تجرأت أكثر وقلت للرئيس إنني أفكر في »جامعة الدول العربية» أميناً عاماً فقال لي إن بعض الرؤساء العرب يذكرونك أمامي بالاسم ولكن لي ترتيباً آخر في ذهني سوف أمضي فيه، عندئذ أدركت أن السيد »عمرو موسي» هو مرشح مصر القادم لمنصب الأمين العام تراكمت لديّ خبرات خارجية من »بريطانيا» و»الهند»و»النمسا» وأخري داخلية من »اتحاد الطلاب» و»منظمة الشباب» إلي »الجامعة الأمريكية» و»وزارة الخارجية المصرية» فضلاً عن »رئاسة الجمهورية» كما امتزجت لديّ الحياة الدبلوماسية والخبرة الأكاديمية وتحولت إلي تركيبة تحمل أبعاداً متداخلة وآفاقاً متباينة، فألقي المحاضرات وأشارك في الندوات وأحضر المؤتمرات وأكتب المقالات علي هامش عملي الدبلوماسي إلي أن حدث ما لم أكن أتوقعه فتحولت مسيرتي في اتجاه مختلف، فبعدما عدت من »النمسا» وأصبحت »مساعداً لوزير الخارجية للشئون العربية وشئون الشرق الأوسط» بالإضافة إلي منصب »المندوب الدائم لدي جامعة الدول العربية» وبدأت أشعر بالاستقرار في موقعي فإذا بوزير الخارجية السيد »عمرو موسي» يطلبني ظهر أحد الأيام إلي مكتبه وقد كنا في شهر »رمضان» وهو يتجلي في ذلك الشهر وتأتيه حالة صفاء ذهني فريدة وقال لي يومها نريد أن نعطي »السودان» اهتماماً خاصاً بحكم العلاقة المتميزة بين البلدين التوأم، والرئيس »مبارك» يفكر في شخصية ذات ثقل لشغل منصب سفير مصر في »الخرطوم» فذلك تكليف وطني كبير أراك أجدر الناس به فقلت له إنني عائد من »فيينا» رافضاً امتداد مدتي فيها لأنني أرغب في البقاء داخل الوطن ولا أسعي لمهمة خارجية فقال لي مازحاً إنك سوف تصدر بعد ذلك كتابًا عن تجربة »السودان» عنوانه »أضاعها صلاح سالم وأعادها مصطفي الفقي» في إشارة إلي سقوط مشروع الاتحاد بين البلدين في أعقاب ثورة 1952 والتحول الذي طرأ علي فكر »إسماعيل الأزهري» وموقف حزبه، وبعدما انصرفت من مكتب الوزير كنت مدعوا علي الإفطار في منزل زميل دراستي الأستاذ »ممدوح عباس» رجل الأعمال الذي أصبح رئيساً لنادي »الزمالك» فيما بعد وفور انتهاء الإفطار اتصلت بي سكرتارية الرئيس حيث بادرني بقوله ما هي قصة »صلاح سالم»؟! فقلت له ياسيادة الرئيس إن هذا مزاح من الوزير »عمرو موسي»، فقال لي لا تقلق إنك سوف تبقي معنا لأنك تغطي بشكل مباشر العلاقات مع »السودان» كجزء من المنظومة العربية فبدأت أندمج في عملي مسئولاً عن الأعمال التحضيرية للجان المشتركة مع الدول العربية مع اهتمام كامل باجتماعات »جامعة الدول العربية»، ولازلت أتذكر أننا نجحنا عام 2000 في إجراء أول تعديل علي ميثاق »جامعة الدول العربية» منذ صدوره عام 1945، لذلك بدأت وقتها أشعر بالاستقرار والتفرغ لإصدار بعض كتبي مثل »العرب.. الأصل والصورة» وكتاب »من فكر الثورة إلي نهج الإصلاح» وكتاب »الرهان علي الحصان» بعد أن أصدرت في تسعينيات القرن الماضي كتباً أخري كان أهمها »الأقباط في السياسة المصرية» في طبعات عربية وإنجليزية وفرنسية وكتاب »الرؤية الغائبة» وكتاب »ليالي الفكر في فيينا» وكتاب »تجديد الفكر القومي» وغير ذلك من الكتب التي صدرت وتجاوزت الخمسة وعشرين كتاباً كان آخرها كتابان هما »محنة أمة» وكتاب »الرؤية العصرية للدولة المصرية»، وذات مساء اتصل بي السيد »عمرو موسي» وزير الخارجية الذي أرتبط معه بصلات وثيقة منذ عشرات السنين وقال لي إن منصب »رئيس لجنة العلاقات الخارجية» في »مجلس الشعب» يبدو شاغراً في برلمان 2000 نظراً لأن الأستاذ الدكتور »محمد عبد اللاه» رئيس تلك اللجنة المتميز لأكثر من عشرين عاماً لم يوفق في الانتخابات النيابية الأخيرة وهم يفكرون في تعيين شخصية ذات اهتمام بالعمل العام من سفراء وزارة الخارجية وأنا أري أن ذلك هو مكانك الطبيعي ولا أنكر أن الفكرة داعبت شيئاً في نفسي والتقت مع بعض طموحاتي في ذلك الوقت وعندما فكرت مليًا في الأمر بدأت في التراجع لأن ترك »وزارة الخارجية» ليس أمراً سهلاً خصوصاً بالنسبة لشخص خدم فيها حينذاك أكثر من خمسة وثلاثين عاماً فاقترحت علي الوزير بديلاً لي اسم السفير »شكري فؤاد ميخائيل» الذي كان قد تقاعد بالفعل وهو شخصية مرموقة بكل المقاييس خصوصاً وأنه كان أمامي خمس سنوات علي الأقل في الخدمة الدبلوماسية لا داعي للتفريط فيها ولكن الأمور مضت بعد ذلك في طريقها حيث وجدت الرئيس »مبارك» يتصل بي ذات مساءً قائلاً أنه سوف يصدر قراراً بتعييني عضواً في »مجلس الشعب» في اليوم التالي وأضاف الرئيس الأسبق إنك سوف تكون »وكيل لجنة العلاقات الخارجية» في السنة البرلمانية الأولي لأن السيد »كمال الشاذلي» قد وعد الوزير »ماهر أباظة» برئاسة هذه اللجنة منذ ترك »وزارة الكهرباء» في آخر تعديل فقلت للرئيس ولم لا أذهب إلي »لجنة الشئون العربية» رئيساً فقال لي إن السيد »أحمد أبو زيد» نائب الاسماعيلية سيتولاها لأنه كان زعيمًا للأغلبية فتجرأت أكثر وقلت للرئيس إنني أفكر في »جامعة الدول العربية» أميناً عاماً فقال لي إن بعض الرؤساء العرب يذكرونك أمامي بالاسم ولكن لي ترتيباً آخر في ذهني سوف أمضي فيه، عندئذ أدركت أن السيد »عمرو موسي» هو مرشح مصر القادم لمنصب الأمين العام »لجامعة الدول العربية»وقد كان، ومثلما كنت شاهدًا مباشرًا علي ترشيح »د.بطرس غالي» أمينًا عامًا »للأمم المتحدة»، و»د.عصمت عبد المجيد» أمينًا عامًا »لجامعة الدول العربية» تحولت إلي شاهدِ مباشر أيضاً لمنصبي السيد »عمرو موسي» الكبيرين »وزير الخارجية» ثم »أمين عام جامعة الدول العربية»، فقبلت عضوية مجلس الشعب متردداً وصدر قرار من »وزير الخارجية» بتعييني »مساعداً أول لوزير الخارجية» قبل إنهاء خدمتي كنوع من الترضية والتكريم، وعندما دخلت مبني »مجلس الشعب» بدأوا يعدون لنا بطاقات العضوية وهنا يأتي السؤال موجهاً لكل عضو عن انتمائه الحزبي فقلت لمن سألني إنني »دبلوماسي سابق» لم أنتم إلي حزب طوال حياتي، فقال لي ولكنك عضو بالتعيين فأنت في هذه الحالة تصبح عضواً في »الحزب الوطني الحاكم»، وقد كانت سنوات عملي البرلمانية سنوات مضطربة وقلقة ركزت فيها علي نشاط »لجنة العلاقات الخارجية» التي أترأسها أكثر من حماسي للحديث المتكرر في »جلسات البرلمان» كما عنيت بزيارات الوفود الأجنبية والاهتمام بها بدءاً من »الكونجرس الأمريكي» وصولاً إلي »مجلس العموم البريطاني» و»الجمعية الوطنية الفرنسية» حتي »اللوك صابها» في »الهند»، ثم جاءت انتخابات البرلمان عام 2005 فوافقت علي الترشح في دائرة »دمنهور» بعد تردد طويل بسبب علمي أنها معقل شرس »للإخوان المسلمين» حيث نصحني ثلاثة من أصدقائي هم الدكاترة »أحمد زويل» و»محمد البرادعي» و»زاهي حواس» بألا أخوض تلك التجربة، وعندما هبطت المدينة بعد سنوات من الغياب احتفي بي معظم أهلها ودعمني الكثيرون علي نحو غير متوقع لمرشح هبط عليهم من »القاهرة» اعتماداً علي جذوره في محافظة »البحيرة» وانتمائه لها، ولابد أن أعترف هنا أن انتخابات »دمنهور» قد أرهقتني كثيراً، »فالإخوان المسلمون» ركزوا علي الدائرة لأن المرشح المقابل لهم معروف نسبياً علي مستوي الوطن فلابد من إطلاق الشائعات واستخدام الحرب النفسية والمعلومات المغلوطة طوال الوقت، وعندما طعن خصمي في نتيجة الانتخابات التي فزت فيها كان اللجوء طبيعياً إلي »محكمة النقض» التي أصدرت تقريرها بوضوح لا لبس فيه ولا غموض علي نحو ينفي عني إمكانية التورط في تصرفٍ لا أرضاه ومع ذلك جعلت استمرار عضويتي في »مجلس الشعب» مرهونة بصدور أية إدانة قانوينة رسمية بعيدة عن التصريحات الجوفاء والبيانات المفبركة والعبارات المستفزة.. إنني عندما أنظر إلي الخلف أجد ورائي تراكماً هائلاً من النجاحات والاحباطات، من الانكسارات والانتصارات، وأشعر أنه لا يوجد فيما مضي من حياتي إلا تلك السبيكة التي أعتز بها من حسن النية والصدق مع النفس والإيمان بأن في الحياة متسعا لي ولك وللآخر، ولا أتصور أبداً أن الخير يأتي علي حساب الغير بل إنني أدرك أن دورة الزمن وحركة الكون كفيلتان في النهاية بالحكم العادل علي الجميع. تجرأت أكثر وقلت للرئيس إنني أفكر في »جامعة الدول العربية» أميناً عاماً فقال لي إن بعض الرؤساء العرب يذكرونك أمامي بالاسم ولكن لي ترتيباً آخر في ذهني سوف أمضي فيه، عندئذ أدركت أن السيد »عمرو موسي» هو مرشح مصر القادم لمنصب الأمين العام تراكمت لديّ خبرات خارجية من »بريطانيا» و»الهند»و»النمسا» وأخري داخلية من »اتحاد الطلاب» و»منظمة الشباب» إلي »الجامعة الأمريكية» و»وزارة الخارجية المصرية» فضلاً عن »رئاسة الجمهورية» كما امتزجت لديّ الحياة الدبلوماسية والخبرة الأكاديمية وتحولت إلي تركيبة تحمل أبعاداً متداخلة وآفاقاً متباينة، فألقي المحاضرات وأشارك في الندوات وأحضر المؤتمرات وأكتب المقالات علي هامش عملي الدبلوماسي إلي أن حدث ما لم أكن أتوقعه فتحولت مسيرتي في اتجاه مختلف، فبعدما عدت من »النمسا» وأصبحت »مساعداً لوزير الخارجية للشئون العربية وشئون الشرق الأوسط» بالإضافة إلي منصب »المندوب الدائم لدي جامعة الدول العربية» وبدأت أشعر بالاستقرار في موقعي فإذا بوزير الخارجية السيد »عمرو موسي» يطلبني ظهر أحد الأيام إلي مكتبه وقد كنا في شهر »رمضان» وهو يتجلي في ذلك الشهر وتأتيه حالة صفاء ذهني فريدة وقال لي يومها نريد أن نعطي »السودان» اهتماماً خاصاً بحكم العلاقة المتميزة بين البلدين التوأم، والرئيس »مبارك» يفكر في شخصية ذات ثقل لشغل منصب سفير مصر في »الخرطوم» فذلك تكليف وطني كبير أراك أجدر الناس به فقلت له إنني عائد من »فيينا» رافضاً امتداد مدتي فيها لأنني أرغب في البقاء داخل الوطن ولا أسعي لمهمة خارجية فقال لي مازحاً إنك سوف تصدر بعد ذلك كتابًا عن تجربة »السودان» عنوانه »أضاعها صلاح سالم وأعادها مصطفي الفقي» في إشارة إلي سقوط مشروع الاتحاد بين البلدين في أعقاب ثورة 1952 والتحول الذي طرأ علي فكر »إسماعيل الأزهري» وموقف حزبه، وبعدما انصرفت من مكتب الوزير كنت مدعوا علي الإفطار في منزل زميل دراستي الأستاذ »ممدوح عباس» رجل الأعمال الذي أصبح رئيساً لنادي »الزمالك» فيما بعد وفور انتهاء الإفطار اتصلت بي سكرتارية الرئيس حيث بادرني بقوله ما هي قصة »صلاح سالم»؟! فقلت له ياسيادة الرئيس إن هذا مزاح من الوزير »عمرو موسي»، فقال لي لا تقلق إنك سوف تبقي معنا لأنك تغطي بشكل مباشر العلاقات مع »السودان» كجزء من المنظومة العربية فبدأت أندمج في عملي مسئولاً عن الأعمال التحضيرية للجان المشتركة مع الدول العربية مع اهتمام كامل باجتماعات »جامعة الدول العربية»، ولازلت أتذكر أننا نجحنا عام 2000 في إجراء أول تعديل علي ميثاق »جامعة الدول العربية» منذ صدوره عام 1945، لذلك بدأت وقتها أشعر بالاستقرار والتفرغ لإصدار بعض كتبي مثل »العرب.. الأصل والصورة» وكتاب »من فكر الثورة إلي نهج الإصلاح» وكتاب »الرهان علي الحصان» بعد أن أصدرت في تسعينيات القرن الماضي كتباً أخري كان أهمها »الأقباط في السياسة المصرية» في طبعات عربية وإنجليزية وفرنسية وكتاب »الرؤية الغائبة» وكتاب »ليالي الفكر في فيينا» وكتاب »تجديد الفكر القومي» وغير ذلك من الكتب التي صدرت وتجاوزت الخمسة وعشرين كتاباً كان آخرها كتابان هما »محنة أمة» وكتاب »الرؤية العصرية للدولة المصرية»، وذات مساء اتصل بي السيد »عمرو موسي» وزير الخارجية الذي أرتبط معه بصلات وثيقة منذ عشرات السنين وقال لي إن منصب »رئيس لجنة العلاقات الخارجية» في »مجلس الشعب» يبدو شاغراً في برلمان 2000 نظراً لأن الأستاذ الدكتور »محمد عبد اللاه» رئيس تلك اللجنة المتميز لأكثر من عشرين عاماً لم يوفق في الانتخابات النيابية الأخيرة وهم يفكرون في تعيين شخصية ذات اهتمام بالعمل العام من سفراء وزارة الخارجية وأنا أري أن ذلك هو مكانك الطبيعي ولا أنكر أن الفكرة داعبت شيئاً في نفسي والتقت مع بعض طموحاتي في ذلك الوقت وعندما فكرت مليًا في الأمر بدأت في التراجع لأن ترك »وزارة الخارجية» ليس أمراً سهلاً خصوصاً بالنسبة لشخص خدم فيها حينذاك أكثر من خمسة وثلاثين عاماً فاقترحت علي الوزير بديلاً لي اسم السفير »شكري فؤاد ميخائيل» الذي كان قد تقاعد بالفعل وهو شخصية مرموقة بكل المقاييس خصوصاً وأنه كان أمامي خمس سنوات علي الأقل في الخدمة الدبلوماسية لا داعي للتفريط فيها ولكن الأمور مضت بعد ذلك في طريقها حيث وجدت الرئيس »مبارك» يتصل بي ذات مساءً قائلاً أنه سوف يصدر قراراً بتعييني عضواً في »مجلس الشعب» في اليوم التالي وأضاف الرئيس الأسبق إنك سوف تكون »وكيل لجنة العلاقات الخارجية» في السنة البرلمانية الأولي لأن السيد »كمال الشاذلي» قد وعد الوزير »ماهر أباظة» برئاسة هذه اللجنة منذ ترك »وزارة الكهرباء» في آخر تعديل فقلت للرئيس ولم لا أذهب إلي »لجنة الشئون العربية» رئيساً فقال لي إن السيد »أحمد أبو زيد» نائب الاسماعيلية سيتولاها لأنه كان زعيمًا للأغلبية فتجرأت أكثر وقلت للرئيس إنني أفكر في »جامعة الدول العربية» أميناً عاماً فقال لي إن بعض الرؤساء العرب يذكرونك أمامي بالاسم ولكن لي ترتيباً آخر في ذهني سوف أمضي فيه، عندئذ أدركت أن السيد »عمرو موسي» هو مرشح مصر القادم لمنصب الأمين العام »لجامعة الدول العربية»وقد كان، ومثلما كنت شاهدًا مباشرًا علي ترشيح »د.بطرس غالي» أمينًا عامًا »للأمم المتحدة»، و»د.عصمت عبد المجيد» أمينًا عامًا »لجامعة الدول العربية» تحولت إلي شاهدِ مباشر أيضاً لمنصبي السيد »عمرو موسي» الكبيرين »وزير الخارجية» ثم »أمين عام جامعة الدول العربية»، فقبلت عضوية مجلس الشعب متردداً وصدر قرار من »وزير الخارجية» بتعييني »مساعداً أول لوزير الخارجية» قبل إنهاء خدمتي كنوع من الترضية والتكريم، وعندما دخلت مبني »مجلس الشعب» بدأوا يعدون لنا بطاقات العضوية وهنا يأتي السؤال موجهاً لكل عضو عن انتمائه الحزبي فقلت لمن سألني إنني »دبلوماسي سابق» لم أنتم إلي حزب طوال حياتي، فقال لي ولكنك عضو بالتعيين فأنت في هذه الحالة تصبح عضواً في »الحزب الوطني الحاكم»، وقد كانت سنوات عملي البرلمانية سنوات مضطربة وقلقة ركزت فيها علي نشاط »لجنة العلاقات الخارجية» التي أترأسها أكثر من حماسي للحديث المتكرر في »جلسات البرلمان» كما عنيت بزيارات الوفود الأجنبية والاهتمام بها بدءاً من »الكونجرس الأمريكي» وصولاً إلي »مجلس العموم البريطاني» و»الجمعية الوطنية الفرنسية» حتي »اللوك صابها» في »الهند»، ثم جاءت انتخابات البرلمان عام 2005 فوافقت علي الترشح في دائرة »دمنهور» بعد تردد طويل بسبب علمي أنها معقل شرس »للإخوان المسلمين» حيث نصحني ثلاثة من أصدقائي هم الدكاترة »أحمد زويل» و»محمد البرادعي» و»زاهي حواس» بألا أخوض تلك التجربة، وعندما هبطت المدينة بعد سنوات من الغياب احتفي بي معظم أهلها ودعمني الكثيرون علي نحو غير متوقع لمرشح هبط عليهم من »القاهرة» اعتماداً علي جذوره في محافظة »البحيرة» وانتمائه لها، ولابد أن أعترف هنا أن انتخابات »دمنهور» قد أرهقتني كثيراً، »فالإخوان المسلمون» ركزوا علي الدائرة لأن المرشح المقابل لهم معروف نسبياً علي مستوي الوطن فلابد من إطلاق الشائعات واستخدام الحرب النفسية والمعلومات المغلوطة طوال الوقت، وعندما طعن خصمي في نتيجة الانتخابات التي فزت فيها كان اللجوء طبيعياً إلي »محكمة النقض» التي أصدرت تقريرها بوضوح لا لبس فيه ولا غموض علي نحو ينفي عني إمكانية التورط في تصرفٍ لا أرضاه ومع ذلك جعلت استمرار عضويتي في »مجلس الشعب» مرهونة بصدور أية إدانة قانوينة رسمية بعيدة عن التصريحات الجوفاء والبيانات المفبركة والعبارات المستفزة.. إنني عندما أنظر إلي الخلف أجد ورائي تراكماً هائلاً من النجاحات والاحباطات، من الانكسارات والانتصارات، وأشعر أنه لا يوجد فيما مضي من حياتي إلا تلك السبيكة التي أعتز بها من حسن النية والصدق مع النفس والإيمان بأن في الحياة متسعا لي ولك وللآخر، ولا أتصور أبداً أن الخير يأتي علي حساب الغير بل إنني أدرك أن دورة الزمن وحركة الكون كفيلتان في النهاية بالحكم العادل علي الجميع.