سألت المذيعة التليفزيونية عمرو موسى رئيس لجنة الدستور: ماذا يحدث لو أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى رفض الترشح لرئاسة الجمهورية؟.. أجابها على الفور: نجيبه رئيس جمهورية.. فصفق له الحاضرون بشدة.. هذه هى عبقرية عمرو موسى السياسية التى تقرأ نبض الشارع المصرى. الرجل بالفعل رجل دولة كفء يدرس ويحلل ويفهم ويأخذ القرار ويعرف بالظبط ماذا يقول ومتى يقول وأين يقول. عمرو موسى المفترى عليه نجاحه وكفاءته وحقد رجال نظام مبارك عليه كانت العقبه الكؤود فى طريق نجاحه.. ودفع الجميع ثمنها وعلى رأسهم مبارك نفسه ورجاله بل النظام كله الذى كان يرفض الكفاءات الكبيرة.. كان النجاح الكبير لعمرو موسى وهو يوجه ضربة قاضية فنية رائعة فى مناظرته مع شلومو وزير خارجية إسرائيل ورأى الجميع الكبرياء المصرية تهزم الصلف الإسرائيلى وتابع رجل الشارع تصريحاته القوية التى ترفع درجة الكبرياء المصرية عربياً ودولياً وأدت إلى ارتفاع كبير وشعبية متزايدة فى الشارع المصرى وكانت كلمات الملك حسين له فى عمان أن العرب يفخرون به.. بدلاً من أن يفرح النظام المصرى القائم حينها بهذا النجاح الدبلوماسى حدث العكس وزاد الحقد عليه من رموز هذا النظام، خاصة أن عامة المصريين أجمعوا علي أنه يمكن أن يكون رئيس مصر المنتظر بعد مبارك. ما لم يعرفه عمرو موسى نفسه حتى الآن.. سمعته وعرفته وشاهدت جزءاً منه بحكم العمل فى أخبار اليوم وأشعر بضمير مستريح أنه لابد أن يكتب الآن. الحكاية الأولى.. كان الرئيس السابق حسنى مبارك فى زيارة لجامعة الإسكندرية ورأى الدكتور محمد عبداللاه نائب رئيس الجامعة ودعاه الرئيس مبارك للجلوس بجانبه وسأله عن رأيه فى بيان رئاسة الجمهورية الصادر بشأن مشكلة بين السودان وأمريكا.. أجابه الدكتور عبداللاه أن البيان متوازن.. رد عليه الرئيس مبارك: لأن عمر سليمان هو الذى كتبه ولو كان صاحبك - يقصد (عمرو موسى) - قد كتبه كان عمل فيها عنتر، هكذا وصف الرئيس وزير خارجيته الناجح. جلست بعدها مع صديقى الدكتور محمد عبداللاه نحلل ما جرى وكانت النتيجة أن أيام عمرو موسى فى الخارجية أصبحت قريبة وإذا لم تصدقونى فالدكتور عبداللاه لا يزال حياً يرزق ودفع ثمن صداقته لعمرو موسى. الحكايه الثانية.. رواها لى اللواء طيار هانى المنشاوى وكان يشغل وقتها منصب ياور الرئيس قال لى: أن هناك من فى القصر من يكره عمرو موسى شخصياً.. مسئول كبير بالقصر والحزب الوطنى كان يستمتع بتزلف الوزراء إليه لقربه من الرئيس مبارك.. وكان الوحيد الذى يعامله معاملة الموظف كان عمرو موسى الذى يتعامل معه بكبرياء شديدة واستطاع أن يحجمه وكان هذا الشخص يكره موسى بشدة. الحكاية الثالثة.. كانت كراهية صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى لعمرو موسى.. كنت فى السودان لتغطية زيارة أول وفد مصرى رفيع المستوى سيزورها بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى إثيوبيا واتهم النظام السودانى بالضلوع فى المؤامرة، وجلس صفوت الشريف مع الدكتور مصطفى الفقى على ترابيزة أمامى يحكى له عن عمرو موسى وخلافاته ولا داعى لذكر ما قال كان الفقى ينصت ويسمع كأنه كان هو الآخر يعلم أنه لا يتمتع برضاء النظام عنه.. كان الجميع يتفقون على كراهية عمرو موسى وأسامة الباز ومصطفى الفقى وعندما ابتعد الثلاثة سقطت علاقات مصر الخارجية والكبرياء المصرية. الحكاية الرابعة.. كانت فى مظاهرات 25 يناير فى قلب الميدان عندما نزل عمرو موسى وهو أمين جامعة الدول العربية إلى الميدان وسط الثوار كان حوله الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى ومعه أحمد ماهر منسق حركة 6 أبريل، وكان عمرو موسى يشغل أمين عام الجامعة قالوا له بعد أن نزل إلى الميدان: إنه رئيس مصر القادم، للأسف بعد هذا يهاجمه البلتاجى وشباب 6 أبريل أيام الانتخابات الرئاسية أنه كان رجل النظام السابق كعادة الإخوان وحلفائهم الذين ينتهزون الفرص وينقضون العهود هذا هو ما لم يعرفه عمرو موسى رمز الكبرياء المصرية الذى ضاعت بعده هيبة مصر الخارجية وكأن الأقدار تلعب دورها لتعيد إليه بعضاً من حقه بعد نجاحه بكفاءته وقدراته السياسية المتميزة فى لجنة الدستور ليخرج دستوراً محترماً. وهنا بدأ عامة المصريين يطالبون به رئيساً محترماً لمجلس نواب يتمنون أن يكون مجلساً محترماً.