وزيرة التنمية المحلية: تنفيذ حملات مفاجئة على حي المقطم بالقاهرة ومدينة كفر شكر بالقليوبية خلال ديسمبر الجاري    واشنطن تبلغ نتنياهو أن اغتيال رائد سعد انتهاك لوقف النار في غزة    انضمام ربيعة ومصطفى محمد ورباعى بيراميدز لمعسكر المنتخب    إحالة أوراق أم وعشيقها للمفتي بتهمة قتل ابنها في الدقهلية    بالصور.. بدء عزاء الناشر محمد هاشم بمسجد عمر مكرم    الحزن يخيّم على الأوساط الفنية العالمية لمقتل روب راينر وزوجته    الإمارات والمفوضية الأوروبية يدعوان لإيجاد مسار للسلام على أساس حل الدولتين    نتنياهو يجتمع بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا في القدس    الجيش الإسرائيلي يعتزم هدم 25 مبنى سكنياً في الضفة الغربية    ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المصرية.. وصعود عيار 21 بنحو 80 جنيهًا    دعما للميكنة، الزراعة تسلم الفيوم 15 فراطة ذرة شامية    البحيرة تستعد لأمطار اليوم: المحافظ ترفع درجة التأهب بجميع المراكز والمدن    ضبط المتهمين في مشاجرة دامية بالبحيرة| فيديو    السيطرة على حريق مخبز بلدى بنصر النوبة في أسواد دون خسائر    محافظ الإسماعيلية يتابع الاستعدادات النهائية لجولة إعادة انتخابات مجلس النواب    استطلاع: 75% من الأوكرانيين يرفضون تقديم تنازلات كبرى للسلام مع روسيا    علا الشافعي رئيسة لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة: دراما رمضان 2026 تؤكد هوية المواطن وتناقش قضايا متنوعة    القاهرة الإخبارية: القنصلية المصرية في أثينا تستقبل أبناء الجالية للتصويت حتى 9 مساءً    محمد صلاح يخلد رقمه القياسي مع ليفربول    أمن سوهاج يُعيد حقيبة سيدة تركتها سهواً داخل سيارة أجرة    تأجيل محاكمة 56 متهما بالهيكل الإداري للإخوان لجلسة 11 فبراير    مساعي المغرب تنجح.. العيناوي يغيب عن مباراة روما أمام كومو    رئيس جامعة بنها: الأنشطة الطلابية ركيزة أساسية في بناء شخصية الطلاب وتنمية مهاراتهم    رئيس لبنان: الاتصالات مستمرة لتثبيت الأمن في الجنوب من خلال المفاوضات    جائزة ساويرس الثقافية تعلن القوائم القصيرة لشباب الأدباء وكتاب السيناريو في دورتها الحادية والعشرين    وزيرا الأوقاف والثقافة ورئيس شركة العاصمة يفتتحون متحف كبار القرّاء    5000 مكالمة للخط الساخن 105 خلال نوفمبر بنسبة استجابة كاملة    ولي العهد السعودي والبرهان يناقشان جهود تحقيق الاستقرار بالسودان    انفراجة في مفاوضات الأهلي مع أليو ديانج    سعر طن حديد عز.....اسعار الحديد اليوم الإثنين 15ديسمبر 2025 فى المنيا    عاجل- رؤساء المجالس التصديرية خلال اجتماع مع رئيس الوزراء: توطين الصناعة وخفض الواردات لتعزيز الصادرات المصرية    ضبط تجار عملة خارج السوق المصرفية.. الداخلية تُشدد قبضتها على المضاربين    الدليل الكامل لامتحان اللغة العربية نصف العام 2025–2026 للمرحلة الابتدائية    «الصحة» تتفق مع «إيني» على إدارة وتشغيل مستشفيتين في مصر    فوائد تمارين الكارديو، تشد الجسم وتقوى عضلة القلب    وزير التعليم: إطلاق أول بنية وطنية موحدة لبيانات التعليم قبل الجامعي    عادل إمام يغيب عن تشييع جثمان شقيقته.. لهذا السبب    في ذكرى رحيل نبيل الحلفاوي.. مسيرة فنان جسد التاريخ والوجدان    اتحاد التمويل الاستهلاكي: نمو مستدام وتراجع ملحوظ في التعثر رغم زيادة عدد العملاء 208%    "صحة الشيوخ" تُسرّع دراسة إنشاء مستشفى جديد بحلوان بعد توقف القرار 3 سنوات    شيخ الأزهر ينعَى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق    آخر موعد للتقديم الكترونياً لوظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024    تصدير 37 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    الزمالك ينتظر انتظام عدي الدباغ في التدريبات الجماعية اليوم    جامعة القاهرة الأهلية تواصل تنفيذ برامجها التدريبية والعملية بمعامل الكيمياء والفيزياء ب"هندسة الشيخ زايد"    رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات بتعيين وتجديد تعيين 14 رئيسًا لمجالس الأقسام العلمية بطب قصر العيني    فيتش تشيد بجهود الحكومة المصرية في دعم الرعاية الصحية وتعزيز الحماية للفئات الأكثر احتياجًا    جوجل توقع اتفاقاً للطاقة الشمسية فى ماليزيا ضمن خطتها لتأمين كهرباء نظيفة    جامعة بنها تطلق مبادرة لدعم الأطفال والتوعية بحقوقهم    غدًا انطلاق اختبارات اختيار كوادر مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده    انطلاق اجتماعات الاتحاد الأفريقي لكرة السلة في مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    «الأوقاف»: التثبت من الأخبار فريضة دينية وضرورة مجتمعية    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    محمد صلاح يوجه رسالة للمصريين من خلال ابنته "كيان" قبل أمم إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
تلات أغنيات للشعب

لو امتد العمر بالعميد لأيامنا دي، وشاف اللي بنشوفه في بعض التليفزيونات، وقرا اللي بنقراه في بعض الصحف، هل كان ح يحتفظ برصانته وبلاغته قصاد بالوعات المجاري الطافحة اللي بتحاول تلوث شباب 25 يناير؟!
تغريدة
في بعض الأحيان، يصبح الغناء للأشجار جريمة، لأنه يعني السكوت عن جرائم أكبر (برتولد بريخت).
ده كان زمان !
(كانت الحكومة تزعم للناس، ويزعم معها الأصدقاء والأولياء أن خصومها من المعارضين يتجنون عليها، ويقولون فيها غير الحق، وكانت تهاجمهم مهاجمة متصلة، وتسلط صحفها عليهم، وتتجاوز في ذلك كله حدود الدستور والقانون، فتعتدي علي الحرية، وتعتدي علي القانون، فتحظر علي الخصوم حتي النقد المعقول المباح، وتبيح للأصدقاء والأولياء لا ما يأباه القانون وحده، بل ما تأباه الأخلاق أيضا)
ده مش كلامي أنا، ولا كلام حد م الشباب الورد اللي فتح في ميادين يناير، ده مقطع من مقالة لواحد من أعظم العقول المصرية في القرن العشرين، واتنشرت في جريدة كوكب الشرق يوم 11/5/1933، بتوقيع عميد الأدب العربي طه حسين، وقريتها في كتاب "غرابيل" اللي بيحتوي علي مجموعة من مقالات العميد ضد حكومة صدقي، وحقق المقالات دي وقدمها محمد سيد كيلاني، والكتاب طالع من دار العرب للبستاني في الفجالة، وانا باقراها سألت نفسي: لو امتد العمر بالعميد لأيامنا دي، وشاف اللي بنشوفه في بعض التليفزيونات، وقرا اللي بنقراه في بعض الصحف، هل كان ح يحتفظ برصانته وبلاغته قصاد بالوعات المجاري الطافحة اللي بتحاول تلوث شباب 25 يناير؟ ! ولا كان ح يستعيض عن البلاغة بالبلغة، وينزل بيها علي كل الادمغة الزنخة اللي بتقول للزمان: ارجع يازمان لايام التبعية والفساد والاستبداد.
صاحبي علي هشام
حكيت لكو من مدة عن أصحابي اللي أصغر مني سنا، واللي انا برضه باتعلم منهم حاجات كتير، وقلت لكم ان واحد منهم اسمه علي هشام، وهوه دلوقت عمره حوالي سبعتاشر، وف آخر سنوات دراسته الثانوية، وشفته أول مرة في برنامج تليفزيوني من حوالي تلات سنين، في ضيافة الإعلامي اللي ح توحشنا طلته يسري فودة، وكان معاه – ان لم تخني الذاكرة- ولد زي الفل وبنوتة اسمها آية وهي آية في الذكاوة والشقاوة، ولفت انتباهي بوشه الكلبوظ، وابتسامته القلقانة، وعينيه – ورا النضارة – بتبص لبعيد، وبعد كام شهر كان صلاح وعايدة في معسكر شبابي عاملاه جمعية "أضف"، ولقيت صلاح راجع م المعسكر وجايب لي كتاب جميل بعنوان " نقل عام "، بإهداء رقيق بتوقيع (ابنك وصديقك علي هشام)، وقريت الكتاب اللي كاتبه علي واللي صمم غلافه وأبدع رسوماته الداخلية أخوه عمر هشام، وغمرني شلال فرح، وحسيت ان شجر الثورة طرح، وان فيه جيل جديد طالع وح يخلي بكرة أجمل م النهاردة، زي ما عمنا العبقري صلاح جاهين قال زمان، ولما قابلت علي بعد كده عرفت انه حفيد احدي شقيقات صلاح جاهين، يعني واحد من السلسال البديع اللي من صلب أحمد حلمي رئيس تحرير "اللواء"، جريدة الحزب الوطني القديم (اللي كان وطني بجد، مش زي سَمِيُّه الله لا يرجع أيامه)، حزب مصطفي كامل ومحمد فريد.
وكتاب "نقل عام " مجموعة قصص قصيرة وقصيرة جداً، كأنها أتوبيس (نقل عام)، يبتدي من محطة (أول الخط)، ويوصل إلي (محطة الشهداء)، وبعدين محطة (اللي يحب النبي يزق) لغاية ما يوصل في الآخر ل (آخر الخط)، وف كل محطة بيمتّعنا علي ببعض اللقطات والقصص القصيرة، نشوف فيها روحنا وحياتنا وثورتنا، من خلال رؤية علي النفاذة للدنيا اللي بنعيشها، ويمكن تحس في كتابة علي ببعض التأثر الخفي الخافت بعمنا الكبير أوي نجيب محفوظ في "أصداء السيرة الذاتية"، زي اللقطتين اللي مسميهم "قصة حياة":
(1)
التحق بمدرسة. تخرج من المدرسة. التحق بكلية. تخرج من الكلية. تزوج. أنجب. هرِم ثم مات. الله يرحمه.
(2)
التحق بالمدرسة. لم يتخرج منها. فقد قتلته رصاصة قناص. ثم نُسِي كأن لم يكن.
بس انا افتكر ان ده ابن حالة التدوين الالكتروني في صفحات التواصل الاجتماعي، وعلي كل حال علي هشام – زيه زي معظم ولاد جيله – مش شبه حد، وكل واحد منهم شبه نفسه، زي ثورة يناير نفسها، مالهاش شبيه في كل الثورات الإنسانية، وزي ما ثورة يناير هي افتتاحية ثورات الشعوب في عصر المعلوماتية، زي ما الشباب دول همه بشارة بالزمن اللي جاي علي مصر وع الإنسانية.
أوراق قديمة
في مايو 1963 كتبت القصيدة دي، واستضافني الإذاعي الكبير الراحل طاهر أبو زيد في برنامج "جرب حظك" اللي كان بيقدمه، وكان من أهم برامج الإذاعة في الزمان ده، وألقيت القصيدة في البرنامج، وبعد حوالي سنة خرج عمنا الشاعر العظيم فؤاد حداد من المعتقل، بعد اعتقال طويل طاله وطال المئات أو الآلاف من اليساريين، واستضافه واستضافنا أخونا الراحل الرائع سيد خميس في بيت عيلته في برقاش، وكانت حفلة تعارف وحفاوة بعودة عمنا فؤاد حداد، كان كل المدعوين من عشاق شعره، بس ماكناش لا شفناه ولا شافنا قبل كده، واحنا بنقدم نفسنا لعمنا الكبير، أول ما قلت اسمي قال: هوه انت؟! قلقت من السؤال وقلت ف عقل بالي: لايكون بلغه عني حاجة تخليه يقول كده، وقلت: أيوه.. خير يا أستاذ، ابتسم وقال: لأ خير..ان شاء الله خير، أنا سمعتك في الإذاعة واحنا في المعتقل، وعجبتني القصيدة أوي، ومع آخر بيت فيها حسيت – ما اعرفش ليه – اننا خارجين عن قريب، وآدينا خرجنا والحمد لله..
تلات أغنيات للشعب
(1)
ملعون يا كلّ الشعر
لو تنفهم بالخلف بين لاخوان
ملعون لو انت ما كنت..
نور بالليل
وبالنهار ضليله للجدعان
ملعون لو انت ما كنت..
لمعة فاس، ولاسة راس
ولو نسيت طرق الزنود الزان..
علي السندان
ملعون أنا..لما احلب الكلمة
من ضحكة النجمة
وانسي أغني لضحكة الإنسان
ح اقول كلامي بسيط..
كأنه صباح
وغويط..
كأنه نكتة الحزنان
وغميق كأنه نظرة الفلاح
للغلة في الاجران
(2)
عند الهرم..
سياح مع الترجمان
والترجمان بيقول..بيتنهّدوا
(من هنا فرعون..
كان موكبه يطلع علي معبده)
قال الهرم في السكون:
(لو كنت فرعون شعب..
..كنت اعبده! )
وعند باب النصر..باب الفتوح
-مين فاتح الباب..
للأمير والوزير؟!
سألت مدنة عجوزة..
وسألت بير..
وسرجه في الحارة،
وقمر ع السطوح
لم ردّوا..
..لكن في السكون الضرير
عرفت مين فاتح بيبان الفتوح
وعرفت كِيف الفل في الريح يفوح
وكيف سطوحنا بتعلا..
..زي المِدَن
وعرفت أول مره انطق: (يا شعب)
يا شعب يا مصباح علاء..
.. في الخِزَن
(3)
مباركة يا سنبلة مسنبلة
بركة ايدين الشغالين فيكي
مباركة يا أرض محروتة...
..يا منجلة
..يا ساقية..يا شواديف
مباركين
ياللي قمركم رغيف
مبارك الفاس
في يوم ما شق الأرض
ويوم يشق صدور عِدَاه لانجاس
مباركة يا بهوت، ويا دنشواي
مبارك الشعب
الشعب ذاته..أبو البُكا في الناي
ما يذله سيف، ولا بندقية بكعب
مبارك الشعب الكبير الصعب
اللي ف عروقه النيل
وخطوته المحاريث
وصدره فدادين غلة وحديد وتيل
وزنوده إما: في الجبل بتشيل..
فوسفات علي كبريت
واما بتسبسب في شعر السد
مباركة الطرق..الكباري.. الطِفل
مبارك الباب اللي من غير قفل
لو امتد العمر بالعميد لأيامنا دي، وشاف اللي بنشوفه في بعض التليفزيونات، وقرا اللي بنقراه في بعض الصحف، هل كان ح يحتفظ برصانته وبلاغته قصاد بالوعات المجاري الطافحة اللي بتحاول تلوث شباب 25 يناير؟!
تغريدة
في بعض الأحيان، يصبح الغناء للأشجار جريمة، لأنه يعني السكوت عن جرائم أكبر (برتولد بريخت).
ده كان زمان !
(كانت الحكومة تزعم للناس، ويزعم معها الأصدقاء والأولياء أن خصومها من المعارضين يتجنون عليها، ويقولون فيها غير الحق، وكانت تهاجمهم مهاجمة متصلة، وتسلط صحفها عليهم، وتتجاوز في ذلك كله حدود الدستور والقانون، فتعتدي علي الحرية، وتعتدي علي القانون، فتحظر علي الخصوم حتي النقد المعقول المباح، وتبيح للأصدقاء والأولياء لا ما يأباه القانون وحده، بل ما تأباه الأخلاق أيضا)
ده مش كلامي أنا، ولا كلام حد م الشباب الورد اللي فتح في ميادين يناير، ده مقطع من مقالة لواحد من أعظم العقول المصرية في القرن العشرين، واتنشرت في جريدة كوكب الشرق يوم 11/5/1933، بتوقيع عميد الأدب العربي طه حسين، وقريتها في كتاب "غرابيل" اللي بيحتوي علي مجموعة من مقالات العميد ضد حكومة صدقي، وحقق المقالات دي وقدمها محمد سيد كيلاني، والكتاب طالع من دار العرب للبستاني في الفجالة، وانا باقراها سألت نفسي: لو امتد العمر بالعميد لأيامنا دي، وشاف اللي بنشوفه في بعض التليفزيونات، وقرا اللي بنقراه في بعض الصحف، هل كان ح يحتفظ برصانته وبلاغته قصاد بالوعات المجاري الطافحة اللي بتحاول تلوث شباب 25 يناير؟ ! ولا كان ح يستعيض عن البلاغة بالبلغة، وينزل بيها علي كل الادمغة الزنخة اللي بتقول للزمان: ارجع يازمان لايام التبعية والفساد والاستبداد.
صاحبي علي هشام
حكيت لكو من مدة عن أصحابي اللي أصغر مني سنا، واللي انا برضه باتعلم منهم حاجات كتير، وقلت لكم ان واحد منهم اسمه علي هشام، وهوه دلوقت عمره حوالي سبعتاشر، وف آخر سنوات دراسته الثانوية، وشفته أول مرة في برنامج تليفزيوني من حوالي تلات سنين، في ضيافة الإعلامي اللي ح توحشنا طلته يسري فودة، وكان معاه – ان لم تخني الذاكرة- ولد زي الفل وبنوتة اسمها آية وهي آية في الذكاوة والشقاوة، ولفت انتباهي بوشه الكلبوظ، وابتسامته القلقانة، وعينيه – ورا النضارة – بتبص لبعيد، وبعد كام شهر كان صلاح وعايدة في معسكر شبابي عاملاه جمعية "أضف"، ولقيت صلاح راجع م المعسكر وجايب لي كتاب جميل بعنوان " نقل عام "، بإهداء رقيق بتوقيع (ابنك وصديقك علي هشام)، وقريت الكتاب اللي كاتبه علي واللي صمم غلافه وأبدع رسوماته الداخلية أخوه عمر هشام، وغمرني شلال فرح، وحسيت ان شجر الثورة طرح، وان فيه جيل جديد طالع وح يخلي بكرة أجمل م النهاردة، زي ما عمنا العبقري صلاح جاهين قال زمان، ولما قابلت علي بعد كده عرفت انه حفيد احدي شقيقات صلاح جاهين، يعني واحد من السلسال البديع اللي من صلب أحمد حلمي رئيس تحرير "اللواء"، جريدة الحزب الوطني القديم (اللي كان وطني بجد، مش زي سَمِيُّه الله لا يرجع أيامه)، حزب مصطفي كامل ومحمد فريد.
وكتاب "نقل عام " مجموعة قصص قصيرة وقصيرة جداً، كأنها أتوبيس (نقل عام)، يبتدي من محطة (أول الخط)، ويوصل إلي (محطة الشهداء)، وبعدين محطة (اللي يحب النبي يزق) لغاية ما يوصل في الآخر ل (آخر الخط)، وف كل محطة بيمتّعنا علي ببعض اللقطات والقصص القصيرة، نشوف فيها روحنا وحياتنا وثورتنا، من خلال رؤية علي النفاذة للدنيا اللي بنعيشها، ويمكن تحس في كتابة علي ببعض التأثر الخفي الخافت بعمنا الكبير أوي نجيب محفوظ في "أصداء السيرة الذاتية"، زي اللقطتين اللي مسميهم "قصة حياة":
(1)
التحق بمدرسة. تخرج من المدرسة. التحق بكلية. تخرج من الكلية. تزوج. أنجب. هرِم ثم مات. الله يرحمه.
(2)
التحق بالمدرسة. لم يتخرج منها. فقد قتلته رصاصة قناص. ثم نُسِي كأن لم يكن.
بس انا افتكر ان ده ابن حالة التدوين الالكتروني في صفحات التواصل الاجتماعي، وعلي كل حال علي هشام – زيه زي معظم ولاد جيله – مش شبه حد، وكل واحد منهم شبه نفسه، زي ثورة يناير نفسها، مالهاش شبيه في كل الثورات الإنسانية، وزي ما ثورة يناير هي افتتاحية ثورات الشعوب في عصر المعلوماتية، زي ما الشباب دول همه بشارة بالزمن اللي جاي علي مصر وع الإنسانية.
أوراق قديمة
في مايو 1963 كتبت القصيدة دي، واستضافني الإذاعي الكبير الراحل طاهر أبو زيد في برنامج "جرب حظك" اللي كان بيقدمه، وكان من أهم برامج الإذاعة في الزمان ده، وألقيت القصيدة في البرنامج، وبعد حوالي سنة خرج عمنا الشاعر العظيم فؤاد حداد من المعتقل، بعد اعتقال طويل طاله وطال المئات أو الآلاف من اليساريين، واستضافه واستضافنا أخونا الراحل الرائع سيد خميس في بيت عيلته في برقاش، وكانت حفلة تعارف وحفاوة بعودة عمنا فؤاد حداد، كان كل المدعوين من عشاق شعره، بس ماكناش لا شفناه ولا شافنا قبل كده، واحنا بنقدم نفسنا لعمنا الكبير، أول ما قلت اسمي قال: هوه انت؟! قلقت من السؤال وقلت ف عقل بالي: لايكون بلغه عني حاجة تخليه يقول كده، وقلت: أيوه.. خير يا أستاذ، ابتسم وقال: لأ خير..ان شاء الله خير، أنا سمعتك في الإذاعة واحنا في المعتقل، وعجبتني القصيدة أوي، ومع آخر بيت فيها حسيت – ما اعرفش ليه – اننا خارجين عن قريب، وآدينا خرجنا والحمد لله..
تلات أغنيات للشعب
(1)
ملعون يا كلّ الشعر
لو تنفهم بالخلف بين لاخوان
ملعون لو انت ما كنت..
نور بالليل
وبالنهار ضليله للجدعان
ملعون لو انت ما كنت..
لمعة فاس، ولاسة راس
ولو نسيت طرق الزنود الزان..
علي السندان
ملعون أنا..لما احلب الكلمة
من ضحكة النجمة
وانسي أغني لضحكة الإنسان
ح اقول كلامي بسيط..
كأنه صباح
وغويط..
كأنه نكتة الحزنان
وغميق كأنه نظرة الفلاح
للغلة في الاجران
(2)
عند الهرم..
سياح مع الترجمان
والترجمان بيقول..بيتنهّدوا
(من هنا فرعون..
كان موكبه يطلع علي معبده)
قال الهرم في السكون:
(لو كنت فرعون شعب..
..كنت اعبده! )
وعند باب النصر..باب الفتوح
-مين فاتح الباب..
للأمير والوزير؟!
سألت مدنة عجوزة..
وسألت بير..
وسرجه في الحارة،
وقمر ع السطوح
لم ردّوا..
..لكن في السكون الضرير
عرفت مين فاتح بيبان الفتوح
وعرفت كِيف الفل في الريح يفوح
وكيف سطوحنا بتعلا..
..زي المِدَن
وعرفت أول مره انطق: (يا شعب)
يا شعب يا مصباح علاء..
.. في الخِزَن
(3)
مباركة يا سنبلة مسنبلة
بركة ايدين الشغالين فيكي
مباركة يا أرض محروتة...
..يا منجلة
..يا ساقية..يا شواديف
مباركين
ياللي قمركم رغيف
مبارك الفاس
في يوم ما شق الأرض
ويوم يشق صدور عِدَاه لانجاس
مباركة يا بهوت، ويا دنشواي
مبارك الشعب
الشعب ذاته..أبو البُكا في الناي
ما يذله سيف، ولا بندقية بكعب
مبارك الشعب الكبير الصعب
اللي ف عروقه النيل
وخطوته المحاريث
وصدره فدادين غلة وحديد وتيل
وزنوده إما: في الجبل بتشيل..
فوسفات علي كبريت
واما بتسبسب في شعر السد
مباركة الطرق..الكباري.. الطِفل
مبارك الباب اللي من غير قفل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.