة المواطن وزيادة أعداد السائحين الصينيين إلى مختلف دول العالم حتى تجاوزت أعدادهم مائة مليون سائح، قائلا "نحن في مصر نستهدف زيادة عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر إلى 200 ألف سائح بحلول عام 2015 أو 2016".
وتابع قائلاً "لقد لمسنا في مصر ثقة الصينيين في قدرة الشعب المصري والحكومة المصرية على حفظ الأمن والاستقرار حيث استمر تدفق السياح الصينيين على المناطق السياحية في مصر طوال العام الماضي، مشيراً إلى أن مصر شهدت العديد من الاحتفاليات والفعاليات السياحية الصينية.
وأوضح مجدي عامر أن مصر تقدم حوافز سياحية تتمثل في التنوع الكبير في مختلف أنواع السياحة، فهناك السياحة الثقافية والترفيهية والعلاجية وغيرها، كما توجد برامج ورحلات متنوعة تناسب مختلف المستويات والفئات، وثمة توجه الآن نحو زيادة عدد رحلات الطيران بين المدن الرئيسية في مصر والصين لخدمة السائحين والمسافرين بين البلدين، هذا بالإضافة إلى إصدار التأشيرات السياحية في وقت قصير وبدون إجراءات معقدة تيسيرا على المسافرين.
واختتم السفير حديثه، قائلاً إن هناك الآن إقبالا من المصريين على التعرف على حضارة الصين التي تذخر بالكثير من المعالم السياحية المميزة، مؤكداً أن السياحة من أهم الأنشطة التي تقرب بين الشعوب وتقوي علاقات الصداقة والتفاهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.