سألوني كثيراً: لماذا أتبني تلك القضية؟ قالوا: أليس هناك من هم أولي بالرعاية, وأجدر بالاهتمام؟, أجبتهم: لأنني أؤمن أنهن بشر, وأن من حقهن علينا أن ننظر إليهن نظرة أكثر عدالة. أتحدث عن السجينات وأطفالهن الذين يعيشون في زنازين خلف القضبان. تلك القضية التي احتلتني منذ اللحظة الأولي التي التقت فيها عيناي بعيونهم الحزينة. طفل في الزنزانة.. أبرياء في سجن النساء.. سجينات الفقر.. جريمة يرتكبها المجتمع. عناوين تصدرت حملتي الصحفية الطويلة علي مدي سنوات. سطور مشحونة, مشاعر متداخلة, بعضها إنساني مجرد, يرفض وجود أطفال أبرياء في مكان يخاصم البراءة. وبعضها أمومي بحت تحركه مشاعري كأم تتخيل أن يكون طفلها مكان هؤلاء الأطفال الذين لم يقترفوا ذنباً.. تعدت القضية حدود كوني أديبة تمتهن الصحافة, تعشق اقتحام العوالم المجهولة, تهوي الإبحار في أعماق البشر, ويثير شغفها الكتابة عن أبطال حقيقيين من دم ولحم. تحولت إلي قضية أتبناها وأدافع عنها بكل ما أوتيت من وقت وجهد وفكر. بدأت الحكاية بطلب قدمته إلي رئيس تحرير الأخبار في ذلك الوقت الأستاذ سعيد سنبل. قلت له أريد خطاباً رسمياً من الجريدة موجهاً لوزارة الداخلية للسماح لي بدخول السجن, أنا وزميلي المصور محمد يوسف العناني. قابل رئيس التحرير طلبي بدهشة: لماذا سجن النساء؟ أتذكر جيداً ردي علي السؤال في ذلك اليوم. أريد أن أنفذ داخل تلك الجدران الرهيبة, لدي شعور غامض يدفعني إلي اكتشاف هذا العالم المجهول, وعندي إحساس أن منجما من القصص الإنسانية يختبئ وراء تلك الأسوار. وبدأت أعيش قصصهن وأكتبها علي صفحات جريدتي الحبيبة »الأخبار». أكتشف مع كل حكاية قضية ومأساة إنسانية تستحق أن ندافع جميعا عنها. أسست مع قرائي الذين حركتهم السطور المكتوبة بحبر الحقيقة وصدقها جمعية رعاية أطفال السجينات التي أصبحت منذ اليوم الأول صوت السجينات الفقيرات اللاتي ساهمت أمراض المجتمع العديدة من جهل وافتقاد للعدالة الاجتماعية في دفعهن إلي هذا المصير. والآن نستعد لإطلاق مشروع كبير بالتعاون مع مصلحة السجون لدمجهن مرة أخري في المجتمع وإزالة الوصمة الاجتماعية التي تصنع حاجزاً كبيراً بينهن وبين استعادة حياتهن بعد الخروج من السجن. إنه الحلم الكبير الذي عملت من أجل تحقيقه علي مدي ربع قرن من الزمان. ووفقني الله بمساندة ودعم من قيادات مصلحة السجون ووزارة الداخلية ليخرج أخيراً إلي النور. رحلة طويلة مليئة بالألم والأمل أتذكر كل لحظة فيها الآن بكل رضا وسعادة. شكراً لكل من ساند فكرتي وخطواتي في هذه القضية الإنسانية النبيلة. الحمد لله. سألوني كثيراً: لماذا أتبني تلك القضية؟ قالوا: أليس هناك من هم أولي بالرعاية, وأجدر بالاهتمام؟, أجبتهم: لأنني أؤمن أنهن بشر, وأن من حقهن علينا أن ننظر إليهن نظرة أكثر عدالة. أتحدث عن السجينات وأطفالهن الذين يعيشون في زنازين خلف القضبان. تلك القضية التي احتلتني منذ اللحظة الأولي التي التقت فيها عيناي بعيونهم الحزينة. طفل في الزنزانة.. أبرياء في سجن النساء.. سجينات الفقر.. جريمة يرتكبها المجتمع. عناوين تصدرت حملتي الصحفية الطويلة علي مدي سنوات. سطور مشحونة, مشاعر متداخلة, بعضها إنساني مجرد, يرفض وجود أطفال أبرياء في مكان يخاصم البراءة. وبعضها أمومي بحت تحركه مشاعري كأم تتخيل أن يكون طفلها مكان هؤلاء الأطفال الذين لم يقترفوا ذنباً.. تعدت القضية حدود كوني أديبة تمتهن الصحافة, تعشق اقتحام العوالم المجهولة, تهوي الإبحار في أعماق البشر, ويثير شغفها الكتابة عن أبطال حقيقيين من دم ولحم. تحولت إلي قضية أتبناها وأدافع عنها بكل ما أوتيت من وقت وجهد وفكر. بدأت الحكاية بطلب قدمته إلي رئيس تحرير الأخبار في ذلك الوقت الأستاذ سعيد سنبل. قلت له أريد خطاباً رسمياً من الجريدة موجهاً لوزارة الداخلية للسماح لي بدخول السجن, أنا وزميلي المصور محمد يوسف العناني. قابل رئيس التحرير طلبي بدهشة: لماذا سجن النساء؟ أتذكر جيداً ردي علي السؤال في ذلك اليوم. أريد أن أنفذ داخل تلك الجدران الرهيبة, لدي شعور غامض يدفعني إلي اكتشاف هذا العالم المجهول, وعندي إحساس أن منجما من القصص الإنسانية يختبئ وراء تلك الأسوار. وبدأت أعيش قصصهن وأكتبها علي صفحات جريدتي الحبيبة »الأخبار». أكتشف مع كل حكاية قضية ومأساة إنسانية تستحق أن ندافع جميعا عنها. أسست مع قرائي الذين حركتهم السطور المكتوبة بحبر الحقيقة وصدقها جمعية رعاية أطفال السجينات التي أصبحت منذ اليوم الأول صوت السجينات الفقيرات اللاتي ساهمت أمراض المجتمع العديدة من جهل وافتقاد للعدالة الاجتماعية في دفعهن إلي هذا المصير. والآن نستعد لإطلاق مشروع كبير بالتعاون مع مصلحة السجون لدمجهن مرة أخري في المجتمع وإزالة الوصمة الاجتماعية التي تصنع حاجزاً كبيراً بينهن وبين استعادة حياتهن بعد الخروج من السجن. إنه الحلم الكبير الذي عملت من أجل تحقيقه علي مدي ربع قرن من الزمان. ووفقني الله بمساندة ودعم من قيادات مصلحة السجون ووزارة الداخلية ليخرج أخيراً إلي النور. رحلة طويلة مليئة بالألم والأمل أتذكر كل لحظة فيها الآن بكل رضا وسعادة. شكراً لكل من ساند فكرتي وخطواتي في هذه القضية الإنسانية النبيلة. الحمد لله.