نشرت مجلة دير شبيجل الالمانية، الأحد 28 سبتمبر، مقابلة مع عالم الفيروسات البلجيكي بيتر بيوت مكتشف فيروس الإيبولا منذ حوالي أربعة عقود حكى فيها كيف تم عزل المرض وفسر أيضا لماذا الوباء الحالي مختلف عن اي وباء ظهر مسبقا. سألته دير شبيجل، كنت عالما شابا في أنتويرب عندما كنت واحدا من فريق اكتشف فيروس الايبولا في عام 1976، فكيف حدث ذلك؟ فأجاب أنه مازال يتذكر يوما في سبتمبر عندما أحضر له طيار من شركة "سابينا" للطيران وعاء ازرق وخطابا من طبيب في كينشاسا "هي عاصمة أكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية -زائير سابقا" كتب فيه أن عينة دم من راهبة بلجيكية أصيبت باعياء مؤخرا بسبب مرض غامض في يامبوكو وهي قرية منعزلة في الجزء الشمالي من الدولة وطلب منهم اختبار عينة الدم حيث كان يشتبه في انها مصابة بالحمى الصفراء. سألته شبيجل أن هذه الأيام لا يمكن أن يجرى فحص فيروس إيبولا إلا في معامل تحت حراسة أمنية مشددة فكيف كنت تحمي نفسك آنذاك، فقال بيوت انه لم يكن لديهم فكرة بمدى خطورة الفيروس الذي كانوا يتعاملون معه ولم تكن هناك معامل ذات حراسة أمنية مشددة في بلجيكا وقتها بل كان كل ما يفعلونه هو ارتداء معاطف بيضاء وقفازات طبية وعندما فتحنا الوعاء كان الثلج بداخله قد ذاب بدرجة كبيرة وأحد الأمصال المأخوذة قد تعرض للكسر. وكان الدم وشظايا الزجاج تطفو على سطح المياه الباردة وقمنا بسحب العينة الأخرى سلمية من الوعاء وبدأنا فحصها من مسببات الأمراض باستخدام طرق كانت سائدة في ذلك الوقت. وقال بيوت إن فحص العينات ثبت خلوها من الحمى الصفراء و حمى لاسا و حمى التيفوئيد وانعقدت أمالنا حينها على عزل الفيروس من العينة ولفعل ذلك حقناه في فئران وفي حيوانات تجارب أخرى وفي البداية لم يحدث شيء لعدة أيام وظننا حينها أن مسببات المرض تلفت بسبب عدم التبريد الكافي في الوعاء لكن بعد ذلك حدث أن بدأت الفئران تموت واحدا تلو الأخر وبدأنا ندرك أن العينة تحتوي على شيء مميت. وسألته دير شبيجل " لكنكم واصلتم" فأجاب أن عينات أخرى من الراهبة التي كانت قد ماتت وصلت من كينشاسا وكنا في ذلك الوقت قد بدأنا لتونا فحص الفيروس تحت ميكروسكوب الكتروني وصدرت لنا تعليمات من منظمة الصحة العالمية بإرسال جميع العينات إلى معمل يتمتع بحراسة امنية مشددة في انجلترا لكن مديري في ذلك الوقت أراد أن يصل عملنا إلى نتيجة تحت أي ظرف وانتزع مصلا يحتوي قارورة تحتوي على مادة الفيروس لفحصها لكن يده كانت ترتعش وسقطت منها القارورة على قدم صديق لنا وكسرت لكن لحسن الحظ كان صديقنا يرتدي حذاء جلديا سميكا ولم يحدث شيئا له. وفي تعقيب على سؤال وجهته له شبيجل عما إذا كانوا قد تمكنوا من رسم صورة للفيروس باستخدام الميكرسكوب الالكتروني فقال بيوت " نعم " وكان جوابنا جميعا " ما هذا بحق الجحيم " فقد كان الفيروس كبيرا للغاية وكان يشبه الدودة وليس له وجه شبه بفيروس الحمى الصفراء لكنه بدا كفيروس ماربورج شديد الخطورة والذي يسبب مثل الايبولا حمى نزفية ، وفي ستينيات القرن الماضي قتل الفيروس العديد من العاملين داخل المعامل في ماربورج في ألمانيا. وقال بيوت إنه لم يكن يعلم شيئا تقريبا عن فيروس ماربورج في ذلك الوقت وانه عندما يخبر تلاميذه الآن عنه فيعتقدون انه قادم من العصر الحجري لكن الحقيقة انه اضطر إلى الذهاب إلى المكتبة والبحث عنه في موسوعة أطلس للفيروسات. وقال بيوت إن المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض قالت بعد فترة قصيرة انه ليس فيروس ماربورج لكنه فيروس مجهول وثيق له صلة وقد علمنا حينها أن المئات من الأشخاص أصيبوا بالفيروس في يامبوكو والمنطقة المحيطة بها. وأردف بيوت يقول انه بعد أيام قليلة كان واحدا ضمن مجموعة من العلماء الذين سافروا إلى زائير مشيرا إلى أن الراهبة التي توفيت وأخوتها كانوا جميعا من بلجيكا وفي يامبوكو التي كانت حينذاك جزءا من المستعمرات البلجيكية أداروا مستشفى صغيرا وانه عندما قررت الحكومة البلجيكية إرسال شخص تطوعت فورا وكان عمري 27 عاما. وقال بيوت إن القلق دفعه إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية لدرجة انه استعان بنظارات الدراجة النارية وان المرضى كانوا مصدومين من مظهره لكنه كان يخشى أن ينقل الفيروس إلى نفسه حيث كان يعلم انه يتعامل مع فيروس شديد الخطورة وإن كان بعد كل هذا قد أصيب لوقت ما بحمى شديدة وصداع وإسهال لدرجة انه اعتقد انه أصيب بالفيروس لكنه حاول التحلي بضبط النفس وانعزلت في غرفة لكن صحت تحسنت بعد ذلك لتتبدد مخاوفه ليكتشف انه مجرد إصابة في الجهاز الهضمي. وعن تسمية الفيروس قال بيوت إنه ومجموعة العلماء كانوا يريدون إيجاد تسمية للفيروس وفكروا في تسميته فيروس يامبوكو لكنهم اعتقدوا أن ذلك سيوصم هذا المكان إلى الأبد وكانت هناك خريطة معلقة على الحائط واقترح قائد الفريق الأمريكي أن نطلق الاسم على اقرب نهر من المنطقة وكان يدعى نهر إيبولا ومن هنا جاءت التسمية وبعد ذلك اكتشفنا أن الخريطة لم تكن واضحة لصغرها وان النهر الأقرب للمنطقة هو نهر أخر وليس نهر إيبولا لكن الاسم كان قد اقترن بهذا الفيروس المقيت. وقال بيوت – الذي عمل مديرا أيضا لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الايدز- انه اعتقد أن الإيبولا مقارنة بفيروس نقص المناعة المكتسب والملاريا لا تمثل مشكلة اكبر لان اندلاعات المرض تكون محدودة ومحلية غير انه بحلول يونيو أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرا ونحن الفلمنكيون نميل إلى إلا نكون عاطفيين لكن في هذه اللحظة بدأت استشعر القلق. وقالت شبيجل إن إجراء حيويا لاحتواء الإيبولا هو عزل المرضى ومراقبة من هم على اتصال بهم بشكل شديد فكيف لكارثة مثل التي نشهدها الآن أن تحدث فأجاب بيوت إن الكثير من الدول التي انتشر فيها الإيبولا بعضها خرج لتوه من حروب أهلية فظيعة وإن الأطباء هربوا منها وانهارت أنظمتها الصحية وانه في ليبيريا على سبيل المثال كان هناك 51 طبيبا في عام 2010 غالبيتهم توفوا بسبب الإيبولا. وقال بيوت إن الحقيقة هي أن الوباء بدأ في المناطق شديد الكثافة السكانية في الحدود بين غينيا وسيراليون ليبيريا كل هذا ساهم في إذكاء الأزمة لان الناس هناك كثيري التنقل وانه كان من الصعب للغاية رصد هؤلاء الذين كانوا على اتصال بالمرضى المصابين لان الموتى في هذه المنطقة يدفنون في البلدات والقرى التي ولدوا فيها وكانت هناك جثث لمرضى الإيبولا يجرى نقلها عبر الحدود في سيارات نقل وسيارات أجرة وهو ما دفع العدوى إلى الانتشار بشكل رهيب في مناطق مختلفة. وقال بيوت انه في المدن الكبرى وخاصة المناطق العشوائية من المستحيل تقريبا أن تحدد هؤلاء الذين اتصلوا بالمرضى مهما كان الجهد ولهذا اشعر بالقلق الشديد تجاه نيجيريا فالدولة بها العديد من المدن الكبرى مثل لاجوس و ميناء هاركورت وإذا وصلت الإيبولا إلى هناك فستبدأ في الانتشار وستكون الأزمة غير متصورة. وسألته شبيجل عما إذا كنا قد فقدنا السيطرة على الوباء فقال بيوت انه دائما ما يشعر بالتفاؤل وإنه يعتقد إننا ليس لدينا خيار سوى أن نبذل كل الجهود الممكنة وانه من الجيد أن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى بدأت تقديم يد العون لكن ألمانياوبلجيكا يجب أن تبذلان المزيد وأننا يجب أن نفهم أن هذا ليس مجرد وباء بل كارثة إنسانية يمكن أن تقوض استقرار أقاليم بالكامل وأتمنى أن نسيطر عليها وأنا لم أتوقع أبدا أن تسوء الأوضاع لتصل إلى ما هي عليه الآن. وقال بيوت – عالم الفيروسات البليجيكي- إن هناك حاجة لوضع استراتيجيات جديدة وان المسعفين لن يتمكنوا من توفير الرعاية لجميع المرضى ولهذا يجب تعليم الأسر كيف توفر الرعاية الصحية للمرضى وحماية أنفسهم من العدوى وان هذا العمل التعليمي هو التحدي الأكبر. وقال بيوت إن المرضى من المحتمل أن يجرى علاجهم بسرعة عن طريق أمصال الدم من الذين تم علاجهم من الإيبولا وان كان ذلك سيكون صعبا بسبب ظروف الفوضى على الأرض وأننا في حاجة إلى إيجاد طرق جديدة أو انه إذا نجحت عقاقير أخرى مثل "زد ماب " وقدمت مساعدة حقيقية، مضيفا أننا يجب إلا نعتمد تماما على العلاجات الجديدة حيث أنها ستصل إلى غالبية الأشخاص متأخرا في هذا الطور من الوباء لكنها ربما تساعد إن تفشى الوباء مرة أخرى. نشرت مجلة دير شبيجل الالمانية، الأحد 28 سبتمبر، مقابلة مع عالم الفيروسات البلجيكي بيتر بيوت مكتشف فيروس الإيبولا منذ حوالي أربعة عقود حكى فيها كيف تم عزل المرض وفسر أيضا لماذا الوباء الحالي مختلف عن اي وباء ظهر مسبقا. سألته دير شبيجل، كنت عالما شابا في أنتويرب عندما كنت واحدا من فريق اكتشف فيروس الايبولا في عام 1976، فكيف حدث ذلك؟ فأجاب أنه مازال يتذكر يوما في سبتمبر عندما أحضر له طيار من شركة "سابينا" للطيران وعاء ازرق وخطابا من طبيب في كينشاسا "هي عاصمة أكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية -زائير سابقا" كتب فيه أن عينة دم من راهبة بلجيكية أصيبت باعياء مؤخرا بسبب مرض غامض في يامبوكو وهي قرية منعزلة في الجزء الشمالي من الدولة وطلب منهم اختبار عينة الدم حيث كان يشتبه في انها مصابة بالحمى الصفراء. سألته شبيجل أن هذه الأيام لا يمكن أن يجرى فحص فيروس إيبولا إلا في معامل تحت حراسة أمنية مشددة فكيف كنت تحمي نفسك آنذاك، فقال بيوت انه لم يكن لديهم فكرة بمدى خطورة الفيروس الذي كانوا يتعاملون معه ولم تكن هناك معامل ذات حراسة أمنية مشددة في بلجيكا وقتها بل كان كل ما يفعلونه هو ارتداء معاطف بيضاء وقفازات طبية وعندما فتحنا الوعاء كان الثلج بداخله قد ذاب بدرجة كبيرة وأحد الأمصال المأخوذة قد تعرض للكسر. وكان الدم وشظايا الزجاج تطفو على سطح المياه الباردة وقمنا بسحب العينة الأخرى سلمية من الوعاء وبدأنا فحصها من مسببات الأمراض باستخدام طرق كانت سائدة في ذلك الوقت. وقال بيوت إن فحص العينات ثبت خلوها من الحمى الصفراء و حمى لاسا و حمى التيفوئيد وانعقدت أمالنا حينها على عزل الفيروس من العينة ولفعل ذلك حقناه في فئران وفي حيوانات تجارب أخرى وفي البداية لم يحدث شيء لعدة أيام وظننا حينها أن مسببات المرض تلفت بسبب عدم التبريد الكافي في الوعاء لكن بعد ذلك حدث أن بدأت الفئران تموت واحدا تلو الأخر وبدأنا ندرك أن العينة تحتوي على شيء مميت. وسألته دير شبيجل " لكنكم واصلتم" فأجاب أن عينات أخرى من الراهبة التي كانت قد ماتت وصلت من كينشاسا وكنا في ذلك الوقت قد بدأنا لتونا فحص الفيروس تحت ميكروسكوب الكتروني وصدرت لنا تعليمات من منظمة الصحة العالمية بإرسال جميع العينات إلى معمل يتمتع بحراسة امنية مشددة في انجلترا لكن مديري في ذلك الوقت أراد أن يصل عملنا إلى نتيجة تحت أي ظرف وانتزع مصلا يحتوي قارورة تحتوي على مادة الفيروس لفحصها لكن يده كانت ترتعش وسقطت منها القارورة على قدم صديق لنا وكسرت لكن لحسن الحظ كان صديقنا يرتدي حذاء جلديا سميكا ولم يحدث شيئا له. وفي تعقيب على سؤال وجهته له شبيجل عما إذا كانوا قد تمكنوا من رسم صورة للفيروس باستخدام الميكرسكوب الالكتروني فقال بيوت " نعم " وكان جوابنا جميعا " ما هذا بحق الجحيم " فقد كان الفيروس كبيرا للغاية وكان يشبه الدودة وليس له وجه شبه بفيروس الحمى الصفراء لكنه بدا كفيروس ماربورج شديد الخطورة والذي يسبب مثل الايبولا حمى نزفية ، وفي ستينيات القرن الماضي قتل الفيروس العديد من العاملين داخل المعامل في ماربورج في ألمانيا. وقال بيوت إنه لم يكن يعلم شيئا تقريبا عن فيروس ماربورج في ذلك الوقت وانه عندما يخبر تلاميذه الآن عنه فيعتقدون انه قادم من العصر الحجري لكن الحقيقة انه اضطر إلى الذهاب إلى المكتبة والبحث عنه في موسوعة أطلس للفيروسات. وقال بيوت إن المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض قالت بعد فترة قصيرة انه ليس فيروس ماربورج لكنه فيروس مجهول وثيق له صلة وقد علمنا حينها أن المئات من الأشخاص أصيبوا بالفيروس في يامبوكو والمنطقة المحيطة بها. وأردف بيوت يقول انه بعد أيام قليلة كان واحدا ضمن مجموعة من العلماء الذين سافروا إلى زائير مشيرا إلى أن الراهبة التي توفيت وأخوتها كانوا جميعا من بلجيكا وفي يامبوكو التي كانت حينذاك جزءا من المستعمرات البلجيكية أداروا مستشفى صغيرا وانه عندما قررت الحكومة البلجيكية إرسال شخص تطوعت فورا وكان عمري 27 عاما. وقال بيوت إن القلق دفعه إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية لدرجة انه استعان بنظارات الدراجة النارية وان المرضى كانوا مصدومين من مظهره لكنه كان يخشى أن ينقل الفيروس إلى نفسه حيث كان يعلم انه يتعامل مع فيروس شديد الخطورة وإن كان بعد كل هذا قد أصيب لوقت ما بحمى شديدة وصداع وإسهال لدرجة انه اعتقد انه أصيب بالفيروس لكنه حاول التحلي بضبط النفس وانعزلت في غرفة لكن صحت تحسنت بعد ذلك لتتبدد مخاوفه ليكتشف انه مجرد إصابة في الجهاز الهضمي. وعن تسمية الفيروس قال بيوت إنه ومجموعة العلماء كانوا يريدون إيجاد تسمية للفيروس وفكروا في تسميته فيروس يامبوكو لكنهم اعتقدوا أن ذلك سيوصم هذا المكان إلى الأبد وكانت هناك خريطة معلقة على الحائط واقترح قائد الفريق الأمريكي أن نطلق الاسم على اقرب نهر من المنطقة وكان يدعى نهر إيبولا ومن هنا جاءت التسمية وبعد ذلك اكتشفنا أن الخريطة لم تكن واضحة لصغرها وان النهر الأقرب للمنطقة هو نهر أخر وليس نهر إيبولا لكن الاسم كان قد اقترن بهذا الفيروس المقيت. وقال بيوت – الذي عمل مديرا أيضا لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الايدز- انه اعتقد أن الإيبولا مقارنة بفيروس نقص المناعة المكتسب والملاريا لا تمثل مشكلة اكبر لان اندلاعات المرض تكون محدودة ومحلية غير انه بحلول يونيو أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرا ونحن الفلمنكيون نميل إلى إلا نكون عاطفيين لكن في هذه اللحظة بدأت استشعر القلق. وقالت شبيجل إن إجراء حيويا لاحتواء الإيبولا هو عزل المرضى ومراقبة من هم على اتصال بهم بشكل شديد فكيف لكارثة مثل التي نشهدها الآن أن تحدث فأجاب بيوت إن الكثير من الدول التي انتشر فيها الإيبولا بعضها خرج لتوه من حروب أهلية فظيعة وإن الأطباء هربوا منها وانهارت أنظمتها الصحية وانه في ليبيريا على سبيل المثال كان هناك 51 طبيبا في عام 2010 غالبيتهم توفوا بسبب الإيبولا. وقال بيوت إن الحقيقة هي أن الوباء بدأ في المناطق شديد الكثافة السكانية في الحدود بين غينيا وسيراليون ليبيريا كل هذا ساهم في إذكاء الأزمة لان الناس هناك كثيري التنقل وانه كان من الصعب للغاية رصد هؤلاء الذين كانوا على اتصال بالمرضى المصابين لان الموتى في هذه المنطقة يدفنون في البلدات والقرى التي ولدوا فيها وكانت هناك جثث لمرضى الإيبولا يجرى نقلها عبر الحدود في سيارات نقل وسيارات أجرة وهو ما دفع العدوى إلى الانتشار بشكل رهيب في مناطق مختلفة. وقال بيوت انه في المدن الكبرى وخاصة المناطق العشوائية من المستحيل تقريبا أن تحدد هؤلاء الذين اتصلوا بالمرضى مهما كان الجهد ولهذا اشعر بالقلق الشديد تجاه نيجيريا فالدولة بها العديد من المدن الكبرى مثل لاجوس و ميناء هاركورت وإذا وصلت الإيبولا إلى هناك فستبدأ في الانتشار وستكون الأزمة غير متصورة. وسألته شبيجل عما إذا كنا قد فقدنا السيطرة على الوباء فقال بيوت انه دائما ما يشعر بالتفاؤل وإنه يعتقد إننا ليس لدينا خيار سوى أن نبذل كل الجهود الممكنة وانه من الجيد أن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى بدأت تقديم يد العون لكن ألمانياوبلجيكا يجب أن تبذلان المزيد وأننا يجب أن نفهم أن هذا ليس مجرد وباء بل كارثة إنسانية يمكن أن تقوض استقرار أقاليم بالكامل وأتمنى أن نسيطر عليها وأنا لم أتوقع أبدا أن تسوء الأوضاع لتصل إلى ما هي عليه الآن. وقال بيوت – عالم الفيروسات البليجيكي- إن هناك حاجة لوضع استراتيجيات جديدة وان المسعفين لن يتمكنوا من توفير الرعاية لجميع المرضى ولهذا يجب تعليم الأسر كيف توفر الرعاية الصحية للمرضى وحماية أنفسهم من العدوى وان هذا العمل التعليمي هو التحدي الأكبر. وقال بيوت إن المرضى من المحتمل أن يجرى علاجهم بسرعة عن طريق أمصال الدم من الذين تم علاجهم من الإيبولا وان كان ذلك سيكون صعبا بسبب ظروف الفوضى على الأرض وأننا في حاجة إلى إيجاد طرق جديدة أو انه إذا نجحت عقاقير أخرى مثل "زد ماب " وقدمت مساعدة حقيقية، مضيفا أننا يجب إلا نعتمد تماما على العلاجات الجديدة حيث أنها ستصل إلى غالبية الأشخاص متأخرا في هذا الطور من الوباء لكنها ربما تساعد إن تفشى الوباء مرة أخرى.