بحالة من الحزن الصامت والحسابات المؤجلة والرغبة في تعديل الموقف، عادت إلى القاهرة في الواحدة بعد ظهر السبت 6 سبتمبر بعثة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قادمة من داكار. أدى المنتخب المباراة الأولي للمجموعة السابعة في تصفيات الأمم الافريقية 2015 بالمغرب والتي خسرها المنتخب أمام السنغال بهدفين نظيفين ليتعثر الفريق في أول مباراة رسمية يقوده فيها شوقي غريب المدير الفني. المنتخب أجل كل حساباته وقرر الجهاز الفني الدخول مباشرة لمعسكر اعداد للقاء تونس مساء الأربعاء المقبل بملعب الدفاع الجوي وبحضور20 ألف متفرج حسب تأكيدات المهندس حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة والمشرف العام علي المنتخب، شوقي غريب كان يرغب من قبل في منح لاعبيه راحة قصيرة بعد العودة من السنغال ويستأنف المعسكر في اليوم التالي، لكن الهزيمة المشفوفة بأداء ضعيف وأخطاء فادحة ومخيفة على مستقبل الفريق بالتصفيات دفعت المدير الفني لإدخال اللاعبين لأجواء الاستعداد لمباراة تونس مباشرة دون راحة. ويؤدي الفريق تدريبات الاستشفاء وجلسات المحاسبة الفنية وكشف الأخطاء ومصارحة اللاعبين بالموقف ليبدأ الفريق اليوم الأحد أول تدريباته استعدادا لمباراة تونس، وذلك بعد مشاهدة اللاعبين والجهاز الفني مباراة تونس وبتسوانا التي جرت مساء أمس في تونس، والتي أوفد شوقي غريب مساعده عبد الستار صبري لمتابعتها في أرض الملعب وكتابة تقرير واف عن الفريقين. ويعود صبري للقاهرة اليوم على نفس رحلة الطائرة التي تحضر عليها البعثة التونسية.. بينما كلف غريب المدرب المساعد أسامة نبيه بالسفر غدا إلي بتسوانا لمتابعته مباراة فريقها مع السنغال في الجولة الثانية استعدادا لمباراة مصر في بتسوانا يوم 10 أكتوبر المقبل. غريب يدافع ويراوغ لم يتمكن شوقي غريب من عقد مؤتمره الصحفي بعد المباراة بداكار وذلك لعدم وجود مترجم من اللغة الفرنسية بين أعضاء الجهاز الفني وهو ما لم يتمكن معه صحفيو السنغال ومندوبو وسائل الإعلام المختلفة من التواصل مع المدير الفني لمنتخب مصر فتم إلغاء المؤتمر قبل أن يبدأ الفرنسي الآن جريس المدير الفني للسنغال مؤتمره، ويخرج شوقي غريب من قاعة المؤتمر بعد مصافحة جريس وتبادل التحية. ووقف غريب في ممر الإستاد متحدثا إلى أعضاء الوفد الصحفي المصري مدافعا عن لاعبيه والتشكيل الذي شهد الكثير من الأخطاء والاجتهادات غير الموفقة التي أفقدت الفريق الحد الأدنى من التجانس وزادت من أخطاء التمرير نسبة غير معقولة كلفت المنتخب هدفين وكانت شباكه قابلة للزيادة. وقال شوقي غريب: أنا مسئول ولا يمكن أن اعفي نفسي من المسئولية أو اتهم اللاعبين الذين اشكرهم علي كل حال لكن تعالوا ندخل إلي غرفة الملابس لتشاهدوا السبورة التي كنت اشرح عليها للاعبين طريقة أداء المنافس وكيفية اختراق لاعبيه لدفاع المنافس من العمق بنفس التمريرة تقريبا التي سجلوا بها الهدفين.. ويطلب غريب من سمير عدلي المدير الإداري فتح باب غرفة الملابس ليطلع الصحفيين علي السبورة وما عليها لكن عدلي يجد الغرفة مغلقة دون اضاءة. ويستمر غريب في دفاعه ودفوعه مؤكدا في الرد علي سؤال حول غرابة إشراك أحمد فتحي الظهير الأيمن في الناحية اليسرى وهو ما أفقده إلي فعاليته وكان سببا مباشرة في غزو لاعبي السنغال مرمي حصر من ناحيته والهدف الثاني جاء اثر تمريرة خاطئة قاتلة منه. وأضاف غريب لو لم إشرك فتحي في الناحية الشمال »كنا هنشيل كتير« فالفريق السنغالي يملك جبهة يمني قوية هجومية ولم أغامر في إشراك صبري رحيل الظهير الأيسر الوحيد الموجود معنا وذلك لقلة خبرته الدولية فهو لم يؤد مباراته دولية رسمية من قبل. لكن المدير الفني للمنتخب لم يملك اي منطق في الرد علي تعقيبنا في أن كلا من خالد قمر واحمد حمودي لم يسبق لهما أداء أي مباراة دولية وشاركا ضمن التشكيل الأساسي خاصة أن أحمد المحمدي لاعب هال سيتي الانجليزي لم يقدم أي شيء في المباراة واستمر علي نفس الحالة له مع المنتخب والتي تمثل لغزا غير مفهوم من لاعب يملك قدرات جيدة. ويشارك في الدوري الانجليزي بصفة أساسية ولا تذكر له الجماهير مباراة واحدة جيدة له مع المنتخب وكان يمكن لأحمد فتحي لو لعب في مكانه الطبيعي أن يفيد المنتخب أو انتقل إلي قلب الوسط المدافع لتعزيز القدرات الدفاعية وسط الملعب خاصة في ظل عدم أداء محمد النني للمهام المطلوبة وكثرة التمريرات القاتلة من حسام غالي. المدير الفني للمنتخب أراد أن «يلم الليلة» ويطوي الصفحة السنغالية ويدخل في أجواء الاستعداد لمباراته مع تونس فقال ان منتخب السنغال فريق محترم لكننا في الشوط الثاني أفضل منه ولابد أن يتذكر الجميع أن هذه أول مباراة لنا في الموسم ولاعبونا لم يصلوا بعد لدرجة الجاهزية البدنية الكافية. كما أننا نبني فريقا لمستقبل الكرة المصرية وهو ما يحتاج لوقت كاف من التجهيز وكسب الثقة والتجانس والوصول إلي التشكيل شبه الثابت في هذه الخلطة التي نحاول الوصول إليها بين المحترفين في الخارج ولاعبي الأندية المصرية. وأشار شوقي غريب إلي أن منتخب مصر لديه الرغبة والقدرة علي تعديل موقفه بالمجموعة وأمامنا تحديات صعبة والبداية من الأربعاء المقبل.. ورفض غريب اعتبارها مباراة حياة أو موت. وقال لا أريد الضغط علي لاعبي فريقي زيادة لكنها مباراة مهمة والفوز بها إن شاء الله يعيد ترتيب المجموعة خاصة أن أمامنا مباراتين مع بتسوانا ذهابا وإيابا في الجولتين القادمتين ويمكن للمنتخب ان يحقق هدفه خلال هذه المرحلة لكن المطلوب من الجميع مساندة اللاعبين ودعم الفريق لأنها مرحلة البناء الصعبة.. واكد المدير الفني للمنتخب ان الوقت ضيق. فريد زعلان. ومن جانبه عبر المهندس حسن فريد نائب رئيس الاتحاد ورئيس البعثة عن غضبه وحزنه بهذه الهزيمة أمام السنغال لكنه قال: هذه هي الكرة لم يكن فريقنا في يومه ابدا كنت انتظر منهم ما هو أفضل لكننا الآن لا نملك الا الدعم والمساندة بقوة لان السفينة في عرض البحر ويجب أن نتكاتف جميعا من أجل خروجها بسلام. فريد اشار إلي أنه لن يعود من المطار إلي منزله وسيتجه مع اللاعبين مباشرة إلي معسكر الاستعداد لمباراة تونس وقال إن اتحاد الكرة قدم ما عليه ووجد تعاونا مشكورا من وزارتي الرياضة والداخلية لاقامة مباراة تونس بالدفاع الجوي بحضور 20 ألف متفرج وفقا لما أكده فريد. جريس فرحان أبدي الفرنسي الآن جريس المدير الفني لمنتخب السنغال فرحته الشديدة بالفوز علي مصر.. وقد بدا قلق السنغاليين من لقاء الفراعنة واضحا قبل المباراة حتي أن مشاعر القلق والخوف كانت واضحة علي وجوه لاعبي السنغال وقال جريس: كيف لا نقلق ونحن نواجه فريقا بخبره المنتخب المصري وسمعته بالقارة. كما انتشر رجال الامن في كل مكان حول بوابات الاستاد المتعددة وحضر المباراة في المقصورة الرئيسية والهب حماس الجماهير النجم السنغالي المعتزل الحاج ضيوف الذي عبر عن تقديره للكرة المصرية. وظهر التزام الجماهير واضحا اثناء وبعد المباراة.. وكان طيبا ومحترما من جماهير السنغال وهي تصفق للبعثة المصرية أثناء تحركها من الاستاد للفندق ثم منه مباشرة إلي مطار داكار في بداية رحلة العود السفير يشكر البعثة حرص السفير هشام محمد ماهر وأعضاء السفارة علي توديع بعثة المنتخب حتي سلم الطائرة ووجه السفير شكره لأعضاء البعثة علي الظهور المشرف والملتزم طوال أيام الإقامة في داكار وداعب اللاعبين والجهاز الفني بأنه سيتابع مباراتهم مع تونس ويتمني أن يتمكنوا من الفوز بها وتصحيح مسار المنتخب والتأهل لبطولة الأمم الأفريقية بالمغرب مشيرا إلي أن عددا من السفراء العرب ومنهم سفراء فلسطين وموريتانيا ابدوا اهتماما كبيرا بوجود بعثة المنتخب المصري ويتابعون نتائجه. كما ان الشعب السنغالي الصديق دائم الاتصال والاطمئنان علي الأحوال في مصر.