صدرت للكاتب أشرف الخمايسي روايته الثالثة »انحراف حاد« عن الدار المصرية اللبنانية،تقع الرواية في 400 صفحة من القطع المتوسط . يطرح الكاتب فكرة الموت ومدى قدرة الإنسان على الانتصار عليه مدفوعاً بغةاية البقاء وفتنة الخلود ،فيرسم الموت تفاصيل الحياة ومقادير الأشخاص ويقودهم إلى مصيرهم الحتمي عبر شخصية غامضة . . يحرص الكاتب في روايته على مراوغة القارئ من خلال الابتعاد الظاهري بين الشخصيات رغم أنها جميعا ترتبط بخيوط الحياة كما تستدرج الرواية القارئ إلى عالمٍ متناقض، عبر رحلة في سيارة «ميكروباص»، وتعتبر تجسيدٍ للدنيا بغرورها وتنوعها، ؛ ليصل راكبوها إلى نهاية الرحلة، حيث الموت المُتسرِّب إلى شرايين الحياة، أو الحياة التي تسير مذهولة في رِكاب الموت، وتقف حائرة أمام فتنة اقتناص الخلود. فتدور أحداث «انحراف حاد» حول شخصية غامضة، لها طريقتها الاستثنائية في الغواية، تلك هي شخصية صنع الله .و يحرص الكاتب على الغموض ، بداية من تقديم روايته بجملته: «أهديها لك»، هكذا، دون أن يحدد جنس المُهدى إليه/ إليها؛ إذ يتركها بلا تشكيل، تعمَّد ترك الإهداء مفتوحًا لإضفاء نوعٍ من الغموض الذي يشيع بعد ذلك في أركان العمل كافة، وكأنه يهيئ القارئ لما هو مُقبل عليه، وربما يؤكد هذا التوجُّه ما تلى الإهداء، من مفتتح، أو تصدير للعمل، جاء أكثر إبهامًا وغموضًا وقبولًا للتأويل: «مُغلق عليك، في حجرة ضيِّقة، مع شمعة وحيدة مضيئة. حتَّى هذا اللهب الضَّعيف، بعد وقتٍ، لا بد من أن يذبل وينطفئ، وسيُغرقك الظَّلام، بينما وراء الجدران ضوء باهر، تفيض به شمس منيرة أبدًا. حطِّم الباب واخرج، وتنوَّر». ورغم ذلك تبدأ الرواية بلغة بسيطة لإيهام القارئ أنه أمام نص بسيط، عادي، لن يُحمِّله عبء الدخول إلى متاهات التأويل والبحث عن مقاصد الحروف والعبارات. حيث تبدأ الرواية بحديث نفسٍ، نعرف بعد ذلك أنها «نفس» هذا الشخص الغامض، حامل لواء الغواية في لحظات الاحتضار الأخيرة «صنع الله»، وحديث النفس هذا يُلخِّص تقريبًا ما يرمي إليه الكاتب: «البعض يقول إن الدُّنيا بسيطة، والحياة تمضي بحكاياتها المعروفة، سواء كانت حكايات مُدهشة، أو عاديَّة، النَّاس يسمعونها، أو يشاهدونها، أو يقرأونها، وفي جميع الأحوال هم أبطالها، في النِّهاية.. الدُّنيا بسيطة، والحياة شغَّالة، يقولون ذلك بأريحيَّة، على أن الأمر في حقيقته ليس هكذا، ليس بهذه البساطة، فإذا كان أحدهم غير مستعد لتحريك سيَّارته من جراچها إلَّا لأمر هام، فما الذي يدعو مالك الشَّمس لأن يُطلعها كل يوم من المشارق، وفي نفس التَّوقيت، طوال ملايين السِّنين الفائتة، ولملايين السِّنين القادمة، إن لم يكن ثمَّة أمر، غاية في الخطورة، يربض في الآفاق السَّحيقة؟» يبقى أن نقول: إن أشرف الخمايسي روائي مصري، عضو اتحاد الكتاب، فاز بالجائزة الأولى في مسابقة «أخبار الأدب» للقصة القصيرة سنة 1994م، وله روايتان قبل «انحراف حاد»، هما: «الصنم»، و«منافي الرب»، وتلك الأخيرة كانت قد وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2014، وعندما عرف هذا الخبر، قال إن احتفاله بوصولها إلى القائمة القصيرة سيكون «غرائبيًا»، حيث سيقفز من فوق كوبري قصر النيل احتفالا بالوصول، لكن هذا لم يحدث! كما وصلت الرواية نفسها إلى القائمة القصيرة لمسابقة معهد أكيودي الصيني في العام نفسه، حيث خصصها المعهد للعالم العربي. وللخمايسي، فضلًا عن رواياته الثلاث، ثلاث مجموعات قصصية، وسوف تصدر طبعة جديدة من رواية "منافي الرب" قريبًا عن الدار المصرية اللبنانية. صدرت للكاتب أشرف الخمايسي روايته الثالثة »انحراف حاد« عن الدار المصرية اللبنانية،تقع الرواية في 400 صفحة من القطع المتوسط . يطرح الكاتب فكرة الموت ومدى قدرة الإنسان على الانتصار عليه مدفوعاً بغةاية البقاء وفتنة الخلود ،فيرسم الموت تفاصيل الحياة ومقادير الأشخاص ويقودهم إلى مصيرهم الحتمي عبر شخصية غامضة . . يحرص الكاتب في روايته على مراوغة القارئ من خلال الابتعاد الظاهري بين الشخصيات رغم أنها جميعا ترتبط بخيوط الحياة كما تستدرج الرواية القارئ إلى عالمٍ متناقض، عبر رحلة في سيارة «ميكروباص»، وتعتبر تجسيدٍ للدنيا بغرورها وتنوعها، ؛ ليصل راكبوها إلى نهاية الرحلة، حيث الموت المُتسرِّب إلى شرايين الحياة، أو الحياة التي تسير مذهولة في رِكاب الموت، وتقف حائرة أمام فتنة اقتناص الخلود. فتدور أحداث «انحراف حاد» حول شخصية غامضة، لها طريقتها الاستثنائية في الغواية، تلك هي شخصية صنع الله .و يحرص الكاتب على الغموض ، بداية من تقديم روايته بجملته: «أهديها لك»، هكذا، دون أن يحدد جنس المُهدى إليه/ إليها؛ إذ يتركها بلا تشكيل، تعمَّد ترك الإهداء مفتوحًا لإضفاء نوعٍ من الغموض الذي يشيع بعد ذلك في أركان العمل كافة، وكأنه يهيئ القارئ لما هو مُقبل عليه، وربما يؤكد هذا التوجُّه ما تلى الإهداء، من مفتتح، أو تصدير للعمل، جاء أكثر إبهامًا وغموضًا وقبولًا للتأويل: «مُغلق عليك، في حجرة ضيِّقة، مع شمعة وحيدة مضيئة. حتَّى هذا اللهب الضَّعيف، بعد وقتٍ، لا بد من أن يذبل وينطفئ، وسيُغرقك الظَّلام، بينما وراء الجدران ضوء باهر، تفيض به شمس منيرة أبدًا. حطِّم الباب واخرج، وتنوَّر». ورغم ذلك تبدأ الرواية بلغة بسيطة لإيهام القارئ أنه أمام نص بسيط، عادي، لن يُحمِّله عبء الدخول إلى متاهات التأويل والبحث عن مقاصد الحروف والعبارات. حيث تبدأ الرواية بحديث نفسٍ، نعرف بعد ذلك أنها «نفس» هذا الشخص الغامض، حامل لواء الغواية في لحظات الاحتضار الأخيرة «صنع الله»، وحديث النفس هذا يُلخِّص تقريبًا ما يرمي إليه الكاتب: «البعض يقول إن الدُّنيا بسيطة، والحياة تمضي بحكاياتها المعروفة، سواء كانت حكايات مُدهشة، أو عاديَّة، النَّاس يسمعونها، أو يشاهدونها، أو يقرأونها، وفي جميع الأحوال هم أبطالها، في النِّهاية.. الدُّنيا بسيطة، والحياة شغَّالة، يقولون ذلك بأريحيَّة، على أن الأمر في حقيقته ليس هكذا، ليس بهذه البساطة، فإذا كان أحدهم غير مستعد لتحريك سيَّارته من جراچها إلَّا لأمر هام، فما الذي يدعو مالك الشَّمس لأن يُطلعها كل يوم من المشارق، وفي نفس التَّوقيت، طوال ملايين السِّنين الفائتة، ولملايين السِّنين القادمة، إن لم يكن ثمَّة أمر، غاية في الخطورة، يربض في الآفاق السَّحيقة؟» يبقى أن نقول: إن أشرف الخمايسي روائي مصري، عضو اتحاد الكتاب، فاز بالجائزة الأولى في مسابقة «أخبار الأدب» للقصة القصيرة سنة 1994م، وله روايتان قبل «انحراف حاد»، هما: «الصنم»، و«منافي الرب»، وتلك الأخيرة كانت قد وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2014، وعندما عرف هذا الخبر، قال إن احتفاله بوصولها إلى القائمة القصيرة سيكون «غرائبيًا»، حيث سيقفز من فوق كوبري قصر النيل احتفالا بالوصول، لكن هذا لم يحدث! كما وصلت الرواية نفسها إلى القائمة القصيرة لمسابقة معهد أكيودي الصيني في العام نفسه، حيث خصصها المعهد للعالم العربي. وللخمايسي، فضلًا عن رواياته الثلاث، ثلاث مجموعات قصصية، وسوف تصدر طبعة جديدة من رواية "منافي الرب" قريبًا عن الدار المصرية اللبنانية.